أجيال قادمة من رحم ( المجازر)..!
حسين الرواشدة
جو 24 : ليس من حق أحد في هذا العالم أن يلوم الطفل العربي الذي شاهد كل هذه المجازر التي جرت في غزة، و في انحاء اخرى من بلداننا، اذا ما تحوّل غدا او بعد عشرين سنة الى ( خزان) عنف وكراهية، ذلك ان هذا الصمت و التواطؤ العالمي ضد حقوق ( أجيالنا) في الدفاع عن نفسها لا يمكن أن يمر بدون حساب، ولا يمكن أن يلد لديهم إلا المزيد من مشاعر العداء والتطرف والانتقام.
حين ندقق فيما حدث في بلداننا العربية على امتداد السنوات الماضية من جرائم تقشعر لها الابدان، سواء على صعيد ( القتل) أو التهجير، ناهيك عن الظلم و الاستبداد و الفساد، نكتشف بأن ( أجيالا) كاملة من الضحايا واللاجئي والمشردين قد ولدت و( تربت) وتشكل وعيها في ظروف قاسية جدا، و بالتالي فإن ذاكرتهم ممتلئة بصور الحروب والصراعات ومجروحة من آثار الفقر والحرمان، وهؤلاء الذين خرجوا من رحم ( المحن) والكراهية لا يمكن ان يتحولوا الى ( رسل سلام) أو الى ( مبدعين)، مادام ان القتلة والجلادين الذين لقنوهم مثل هذه الدروس جالسين في مقاعدهم أمام نظر العالم الذي لم تتحرك ضمائره لادانة المعتدي أو الاخذ على يديه.
لايمكن ان نتصور ايضا بأن ( الفلسطيني) الذي شاهد مجزرة ( الشجاعية) في غزة، أو جمع اشلاء الضحايا والشهداء، أو فقد أغلى الناس لديه، أن ( يغفر) للاحتلال و للعالم الذي بقي صامتا، ولا أن ( يتسامح) مع من قتل ودمّر بلا رأفة و لا رحمة.
يكفي ان نرصد كم من الاطفال والشباب الذين عانوا من اللجوء والتشريد أو القتل وشاهدوا صور الجرائم المفزعة بأعينهم، لندرك أي جيل هذا الذي سيخرج الينا، وأي مستقبل سيكون لبلداننا، وأي سلام وأمن هذا الذي نتحدث عنه.
الذين يعتقدون أنهم ( انجزوا) من خلال القمع، أو انتصروا بالطائرات و المدافع و المزيد من القتل، أو حافظوا على استقرارهم ( بالصمت) على العدوان، أو - حتى- خرجوا سالمين من الزلازل التي دمرت المنطقة، هؤلاء كلهم واهمون، لأن ما انتجته هذه المرحلة من مجازر وصراعات مدمرة، وقوافل من اللاجئين و الايتام و الغاضبين، وهم بالملايين، سيتولون صياغة المستقبل لبلداننا كلها على ايقاع ( معاناتهم)، وسيفرّغون مالديهم من عقد الثأر و الانتقام من اجل التغيير سواء في قنوات مشروعه أو غير مشروعة، و بالتالي فإن أعوامنا القادمة لن تكون أفضل من أوضاعنا الحالية.
بانتظار ( أطفال) المجازر و اللجوء و القتل على الهوية، وأجيال الغاضبين و الناقمين، ومجتمعات تشكلت في اتون الحروب و الصراعات و العدوان، سواء بسبب المحتل الوطني أو الآخر الاجنبي، حيث القتل هو القتل،والظلم هو الظلم، و التواطؤ و الصمت له معنى واحد، سنكتشف بأن الخرائط التي نراها اليوم ترسم في عالمنا العربي، ليست اكثر من ( نسخ) محسنة لخرائط أبشع قادمة، ولثورات واحتجاجات لا نعرف متى تبدأ و الى أين تنتهي، والحروب طاحنة لا تختلف عما شهدته غيرنا من الأمم التي دفعت ضلابية ( الكراهية) و حروبها المدمّرة.
من قال أن ( الاسد) خرج من الصناديق فائزا بالرئاسة، من قال، ان المالكي انقذ ( العراق)، والاهم من ذلك من قال، إن ( الاحتلال) الاسرائيلي نجح في ( إخضاع) غزة أو تأديب حماس؟ لقد استطاع هؤلاء كلهم أن يتوّجوا بطلا واحدا هو ( العنف) الممزوج بالحقد والكراهية، وأن يزرعوه في عقل ووجدان كل طفل عربي، وأن يصنعوا جيلا كاملا من ( الضحايا) المدججين بالتطرف و الرغبة بالثأر و الاستعداد للانتقام من كل شيء...حتى من أنفسهم ومن المجتمع الذي يعيشون فيه.
