هؤلاء (الحمقى) لا يمثلون الإسلام..!
حسين الرواشدة
جو 24 : لا يكفي - فقط- ادانة ما فعله هؤلاء الحمقى الذين قرروا فرض (الجزية) على اخواننا المسيحيين في الموصل، فإدانة هذا الفعل ( الشاذ) قد تحتمل ولوبالاشارة الاعتراف بهم والاختلاف معهم، وانما يجب ان نتوجه كمسلمين الى رفض انتسابهم للاسلام، والبراءة من ان يكونوا ناطقين باسمه، أو( أوصياء) عليه، فهم - بحق- لا يمثلون هذا الدين العظيم، ولا يعبرون عن قيمه، ولا يفهمون رسالة العدل والرحمة والانسانية التي نزل بها للعالمين.
لا نبادلهم التكفير، ولكننا نصارح اخواننا المسيحيين وكل من اعتقد - ولو للحظة- ان هؤلاء ينفذون أحكام الشريعة السمحة، بأنهم نقطة سوداء في تاريخ الاسلام، وممثلون سفهاء لا تقبل شهاداتهم، ولا يعتدّ بأحكامهم، وهم - بالتالي- عبء على الاسلام والمسلمين، ومكانهم الطبيعي هو العيادات والمستشفيات النفسية، لأنهم - بلا أدنى شك- يعانون من اعاقات بالغة، ليس في ( تدينهم) فقط وانما في عقولهم وأنفسهم أيضا.
لقد ابتليت أمتنا على مدى تاريخها - مثل غيرها من الأمم- بأشخاص لبسوا عباءة الدين، ونصبوا أنفسهم ( قضاة) للحكم على العباد باسم خالقهم تعالى، وتصرفوا من دون علم ولا رحمة، لكن سرعان ما انكشفوا وتبخرت دعواتهم ولحقتهم لعنة التاريخ.
الذين يستهدفون اخواننا المسيحيين بالجزية، لطردهم من أوطانهم، سبق واستهدفوا المسلمين ايضا بالقتل والترويع لإكراههم وقهرهم وطردهم من الحياة، ولهذا نخطئ حين نتصور بأن من يقف وراء هذا ( الجنون) هم نفر من المحسوبين على الاسلام أو الناطقين باسمه، لأنهم ليسوا اكثر من (واجهة) وموظفين حمقى مطلوب منهم الاجهاز على اوطاننا، وادخالها في معمعات الفتنة وصراعات المذاهب والطوائف والأديان.
لا نريد ان ندافع عن حضور المسيحية العربية الأصيلة في بلداننا، فلا يوجد لدينا مشكلة في العيش المشترك ولا في الانتساب للحضارة الانسانية والعربية الواحدة، لأننا شركاء فيها، ولا يوجد مسيحي أو مسلم حقيقي ينكر هذه الحقيقة ولا نحتاج الى استرجاع تاريخ العلاقة التاريخية بين الطرفين منذ أربعة عشر قرنا على قيام الدولة الاسلامية، لكن اسوأ ما يمكن ان نتصوره هو أن نقتنع بان ثمة صراعا بين المسلمين واخوانهم المسيحيين العرب بسبب ممارسات شاذة من هذا الطرف أو ذاك، لأن الصراع الحقيقي هو بين أمتنا بكل اديانها وطوائفها واعراقها وبين اعدائها والمتربصين بها والعابثين بوحدتها، سواء أكانوا من الداخل أو الخارج، وبالتالي فإن صمود المسيحي العربي فيها ودفاعه عنها واجب وطني كما هو صمود المسلم العربي تماما، ولا يجوز ان يتصور المسيحي العربي انه ضحية ( لداعش) أو غيرها، أو انه يهدد بالطرد من بلاده، لأن الاحتكام لهذا المنطق سيضعنا جميعا -مسلمين ومسيحيين- في المصيدة، وفي مرمى الهدف المغشوش، وسيحولنا الى دائرة ( ابتلاع) الطعم، والنتيجة هي ان نكون ضحايا لعمليات طرد مقصودة نخسر فيها جميعا ويربح هؤلاء الذين لا علاقة لهم لا بالاديان ولا بالاوطان.
