أبو علي و«اليو تيرن»
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : في إحدى زياراته الروتينية إلى المحافظات وقع حادث سير مع احد وزراء الأشغال السابقين عند «فتحة التفافية» بين شارعين رئيسين دخل على أثرها الوزير المستشفى لعدّة أيام ،فكان أول قرار يتّخذه وهو على سرير الشفاء إغلاق جميع الفتحات الالتفافية في المملكة بسبب ذلك «اليو تيرن» اللعين.فصار المواطن حتى يعود الى الضفة الثانية من الشارع الذي يسلكه، عليه أن يدعو الله ويستشفع رضا الوالدين حتى يصادف دوّاراً مسالماً «لم يؤذ وزيراً» أو جسراً «ابن حلال» لم يتسبب بحادث «لرئيس»..
مثلاً إذا أراد القادم من صويلح باتجاه البقعة الالتفاف عليه أن يظل «يكرع» حتى يصل الى جسر النعيّمة ، وإذا سهى مسافر عن جسر المطار فإنه لن يعود إليه حتى يصافح لوحة : «القطرانة ترحبّ بكم».. تعذّب الأردنيون عدّة شهور بسبب «رِجْل الوزير» المكسورة ، المهم – الله لطف- وحدث تعديل وزاري فخرج الوزير «ابو رجل مكسورة» ، وجيء بوزير أشغال جديد ، فأول خطوة اتخذها الوزير الجديد فور انتهائه من استقبال التهاني : «فتح جميع الفتحات الالتفافية المغلقة « في المملكة..استمر الحال عليه عدّة شهور فحدث تغيير وزاري مفاجىء ، فجيء بوزير أشغال ثالث كان من أولى قراراته أيضا : «إغلاق جميع اليوتيرنات المفتوحة « في المملكة «جكر» في خلق الله...ثم ذهب ذلك الوزير وجيء بوزير رابع الذي بدوره قام بفتح جميع «اليو تيرنات» المغلقة دقاره بزميله السابق..وبقي الحال على ما هو عليه ..الى أن أصبح الإنجاز الوحيد لوزراء الأشغال خلال عقد من الزمن هو إغلاق وفتح «اليو تيرنات « فقط.. «فتحي يا وردة سكري يا وردة»...
***
«جنيّة» أمناء العاصمة مع كشك الثقافة العربية كشك «أبو علي « وسط البلد مثل «جنيّة وزراء الأشغال مع الــ» U TURN»..كلما جاء أمين عاصمة جديد، أول ما يقوم به زيارة كشك الثقافة وإعطاء التعليمات بشأنه ، قبل ثلاث سنوات كان لـ»أبي علي» كشك صغير متواضع مصنوع من الألمنيوم لا يتسع الا لشخص واحد ، فجىء بأمين عاصمة جديد زار الكشك وشدد على أهمية الثقافة وأمر بتكبير الكشك واستبدال الحديد بالألمنيوم ..ففعل أبو علي ما أمر وكبّر الكشك..وبعد سنة «روّحوا» الأمين وجيء بأمين جديد..زار الأخير كشك أبو علي وشدد على أهميته في الحركة الثقافية في وسط عمان لكن طلب منه الا يفرش الكتب على الأرض ، واستبدالها بشبابيك وأرفف متحركة للكشك، ففعل أبو علي ما أمر..في السنة التي تلتها ، جاء أمين جديد وزار كشك الثقافة العربية وشدد على أهميته في الحركة الثقافية في وسط عمان وسلمه إشعارا رسمياً بضرورة تركيب «قرميد» على سقف الكشك ليعطي ذلك جمالاً للمكان ففعل أبو علي ما أمر ودفع 1700دينار ثمن القرميد..وأخيراً جاء أمين العاصمة الأخير وزار كشك الثقافية العربية ، وشدد على أهميته في الحركة الثقافية في وسط عمان وسلّمه إشعارا خطياً بضرورة «شيل القرميد»..عن سقف الكشك لأنه يشوّه المكان..فصار «يلطم» ابو علي...على ما يؤمر!!.
