أزمة «سيامية»
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : الأسبوع الماضي احتجزت قطة روسية - أصيبت بالهياج المفاجئ - أفراد أسرة أمريكية كاملة في غرفة نومهم، وأبقتهم ساعات محاصرين بين أربعة حيطان ، مرعوبين لا يهتدون إلى وسيلة للخروج «الامن» ،طبعاً في وقت الاحتجاز الطويل لم يترك الرهائن وسيلة للتهدئة او إرضاء القطة الغاضبة الا وجربوها معها دون جدوى حسب قولهم ، حتى اضطرت صاحبتها أخيراً إلى الاتصال بالنجدة في ولاية فلوريدا الأميركية متأملة أن تتم صفقة الإفراج دون وقوع ضحايا.
يبدو ان العقل الروسي واحد سواء أكان «سياسيا» أم «سياميا»...فتفاصيل القطّة..او القصة لا فرق..أن صاحبتها الأمريكية ،كانت قد داست عن طريق الخطأ قدم القطة الروسية مما أثار هياج الأخيرة وتفاقم سلوكها العنيف الأمر الذي اضطر رب الأسرة ان يحتجزها في الحمام لبعض الوقت دون طعام «حصار اقتصادي» كعقاب للسلوك العنيف ، وفور انقضاء العقوبة الاقتصادية وخروجها من «الحمام»..انتابتها نوبة جنون مستخدمة كل وسائل التهديد من مواء مرتفع وخرمشة ورفع ذيل واحتكاك متعمّد بالباب المغلق..
ربما لو جرت نفس الحادثة لقط آخر من جنسية أخرى لما كانت ردة فعله بنفس عنف القط الروسي ، على ما يبدو ان العداء التاريخي بين المعسكرين انتقل الى الكائنات ايضاَ، وان طريقة «الاستئساد» التي مارستها القطة ما هي الى انعكاس لصورة الاستئساد الذي تمارسها الحكومة الروسية في حال شعرت ان امريكا قد «داست» على قدمها او ذيلها في مكان ما في العالم...القط الروسي عندما تألم احتجز عائلة أمريكية بأكلمها ...كيف لو تألم الدب الروسي الشهير..حتماً سيحتجز العالم بأكمله دون أدنى شكّ...
تبعات حادثة الاحتجاز لم تنته بعد..فقد قالت شرطة فلوريدا ان مركزاً لرعاية الحيوانات تسلم القطة ووضعها بالحجر الصحي...ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي من الحكومة الروسية على قرار «الاعتقال»..وأخشى ان تتطور الحكاية الى سحب سفراء وفيتو..وأزمة سيامية وبهذا ...تصبح محاور الخلاف بين روسيا وأمريكا..»سوريا» و»اوكرانيا»..و»القطة».!
السؤال الذي يطرح نفسه بعنف هذه اللحظة ..ماذا لو كان القط في الحادثة السابقة «عربيا»..هل سيقوم بنفس السلوك والتهديد والخرمشة والمواء والاحتجاز الذي قام به القط الروسي ؟ ام انه سيمشي بيده المكسورة حتى باب السيدة الامريكية ليتضرّع الى الله أن يحفظها ويتم صحتها وعافيتها عليها وأن يبقي علاقتهما الثنائية على خير ما يرام !
الرأي
يبدو ان العقل الروسي واحد سواء أكان «سياسيا» أم «سياميا»...فتفاصيل القطّة..او القصة لا فرق..أن صاحبتها الأمريكية ،كانت قد داست عن طريق الخطأ قدم القطة الروسية مما أثار هياج الأخيرة وتفاقم سلوكها العنيف الأمر الذي اضطر رب الأسرة ان يحتجزها في الحمام لبعض الوقت دون طعام «حصار اقتصادي» كعقاب للسلوك العنيف ، وفور انقضاء العقوبة الاقتصادية وخروجها من «الحمام»..انتابتها نوبة جنون مستخدمة كل وسائل التهديد من مواء مرتفع وخرمشة ورفع ذيل واحتكاك متعمّد بالباب المغلق..
ربما لو جرت نفس الحادثة لقط آخر من جنسية أخرى لما كانت ردة فعله بنفس عنف القط الروسي ، على ما يبدو ان العداء التاريخي بين المعسكرين انتقل الى الكائنات ايضاَ، وان طريقة «الاستئساد» التي مارستها القطة ما هي الى انعكاس لصورة الاستئساد الذي تمارسها الحكومة الروسية في حال شعرت ان امريكا قد «داست» على قدمها او ذيلها في مكان ما في العالم...القط الروسي عندما تألم احتجز عائلة أمريكية بأكلمها ...كيف لو تألم الدب الروسي الشهير..حتماً سيحتجز العالم بأكمله دون أدنى شكّ...
تبعات حادثة الاحتجاز لم تنته بعد..فقد قالت شرطة فلوريدا ان مركزاً لرعاية الحيوانات تسلم القطة ووضعها بالحجر الصحي...ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي من الحكومة الروسية على قرار «الاعتقال»..وأخشى ان تتطور الحكاية الى سحب سفراء وفيتو..وأزمة سيامية وبهذا ...تصبح محاور الخلاف بين روسيا وأمريكا..»سوريا» و»اوكرانيا»..و»القطة».!
السؤال الذي يطرح نفسه بعنف هذه اللحظة ..ماذا لو كان القط في الحادثة السابقة «عربيا»..هل سيقوم بنفس السلوك والتهديد والخرمشة والمواء والاحتجاز الذي قام به القط الروسي ؟ ام انه سيمشي بيده المكسورة حتى باب السيدة الامريكية ليتضرّع الى الله أن يحفظها ويتم صحتها وعافيتها عليها وأن يبقي علاقتهما الثنائية على خير ما يرام !
الرأي