ان الدفاع عن الحضور المسيحي في بلداننا العربية والاسلامية لا يتعلق فقط بالشراكة في دائرة الامة الواحدة والوطن الواحد، ولا بما نشعر به نحن المسلمين من حالة عاطفية ووجدانية تجاه اخواننا الذين ساهموا معنا في بناء حضارتنا وتاريخنا وفي الدفاع عن وجودنا وحدودنا، وانما يتعلق هذا الموقف الانساني والاخلاقي بواجب ديني يفرض علينا الالتزام بهذه الاخوة والحفاظ على هذا التنوع الثقافي والديني الذي ميز الله تعالى به بلداننا، وأمرنا ان
( نرعاه) من منطلق احترام ارادة الخالق والاحتفاء بنعمته، وما اكثرها الآيات القرآنية التي تشير للمودة بين المسلمين والمسيحيين واهل الكتاب، وتدعو الى احترامهم وعدم اكراههم على أي أمر، وعلى التعامل معهم على أساس أن
( لهم مالنا وعليهم ما علينا) .
شخصيا، اعتبر المسيحي الوطني العربي الملتزم أقرب الى كثير من المسلمين الذين اختلف معهم في المواقف تجاه قضايا امتنا ، فأنا أفضل البابا شنودة رحمه الله وحنا عطا الله وغيرهما من ( القامات) العروبية على كثير من المسلمين الذين استقالوا من مسؤولياتهم الدينية أو العربية أو الوطنية، وكثيرا ما تعجبني عبارة احد اخواننا المسيحيين الكبار (أظنه مكرم عبيد): “ أنا مسيحي الدين، مصري الجنسية ومسلم الثقافة” ولدي مخزون كبير من الاحترام لقامات مسيحية فكرية وأدبية من طرفة بن العبد الى امرؤ القيس الى النابغة الذبياني الى الأخطل الصغير واحمد فارس وجول جمال وصولا الى ادوارد سعيد وغيرهم الكثير الكثير.
لدي رجاء أخير وهو أن ننجح مسلمين ومسيحيين في (الرد) على هؤلاء الذين اختطفوا أدياننا وأوطاننا وان لا نقع في ( فخ) من يريد أن يجرنا الى صراعات وهمية، نخرج منها جميعا خاسرين.
الدستور
لا نبادلهم التكفير، ولكننا نصارح اخواننا المسيحيين وكل من اعتقد - ولو للحظة- ان هؤلاء ينفذون أحكام الشريعة السمحة، بأنهم نقطة سوداء في تاريخ الاسلام، وممثلون سفهاء لا تقبل شهاداتهم، ولا يعتدّ بأحكامهم، وهم - بالتالي- عبء على الاسلام والمسلمين، ومكانهم الطبيعي هو العيادات والمستشفيات النفسية، لأنهم - بلا أدنى شك- يعانون من اعاقات بالغة، ليس في ( تدينهم) فقط وانما في عقولهم وأنفسهم أيضا.
لقد ابتليت أمتنا على مدى تاريخها - مثل غيرها من الأمم- بأشخاص لبسوا عباءة الدين، ونصبوا أنفسهم ( قضاة) للحكم على العباد باسم خالقهم تعالى، وتصرفوا من دون علم ولا رحمة، لكن سرعان ما انكشفوا وتبخرت دعواتهم ولحقتهم لعنة التاريخ.
الذين يستهدفون اخواننا المسيحيين بالجزية، لطردهم من أوطانهم، سبق واستهدفوا المسلمين ايضا بالقتل والترويع لإكراههم وقهرهم وطردهم من الحياة، ولهذا نخطئ حين نتصور بأن من يقف وراء هذا ( الجنون) هم نفر من المحسوبين على الاسلام أو الناطقين باسمه، لأنهم ليسوا اكثر من (واجهة) وموظفين حمقى مطلوب منهم الاجهاز على اوطاننا، وادخالها في معمعات الفتنة وصراعات المذاهب والطوائف والأديان.
