إعلام موجّه ينحاز للقاتل.. MBC وأخواتها النفطيّة
تامر خرمه- الانحياز لكيان الإجرام "الاسرائيلي" لا يقف عند حدود الإعلام الغربي المتصهين، بل يتجاوزه إلى وسائل إعلام عربيّة تعمد إلى مساواة الضحيّة بالجلاّد، وتصوير المجازر التي يقترفها العدو في غزّة على أنّها نتيجة حرب بين طرفين يشتركان في التسبّب بها، وليست نتيجة عدوان همجيّ إجراميّ على شعب بأكمله.
بعض وسائل الإعلام العربيّة اختارت المضي في لعبة "غسل الأدمغة" عبر اتّخاذ مواقف منحازة لخطاب "اسرائيل"، عبر محاولة طمس الحقائق والعبث بقيم ومبادئ الشعب العربي. تحت غطاء "الحياد" يعمد هذا الإعلام الموّجه، الملطّخ بأموال النفط الخليجي، إلى تمرير رسائل تضليليّة تحاول اختلاق واقع مغاير تماماً للحقيقة.
ومن الفضائيّات التي عمدت إلى المساواة بين الضحيّة الوجلاّد وتشويه الحقيقة قناة الـMBC التي بدأت بالترويج لإعلان يظهر صور الشهداء من أطفال غزّة قبل أن ينتهي بعبارة مفادها بأنّه لا ينبغي لـ"أيّ حرب" أن تسلبهم طفولتهم. وكأن ما يدور في غزّة هو "حرب" بين دولتين أدّت إلى سلب الطفولة. هذه القناة النفطيّة لم تجرؤ على نقل الحقيقة. أنكرت الواقع وتعمّدت التستّر على القاتل، خدمة لمصالح كيان العدوان.
من أقصى شرق الأرض إلى آخر بقعة تغرب الشمس في أفقها، تظاهر الملايين مندّدين باعتداءات "اسرائيل" وبالمجازر التي تقترفها بحقّ الشعب الفلسطيني. وفي المقابل تحاول وسيلة إعلام ناطقة بالعربيّة تصوير المسألة على أنّها "حرب" يشترك طرفان في التسبّب بنتائجها !! تخجل اللغة من وصف هذه الجريمة التي لا تقلّ في بشاعتها عن جرائم الاحتلال.
مؤسف أن يتحكّم التجّار بوسائل الإعلام وينفقون الملايين على برامج تضليليّة وسطحيّة، ومن ثمّ يواصلون سياسة التجهيل عبر مثل هذه المواقف المنحازة للاحتلال تحت غطاء "الحياد" الوهميّ. هذا الإعلام الموجّه يستهدف الضمائر الحيّة عبر انغماسه الكامل في أجندة استعماريّة، تتّخذ من تزييف الحقائق ركيزة أساسيّة لخطابها الكولينيالي.
المقاومة الفلسطينيّة الباسلة في مواجهة العدوان ليست مجرّد حقّ من حقوق شعب مازال يعاني نكبة مستمرّة منذ 66 سنة، بل هي واجب لا يسمح الواقع لأيّ إنسان، اكتملت ملامح إنسانيّته، بتجنّبه. أبسط أشكال هذه المقاومة هو مقاطعة مثل هذا الإعلام الزائف الذي يستهدف الوعي والضمير.
