jo24_banner
jo24_banner

مكمن القلق..

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : اعتقد بات أهم من التنمية، والتصحيح الاقتصادي، و الانسداح خلف مناظير المستقبل خوفاً من عدوٍ قادم شرقاً أو غرباً ... يجب التركيز على التحول الاجتماعي الذي طرأ علينا...فلنكن صادقين مع أنفسنا هناك تحول خطير ومقلق في السلوك المجتمعي ككل فالفوضى تجاوزت النظام ..والمزاج العام صار صعباً والنكوص نحو البدائية بات ملحوظاً..وكل المؤشرات تدلّ على اننا نمضي نحو الخلف الى مرحلة ما قبل قيام الدولة..
ماذا يعني ان تتصدر حوادث إطلاق النار الأخبار المسائية كل يوم في المواقع الإخبارية والصحف، ماذا يعني ما نشاهده بأم أعيننا من اغلاقات طرق ، وحرق بيوت، وأخذ خاوات، وقتل، ومحاولات طعن، ماذا يعني أن يحمل كل أردني قطعة سلاح في جيب سيارته جنباً الى جنب مع مزيل العرق ورخصة القيادة..ماذا يعني أن يرفع صبي لم يتجاوز عمره 16 عاماً «البامبكشن» من سقف سيارة في عرس ويبدأ بإطلاق النار استعراضاً ، ماذا يعني ان يدخل طالب جامعة و»الكلاشنكوف» على خصره مثل «الجلاكسي s 5»، ماذا يعني تفشّي موضة المشاجرات واقتتال ابناء العشيرة الواحدة وأبناء الفخذ الواحد، ماذا يعني انتقال نموذج «الخاوات» من المدينة الى القرية من الملاهي الليلية الى الدكاكين الصغيرة ولو كانت على «قنينة بيبسي»..
ماذا يعني أن يدخل أراضي المملكة في السنتين الأخيرتين أكثر من 16 مليون قطعة سلاح! لا نعلم كم خرج منها وكم بقي ..16 مليون قطعة سلاح ، بمعني أن لكل رضيع وامرأة وشاب وشايب وعجوز ثلاث قطع مختلف أحجامها ، مما يعني صارت حصة الأردني من الأسلحة أكثر من حصته «من الغيارات الداخلية» ...ترى الا تقلق هذه الأرقام أصحاب القرار..الا يعتبر ذلك مؤشّرا على ان الفوضى – لا سمح الله- لن تكون من خارج الشيك وانما من داخل الشيك...لماذا لا يطبّق قانون الإرهاب الأخير على كل من يطلق النار في عرس او نتائج او فرح او مشاجرة لا فرق.. الا يوجد فقرة من المادة تعرّف من يقوم بإرهاب المجتمع بالعمل الإرهابي « العمل الإرهابي: هو كل عمل أو امتناع عن عمل أو التهديد به أيا كانت بواعثه وأغراضه أو وسائله يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي من شأنه تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر «...
ما الذي يمنع من زيادة جرعة الصرامة ، و تغليظ العقوبة على كل من شارك أو تسبب بمشاجرة وتأديبه كي ينتظم غيره...»مش أسبوع ويطلع»!!...أقسم بالله أني أشفق على ابنائنا الدرك والبحث الجنائي لكثرة ما يتعرّضون له من ضغط عمل وايذاء أثناء واجبهم ، ما عادوا يهدأون ليلاً أو نهاراً ، وشوّاحات سياراتهم لا تبرد أبداً ، هؤلاء أبناؤنا ورصيدنا ايضاَ فلماذا نرهقهم بقانون رخو لا يوجع ولا يردع من يتطاول على السلم الأهلي! ...
***
قد لا يرى البعض ما أقوله بهذه الخطورة...لكنّي أراه الخطر نفسه، ومكمن القلق نفسه..لأن تهتّك المجتمع أخطر من إفلاس الدولة اقتصادياً واخطر من التنظيمات الخارجية وأخطر من «حبرمات» الوطن البديل..باختصار ، لأن انكسار المجتمع - لا سمح الله- يعني حصول كل المخطط أعلاه.
غطيني يا كرمة العلي

الرأي
تابعو الأردن 24 على google news