«الواكد» ودياب ..في قوائم الغياب
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : في غضون أسبوع فقدتُ بشكلٍ شخصي صديقين إعلاميين قريبين من القلب..المهندس والكاتب مصطفى الواكد الذي فاجأه الموت..والاعلامي اللبناني المحبوب مازن دياب الذي فاجأ الموت..وليس أقسى من أن تخسر قلم الأول وصوت الثاني في زمن نحتاج فيه الى التميّز بعد ان طغى على الساحة كل شيء عادي...
الزميل م.مصطفى الواكد من كتّاب الرأي المخضرمين ، ظل سنوات طويلة مجاهراً ومجاهداً في قلمه على صفحات صحيفتنا ، يكتب كل ما فيه خير هذا البلد و»يدفش» مسيرة «التصليح»..لم يكن يبحث «ابو مهيب» عن شهرة ولا وظيفة ولا راتب بل كان يريد ان يوصل صوته بمعية حزمة الأصوات التي تحب الأردن سراً وعلانية ولا تنتظر حمداً أو شكوراً أو كرسياً أو كتاب شكر من دائرة او وزارة..كان جريئاً بالحق ، مقاتلاً لعيون هذا الوطن الذي يستحق الأفضل..
بعد ان توقّف عن النشر في الرأي بقي ينشر مقالاته بانتظام في «عمون» و»سواليف» وأذكر أنه طلب مني قبل شهرين تقريباً ان نخصص زاوية له اختار الراحل لها اسم «مش راكبة» تكون من التقاطاته وتحت إشرافه فاتفقنا ان تكون بعد عيد الفطر مباشرة بالتزامن مع تغييرات في شكل الموقع...ففاجأ الموت الصديق الواكد قبل ان يباشر الكتابة بزاويته الجديدة...حتى رحيلك بهذه السرعة يا صديق: «مش راكبة»!! .
أما الصديق مازن دياب ..الاعلامي والمذيع في راديو «صوت الغد» الذي انتقل الى رحمته تعالى ظهر الجمعة نتيجة جريمة بشعة فقد فاجأ الموت برحيله الغريب والموجع..فمازن دياب الذي كان يعاني من سرطان الرئة ، وآثر البقاء في الأردن على أن يعود الى وطنه لبنان ، لأنه عشق الأرض والناس والهواء الأردني ، وأنشأ صداقات حقيقية مع إعلاميين أردنيين، فصارت بيروت بالنسبة لمازن قلادة في عنق عمان..وعمان وشاحاً على كتف بيروت..فأصر على العيش بيننا والموت بيننا...التقيته في أيار الماضي في جامعة عمان الأهلية وسألته عن صحته فحمد الله وشكره ولم يبد أي تذمّر او تعب بالعكس كانت ابتسامته بحجم الدنيا .
بصراحة كنا نتوقّع أن يرحل مازن بسبب المرض اللئيم ..لكنه رحل بما هو أشد لؤماً من المرض..مرض الجشع والغدر والخسّة الذي لا يوقفه كيماوي او نووي أو قوة ارادة ..
**
لا أذكر من صاحب مقولة: « بات الأحباء يتزايدون بالنقصان»..لكنها جملة حقيقية وموجعة، وما زلنا نتجرّع عنقود الموت المرّ كل يوم ، نذرف دموعاً ونمضي..
الرأي
الزميل م.مصطفى الواكد من كتّاب الرأي المخضرمين ، ظل سنوات طويلة مجاهراً ومجاهداً في قلمه على صفحات صحيفتنا ، يكتب كل ما فيه خير هذا البلد و»يدفش» مسيرة «التصليح»..لم يكن يبحث «ابو مهيب» عن شهرة ولا وظيفة ولا راتب بل كان يريد ان يوصل صوته بمعية حزمة الأصوات التي تحب الأردن سراً وعلانية ولا تنتظر حمداً أو شكوراً أو كرسياً أو كتاب شكر من دائرة او وزارة..كان جريئاً بالحق ، مقاتلاً لعيون هذا الوطن الذي يستحق الأفضل..
بعد ان توقّف عن النشر في الرأي بقي ينشر مقالاته بانتظام في «عمون» و»سواليف» وأذكر أنه طلب مني قبل شهرين تقريباً ان نخصص زاوية له اختار الراحل لها اسم «مش راكبة» تكون من التقاطاته وتحت إشرافه فاتفقنا ان تكون بعد عيد الفطر مباشرة بالتزامن مع تغييرات في شكل الموقع...ففاجأ الموت الصديق الواكد قبل ان يباشر الكتابة بزاويته الجديدة...حتى رحيلك بهذه السرعة يا صديق: «مش راكبة»!! .
أما الصديق مازن دياب ..الاعلامي والمذيع في راديو «صوت الغد» الذي انتقل الى رحمته تعالى ظهر الجمعة نتيجة جريمة بشعة فقد فاجأ الموت برحيله الغريب والموجع..فمازن دياب الذي كان يعاني من سرطان الرئة ، وآثر البقاء في الأردن على أن يعود الى وطنه لبنان ، لأنه عشق الأرض والناس والهواء الأردني ، وأنشأ صداقات حقيقية مع إعلاميين أردنيين، فصارت بيروت بالنسبة لمازن قلادة في عنق عمان..وعمان وشاحاً على كتف بيروت..فأصر على العيش بيننا والموت بيننا...التقيته في أيار الماضي في جامعة عمان الأهلية وسألته عن صحته فحمد الله وشكره ولم يبد أي تذمّر او تعب بالعكس كانت ابتسامته بحجم الدنيا .
بصراحة كنا نتوقّع أن يرحل مازن بسبب المرض اللئيم ..لكنه رحل بما هو أشد لؤماً من المرض..مرض الجشع والغدر والخسّة الذي لا يوقفه كيماوي او نووي أو قوة ارادة ..
**
لا أذكر من صاحب مقولة: « بات الأحباء يتزايدون بالنقصان»..لكنها جملة حقيقية وموجعة، وما زلنا نتجرّع عنقود الموت المرّ كل يوم ، نذرف دموعاً ونمضي..
الرأي