لا نريد ان ندافع عن حضور المسيحية العربية الأصيلة في بلداننا، فلا يوجد لدينا مشكلة في العيش المشترك ولا في الانتساب للحضارة الانسانية والعربية الواحدة، لأننا شركاء فيها، ولا يوجد مسيحي أو مسلم حقيقي ينكر هذه الحقيقة ولا نحتاج الى استرجاع تاريخ العلاقة التاريخية بين الطرفين منذ أربعة عشر قرنا على قيام الدولة الاسلامية، لكن اسوأ ما يمكن ان نتصوره هو أن نقتنع بان ثمة صراعا بين المسلمين واخوانهم المسيحيين العرب بسبب ممارسات شاذة من هذا الطرف أو ذاك، لأن الصراع الحقيقي هو بين أمتنا بكل اديانها وطوائفها واعراقها وبين اعدائها والمتربصين بها والعابثين بوحدتها، سواء أكانوا من الداخل أو الخارج، وبالتالي فإن صمود المسيحي العربي فيها ودفاعه عنها واجب وطني كما هو صمود المسلم العربي تماما، ولا يجوز ان يتصور المسيحي العربي انه ضحية ( لداعش) أو غيرها، أو انه يهدد بالطرد من بلاده، لأن الاحتكام لهذا المنطق سيضعنا جميعا -مسلمين ومسيحيين- في المصيدة، وفي مرمى الهدف المغشوش، وسيحولنا الى دائرة ( ابتلاع) الطعم، والنتيجة هي ان نكون ضحايا لعمليات طرد مقصودة نخسر فيها جميعا ويربح هؤلاء الذين لا علاقة لهم لا بالاديان ولا بالاوطان.
ان الدفاع عن الحضور المسيحي في بلداننا العربية والاسلامية لا يتعلق فقط بالشراكة في دائرة الامة الواحدة والوطن الواحد، ولا بما نشعر به نحن المسلمين من حالة عاطفية ووجدانية تجاه اخواننا الذين ساهموا معنا في بناء حضارتنا وتاريخنا وفي الدفاع عن وجودنا وحدودنا، وانما يتعلق هذا الموقف الانساني والاخلاقي بواجب ديني يفرض علينا الالتزام بهذه الاخوة والحفاظ على هذا التنوع الثقافي والديني الذي ميز الله تعالى به بلداننا، وأمرنا ان
( نرعاه) من منطلق احترام ارادة الخالق والاحتفاء بنعمته، وما اكثرها الآيات القرآنية التي تشير للمودة بين المسلمين والمسيحيين واهل الكتاب، وتدعو الى احترامهم وعدم اكراههم على أي أمر، وعلى التعامل معهم على أساس أن
( لهم مالنا وعليهم ما علينا) .
شخصيا، اعتبر المسيحي الوطني العربي الملتزم أقرب الى كثير من المسلمين الذين اختلف معهم في المواقف تجاه قضايا امتنا ، فأنا أفضل البابا شنودة رحمه الله وحنا عطا الله وغيرهما من ( القامات) العروبية على كثير من المسلمين الذين استقالوا من مسؤولياتهم الدينية أو العربية أو الوطنية، وكثيرا ما تعجبني عبارة احد اخواننا المسيحيين الكبار (أظنه مكرم عبيد): “ أنا مسيحي الدين، مصري الجنسية ومسلم الثقافة” ولدي مخزون كبير من الاحترام لقامات مسيحية فكرية وأدبية من طرفة بن العبد الى امرؤ القيس الى النابغة الذبياني الى الأخطل الصغير واحمد فارس وجول جمال وصولا الى ادوارد سعيد وغيرهم الكثير الكثير.
لدي رجاء أخير وهو أن ننجح مسلمين ومسيحيين في (الرد) على هؤلاء الذين اختطفوا أدياننا وأوطاننا وان لا نقع في ( فخ) من يريد أن يجرنا الى صراعات وهمية، نخرج منها جميعا خاسرين.
الدستور