ان لعنة ( القتل) والعدوان ستطارد كل من أسهم في تشويه فطرة الانسان العربي، و سترتد الى أعناق الذين صمتوا أو تواطئوا على ذبحه وتشريده، كما أن ( لعنة) المعاناة التي يعيشها أطفالنا سواء في غزة أو فلسطين أو غيرها من بلداننا ستظل شبحا يطارد ( أمتنا) في احلامها حتى تستيقظ على واقع جديد لاوجود فيه للاستبداد ولا للقمع ولا للاحتلال.
الدستور
حين ندقق فيما حدث في بلداننا العربية على امتداد السنوات الماضية من جرائم تقشعر لها الابدان، سواء على صعيد ( القتل) أو التهجير، ناهيك عن الظلم و الاستبداد و الفساد، نكتشف بأن ( أجيالا) كاملة من الضحايا واللاجئي والمشردين قد ولدت و( تربت) وتشكل وعيها في ظروف قاسية جدا، و بالتالي فإن ذاكرتهم ممتلئة بصور الحروب والصراعات ومجروحة من آثار الفقر والحرمان، وهؤلاء الذين خرجوا من رحم ( المحن) والكراهية لا يمكن ان يتحولوا الى ( رسل سلام) أو الى ( مبدعين)، مادام ان القتلة والجلادين الذين لقنوهم مثل هذه الدروس جالسين في مقاعدهم أمام نظر العالم الذي لم تتحرك ضمائره لادانة المعتدي أو الاخذ على يديه.
لايمكن ان نتصور ايضا بأن ( الفلسطيني) الذي شاهد مجزرة ( الشجاعية) في غزة، أو جمع اشلاء الضحايا والشهداء، أو فقد أغلى الناس لديه، أن ( يغفر) للاحتلال و للعالم الذي بقي صامتا، ولا أن ( يتسامح) مع من قتل ودمّر بلا رأفة و لا رحمة.
يكفي ان نرصد كم من الاطفال والشباب الذين عانوا من اللجوء والتشريد أو القتل وشاهدوا صور الجرائم المفزعة بأعينهم، لندرك أي جيل هذا الذي سيخرج الينا، وأي مستقبل سيكون لبلداننا، وأي سلام وأمن هذا الذي نتحدث عنه.
الذين يعتقدون أنهم ( انجزوا) من خلال القمع، أو انتصروا بالطائرات و المدافع و المزيد من القتل، أو حافظوا على استقرارهم ( بالصمت) على العدوان، أو - حتى- خرجوا سالمين من الزلازل التي دمرت المنطقة، هؤلاء كلهم واهمون، لأن ما انتجته هذه المرحلة من مجازر وصراعات مدمرة، وقوافل من اللاجئين و الايتام و الغاضبين، وهم بالملايين، سيتولون صياغة المستقبل لبلداننا كلها على ايقاع ( معاناتهم)، وسيفرّغون مالديهم من عقد الثأر و الانتقام من اجل التغيير سواء في قنوات مشروعه أو غير مشروعة، و بالتالي فإن أعوامنا القادمة لن تكون أفضل من أوضاعنا الحالية.
بانتظار ( أطفال) المجازر و اللجوء و القتل على الهوية، وأجيال الغاضبين و الناقمين، ومجتمعات تشكلت في اتون الحروب و الصراعات و العدوان، سواء بسبب المحتل الوطني أو الآخر الاجنبي، حيث القتل هو القتل،والظلم هو الظلم، و التواطؤ و الصمت له معنى واحد، سنكتشف بأن الخرائط التي نراها اليوم ترسم في عالمنا العربي، ليست اكثر من ( نسخ) محسنة لخرائط أبشع قادمة، ولثورات واحتجاجات لا نعرف متى تبدأ و الى أين تنتهي، والحروب طاحنة لا تختلف عما شهدته غيرنا من الأمم التي دفعت ضلابية ( الكراهية) و حروبها المدمّرة.
من قال أن ( الاسد) خرج من الصناديق فائزا بالرئاسة، من قال، ان المالكي انقذ ( العراق)، والاهم من ذلك من قال، إن ( الاحتلال) الاسرائيلي نجح في ( إخضاع) غزة أو تأديب حماس؟ لقد استطاع هؤلاء كلهم أن يتوّجوا بطلا واحدا هو ( العنف) الممزوج بالحقد والكراهية، وأن يزرعوه في عقل ووجدان كل طفل عربي، وأن يصنعوا جيلا كاملا من ( الضحايا) المدججين بالتطرف و الرغبة بالثأر و الاستعداد للانتقام من كل شيء...حتى من أنفسهم ومن المجتمع الذي يعيشون فيه.
ان لعنة ( القتل) والعدوان ستطارد كل من أسهم في تشويه فطرة الانسان العربي، و سترتد الى أعناق الذين صمتوا أو تواطئوا على ذبحه وتشريده، كما أن ( لعنة) المعاناة التي يعيشها أطفالنا سواء في غزة أو فلسطين أو غيرها من بلداننا ستظل شبحا يطارد ( أمتنا) في احلامها حتى تستيقظ على واقع جديد لاوجود فيه للاستبداد ولا للقمع ولا للاحتلال.
الدستور