صناديق العجب !!
خيري منصور
جو 24 : بدءاً من صندوق العجب الذي كان يحمله القروي المتجول على ظهره، مروراً بصندوق باندورا كما تقدمه أسطورة يونانية وهو يعج بالشرور، بحيث ما إن يرفع عنه الغطاء حتى تتدفق المصائب منه، وليس انتهاء بهذا الصندوق المسمى تلفزيون والذي يتسع لكل شيء، لأن شاشته محايدة، تقبل النقائض كلها.
وما نشاهده أحياناً وربما عن طريق الخطأ من بعض الشاشات يدفعنا إلى الجزم بأن هناك أيضاً صناديق أنيقة للزبالة، وأجدر بها أن تنسب إلى الزبلايت وليس إلى الستالايت، ومنها ما سمعنا بالأمس من غراب لم يستطع النعيق على أطلال غزة، لأنه لا يجرؤ على الاقتراب من سمائها المشتعلة.. ومما سمعناه بالحرف الواحد: إن هؤلاء الذين تقتلهم إسرائيل في غزة كلاب وليسوا شهداء، ومنها أيضاً لتحترق غزة بمن فيها وإلى الجحيم.
ومنها: تسمية قادة الفصائل الفلسطينية بألقاب تليق بهذا النباح المتلفز فهم الكلب فلان والكلب علان وأخيراً الزّبد والنباح المبحوح الذي حال دون إكمال القائمة!
في اللحظات ذاتها، كان أمريكي يصرخ أمام البيت الأبيض ويقول ان إسرائيل تقتل وتحرق أطفال فلسطين بالأربعة مليارات دولار التي ندفعها كضرائب وكان فرنسي يصرخ أمام الاليزيه.. إن باريس محتلة.
وكان حاخام يهودي في لندن يضع الكوفية الفلسطينية حول عنقه ويقول الموت للجنرالات الذين ورطوا اليهود بهذه الجرائم إلى الأبد، وكان حاخام آخر عام 2008 قد أحرق جواز السفر الإسرائيلي في الهايد بارك على مرأى من العالم كله..
وما نطلبه من ذلك الذي ملأ الشاشة بزبد النباح هو فقط أن لا يتكلم بلغتنا العربية، لغة قرآننا وشعرنا وثقافتنا ومقاومتنا الباسلة عبر التاريخ.
إن ما سمعناه من صندوق الزبالة تخجل من التقاطه حتى القطط الجائعة فكيف وبأية معجزة وبأية تربية وبأي وعي تحول كائن عربي اللسان وعبري القلب والضمير إلى جرثومة عملاقة تلدغ كل من يتورط بمشاهدتها عن قرب أو الإصغاء إليها..
لكن التاريخ بجدليته وتعدد وجوهه وأبعاده يقدم الاعتذار على الفور فقد سمعنا من آخرين ومن البلاد ذاتها من كان الدمع يقطر من كلماتهم النبيلة، مما ضاعف من افراد الصوت الأجرب إنها صناديق عجب لكن منها ما هو مرتبط بالستالايت ومنها ما هو من إفراز الزبلايت!
الدستور
وما نشاهده أحياناً وربما عن طريق الخطأ من بعض الشاشات يدفعنا إلى الجزم بأن هناك أيضاً صناديق أنيقة للزبالة، وأجدر بها أن تنسب إلى الزبلايت وليس إلى الستالايت، ومنها ما سمعنا بالأمس من غراب لم يستطع النعيق على أطلال غزة، لأنه لا يجرؤ على الاقتراب من سمائها المشتعلة.. ومما سمعناه بالحرف الواحد: إن هؤلاء الذين تقتلهم إسرائيل في غزة كلاب وليسوا شهداء، ومنها أيضاً لتحترق غزة بمن فيها وإلى الجحيم.
ومنها: تسمية قادة الفصائل الفلسطينية بألقاب تليق بهذا النباح المتلفز فهم الكلب فلان والكلب علان وأخيراً الزّبد والنباح المبحوح الذي حال دون إكمال القائمة!
في اللحظات ذاتها، كان أمريكي يصرخ أمام البيت الأبيض ويقول ان إسرائيل تقتل وتحرق أطفال فلسطين بالأربعة مليارات دولار التي ندفعها كضرائب وكان فرنسي يصرخ أمام الاليزيه.. إن باريس محتلة.
وكان حاخام يهودي في لندن يضع الكوفية الفلسطينية حول عنقه ويقول الموت للجنرالات الذين ورطوا اليهود بهذه الجرائم إلى الأبد، وكان حاخام آخر عام 2008 قد أحرق جواز السفر الإسرائيلي في الهايد بارك على مرأى من العالم كله..
وما نطلبه من ذلك الذي ملأ الشاشة بزبد النباح هو فقط أن لا يتكلم بلغتنا العربية، لغة قرآننا وشعرنا وثقافتنا ومقاومتنا الباسلة عبر التاريخ.
إن ما سمعناه من صندوق الزبالة تخجل من التقاطه حتى القطط الجائعة فكيف وبأية معجزة وبأية تربية وبأي وعي تحول كائن عربي اللسان وعبري القلب والضمير إلى جرثومة عملاقة تلدغ كل من يتورط بمشاهدتها عن قرب أو الإصغاء إليها..
لكن التاريخ بجدليته وتعدد وجوهه وأبعاده يقدم الاعتذار على الفور فقد سمعنا من آخرين ومن البلاد ذاتها من كان الدمع يقطر من كلماتهم النبيلة، مما ضاعف من افراد الصوت الأجرب إنها صناديق عجب لكن منها ما هو مرتبط بالستالايت ومنها ما هو من إفراز الزبلايت!
الدستور