الراسبون في الثانوية القومية !
خيري منصور
جو 24 : لا أظن أن الأمر اختلط على أهل غزة وهم يسمعون عن بعد أصوات الرصاص في العالم العربي احتفالاً بالثانوية العامة والأعراس الصينية فالموسم موسم لقاح بشري، ومن تخرجوا من الثانوية العامة التي أصبحت سامة بفضل التعامل معها والتي سوف يفوز الحاصلون عليها بفرص عمل ووظائف عندما يبلغون الخمسين من العمر، وحكايات البنادق والخنادق وثقافتها المحرمة تطول، لذلك فالعود إلى هذا المقام أحمد!
وبتزامن لا يخلو من دراماتيكية بين اختبار الثانوية العامة المدرسية وبين الاختبار الآخر للثانوية العامة القومية انتهى الأمر إلى رسوب مخجل في الثانوية القومية.
والاختبار الآخر الذي يواصله القطاع هو للإعلام والصحافة العربية فمنها ما بَخِلَ حتى بلقب شهيد لطفل أحرق في المهد ولامرأة حامل استشهد معها الجنين في الرحم.
وحين تأتي لحظة الحساب الأخلاقي والمهني سيكون هناك متسع من الوقت والمساحة لتضيف الشقيق الحميم من الشقيق اللدود، ولتصنيف صحيفة سمت إسرائيل باسمها الحقيقي والشهيد باسمه أيضاً وبين صحف تحولت إلى حفلات تنكرية.
وهذا الاختبار ليس عابراً ولجان الفحص فيه ليست من مدرسين وموظفين فقط بل من عشرات الملايين من العرب الذين طالما كظموا الغيظ وأصبحت نسبة السكر في دمائهم وكذلك نسبة الضغط من أعلى النسب في العالم.
ويخطئ ويتجنى من يشمل هذه الملايين بحكم جائر ومسبق، فهي أشبه بعنترة العبسي الذي لم يكر إلا حين اعترف شداد بأبوّته ونسبه وقبل ذلك لم يكن يعرف غير الحلْب والصَّر. ولو أتيح لهذه الملايين أن تحقق الوعد الأبهى في التاريخ وهو كرّي وأنت حُرّة لما اتسعت لها فلسطين واحدة.
إننا جميعاً الآن تحت واحد من أعسر الاختبارات في تاريخنا المعاصر. الصحيفة والقناة الفضائية والمثقف والوطن العادي. فالمسألة اندفعت من مجرد عدوان سبقه ما هو ليس أقل منه إلى رهان اللينونة أو العدم ومن استطاعوا أن يحتالوا بمهارة محترف للفرار والتبرير والتمرير لعدة حروب. خذلتم هذه الحرب غير المتكافئة، فثمة من يملك فائضاً من سلاح التدمير مقابل من يملك فائضاً من البسالة والصمود.
وغزة ليست نهاية المطاف، وربما كانت أول الغيث لكن لمطر من دم!!
الدستور
وبتزامن لا يخلو من دراماتيكية بين اختبار الثانوية العامة المدرسية وبين الاختبار الآخر للثانوية العامة القومية انتهى الأمر إلى رسوب مخجل في الثانوية القومية.
والاختبار الآخر الذي يواصله القطاع هو للإعلام والصحافة العربية فمنها ما بَخِلَ حتى بلقب شهيد لطفل أحرق في المهد ولامرأة حامل استشهد معها الجنين في الرحم.
وحين تأتي لحظة الحساب الأخلاقي والمهني سيكون هناك متسع من الوقت والمساحة لتضيف الشقيق الحميم من الشقيق اللدود، ولتصنيف صحيفة سمت إسرائيل باسمها الحقيقي والشهيد باسمه أيضاً وبين صحف تحولت إلى حفلات تنكرية.
وهذا الاختبار ليس عابراً ولجان الفحص فيه ليست من مدرسين وموظفين فقط بل من عشرات الملايين من العرب الذين طالما كظموا الغيظ وأصبحت نسبة السكر في دمائهم وكذلك نسبة الضغط من أعلى النسب في العالم.
ويخطئ ويتجنى من يشمل هذه الملايين بحكم جائر ومسبق، فهي أشبه بعنترة العبسي الذي لم يكر إلا حين اعترف شداد بأبوّته ونسبه وقبل ذلك لم يكن يعرف غير الحلْب والصَّر. ولو أتيح لهذه الملايين أن تحقق الوعد الأبهى في التاريخ وهو كرّي وأنت حُرّة لما اتسعت لها فلسطين واحدة.
إننا جميعاً الآن تحت واحد من أعسر الاختبارات في تاريخنا المعاصر. الصحيفة والقناة الفضائية والمثقف والوطن العادي. فالمسألة اندفعت من مجرد عدوان سبقه ما هو ليس أقل منه إلى رهان اللينونة أو العدم ومن استطاعوا أن يحتالوا بمهارة محترف للفرار والتبرير والتمرير لعدة حروب. خذلتم هذه الحرب غير المتكافئة، فثمة من يملك فائضاً من سلاح التدمير مقابل من يملك فائضاً من البسالة والصمود.
وغزة ليست نهاية المطاف، وربما كانت أول الغيث لكن لمطر من دم!!
الدستور