يا جماعة أرجوكم «حلوا عن الرجل»..فهناك الف قضية على مكاتبكم أهم من كشك الثقافة العربية الذي يشهد على عمان من منتصف القرن الماضي.....الا يكفي أنه من بين عشرين بسطة ومحل للملابس الداخلية هناك كشك واحد للكتب..مما يعني اننا شعب يهتم «بـ أشياء أكثر بكثير من اهتمامه بـ أشياء أخرى»!!..
الرأي
مثلاً إذا أراد القادم من صويلح باتجاه البقعة الالتفاف عليه أن يظل «يكرع» حتى يصل الى جسر النعيّمة ، وإذا سهى مسافر عن جسر المطار فإنه لن يعود إليه حتى يصافح لوحة : «القطرانة ترحبّ بكم».. تعذّب الأردنيون عدّة شهور بسبب «رِجْل الوزير» المكسورة ، المهم – الله لطف- وحدث تعديل وزاري فخرج الوزير «ابو رجل مكسورة» ، وجيء بوزير أشغال جديد ، فأول خطوة اتخذها الوزير الجديد فور انتهائه من استقبال التهاني : «فتح جميع الفتحات الالتفافية المغلقة « في المملكة..استمر الحال عليه عدّة شهور فحدث تغيير وزاري مفاجىء ، فجيء بوزير أشغال ثالث كان من أولى قراراته أيضا : «إغلاق جميع اليوتيرنات المفتوحة « في المملكة «جكر» في خلق الله...ثم ذهب ذلك الوزير وجيء بوزير رابع الذي بدوره قام بفتح جميع «اليو تيرنات» المغلقة دقاره بزميله السابق..وبقي الحال على ما هو عليه ..الى أن أصبح الإنجاز الوحيد لوزراء الأشغال خلال عقد من الزمن هو إغلاق وفتح «اليو تيرنات « فقط.. «فتحي يا وردة سكري يا وردة»...
***
«جنيّة» أمناء العاصمة مع كشك الثقافة العربية كشك «أبو علي « وسط البلد مثل «جنيّة وزراء الأشغال مع الــ» U TURN»..كلما جاء أمين عاصمة جديد، أول ما يقوم به زيارة كشك الثقافة وإعطاء التعليمات بشأنه ، قبل ثلاث سنوات كان لـ»أبي علي» كشك صغير متواضع مصنوع من الألمنيوم لا يتسع الا لشخص واحد ، فجىء بأمين عاصمة جديد زار الكشك وشدد على أهمية الثقافة وأمر بتكبير الكشك واستبدال الحديد بالألمنيوم ..ففعل أبو علي ما أمر وكبّر الكشك..وبعد سنة «روّحوا» الأمين وجيء بأمين جديد..زار الأخير كشك أبو علي وشدد على أهميته في الحركة الثقافية في وسط عمان لكن طلب منه الا يفرش الكتب على الأرض ، واستبدالها بشبابيك وأرفف متحركة للكشك، ففعل أبو علي ما أمر..في السنة التي تلتها ، جاء أمين جديد وزار كشك الثقافة العربية وشدد على أهميته في الحركة الثقافية في وسط عمان وسلمه إشعارا رسمياً بضرورة تركيب «قرميد» على سقف الكشك ليعطي ذلك جمالاً للمكان ففعل أبو علي ما أمر ودفع 1700دينار ثمن القرميد..وأخيراً جاء أمين العاصمة الأخير وزار كشك الثقافية العربية ، وشدد على أهميته في الحركة الثقافية في وسط عمان وسلّمه إشعارا خطياً بضرورة «شيل القرميد»..عن سقف الكشك لأنه يشوّه المكان..فصار «يلطم» ابو علي...على ما يؤمر!!.
يا جماعة أرجوكم «حلوا عن الرجل»..فهناك الف قضية على مكاتبكم أهم من كشك الثقافة العربية الذي يشهد على عمان من منتصف القرن الماضي.....الا يكفي أنه من بين عشرين بسطة ومحل للملابس الداخلية هناك كشك واحد للكتب..مما يعني اننا شعب يهتم «بـ أشياء أكثر بكثير من اهتمامه بـ أشياء أخرى»!!..
الرأي