بين نارين ..
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : «آب» هذا العام جاد في عمله أكثر من اللازم ، فلم يفوّت أي كتلة هوائية حارة ذاهبة باتجاه الهند إلا وأحضرها من ذيلها وربطها في وتد الشرق الأوسط ، ولم يترك كتله ناشفة لاهبة مصممة خصيصاً لإفريقيا الشقيقة إلا و»اشتهالنا إياها»..حتى صرت أشك انه مجرد شهر عابر ، بقدر ما هو «جابي» مناخي يريد أن يدفعنا فواتير «الحمّ» المكسورة علينا من «آبات» ماضية...
أمس دخلت المنطقة موجة هوائية حارة جدا – غداً ذروتها- ستستمر طوال الأسبوع،بأعلى من معدلها في مثل هذا العام بسبع درجات تقريباً ، وبهذا يكون الشهر قد ختم أيامه الموكولة اليه بإخلاص وأمانة...
ماذا عساي أن أفعل؟!...فمنذ بدء الصيف وأنا أفترش البلاط ، واقلّب خدّي ذات اليمين وذات الشمال طلباً للرطوبة دون جدوى ...ارتدي لباسي الوطني «سروال أبيض لا يحمل اي ماركة بسبب الغسيل المتكرر « وفانيلا» بيضاء أيضاَ ماركة « مان وود»، الأولاد تقريباً بنفس المنظر ويمارسون نفس الطقوس في التنقيب عن «البرودة»..المكيّف الوحيد مخصص لغرفة النوم... أما غرفة الجلوس فلم تعد «تمون» عليها مروحة سقفية واحدة تعمل في كامل طاقتها الإنتاجية...ماذا عساي أن افعل؟ ...أمس شعرت أن «سكسوكة» إصبع رجلي الكبير بدأت تتعرق من اشتعال الطقس ، فلم أترك وسيلة الا وجربتها لمكافحة الحر الداهم ..فقد قمت بنحر بطيخة خافضة للحرارة ، ثم قمت بتوزيع « بوظة « مسيلة للقموع» على الأولاد ،وعندما لم تفلح هذه الملطفات الغذائية ، فتحت «الفريزر» تناولت «لكمود» ثلج ثم وضعته في الشباح وجلست انتظر فرج الله ، لكن هذه حلول غير عملية على الإطلاق..كيف لي أن اذهب الى العمل وأقابل أناسا وأجامل القراء والثلجة بارزة بحجم قبضة اليد في منطقة ما فوق «السرّة» ..كيف لي أن اقنع خلق الله أن مصدر الماء الجاري من الحجلتين نتيجة ذوبان الثلج قرب «الألب» لا من شيء آخر!!..
***
ليتها وقفت على حرارة الجو ، لتحمّلنا الموجات الموجهة وعشنا على أمل تقلّب الفصول .. أمس اكتشفت ان المطلوب مني على عجل حسب القائمة المعدّة يدوياً والمسبوقة بالعبارة التالية :أرجو تسليكهم بــ 25 دفتر 60 ورقة وحقيبتين مدرسيتين و»بوطين» رياضيين واربعة بناطيل جينز ودزينة اقلام و»لفتين جلّيد» ، هذه الأشياء «التسليكية» تحتاج الى موازنة منفصلة بحجم موازنة موزمبيق ...المفارقة المضحكة المبكية ان كل هذا العتاد «التعليمي» والمعلمون ما زالوا يعلنون الإضراب كيف لو كانوا في مواقعهم...
**
المواطن مثل «سيخ الشاروما»...واقع بين نارين..نار فوق ونار تحت ...و»الأكشن» الوحيد اللي ممكن يعمله :انه «بس بيعرق»!!.
الرأي
أمس دخلت المنطقة موجة هوائية حارة جدا – غداً ذروتها- ستستمر طوال الأسبوع،بأعلى من معدلها في مثل هذا العام بسبع درجات تقريباً ، وبهذا يكون الشهر قد ختم أيامه الموكولة اليه بإخلاص وأمانة...
ماذا عساي أن أفعل؟!...فمنذ بدء الصيف وأنا أفترش البلاط ، واقلّب خدّي ذات اليمين وذات الشمال طلباً للرطوبة دون جدوى ...ارتدي لباسي الوطني «سروال أبيض لا يحمل اي ماركة بسبب الغسيل المتكرر « وفانيلا» بيضاء أيضاَ ماركة « مان وود»، الأولاد تقريباً بنفس المنظر ويمارسون نفس الطقوس في التنقيب عن «البرودة»..المكيّف الوحيد مخصص لغرفة النوم... أما غرفة الجلوس فلم تعد «تمون» عليها مروحة سقفية واحدة تعمل في كامل طاقتها الإنتاجية...ماذا عساي أن افعل؟ ...أمس شعرت أن «سكسوكة» إصبع رجلي الكبير بدأت تتعرق من اشتعال الطقس ، فلم أترك وسيلة الا وجربتها لمكافحة الحر الداهم ..فقد قمت بنحر بطيخة خافضة للحرارة ، ثم قمت بتوزيع « بوظة « مسيلة للقموع» على الأولاد ،وعندما لم تفلح هذه الملطفات الغذائية ، فتحت «الفريزر» تناولت «لكمود» ثلج ثم وضعته في الشباح وجلست انتظر فرج الله ، لكن هذه حلول غير عملية على الإطلاق..كيف لي أن اذهب الى العمل وأقابل أناسا وأجامل القراء والثلجة بارزة بحجم قبضة اليد في منطقة ما فوق «السرّة» ..كيف لي أن اقنع خلق الله أن مصدر الماء الجاري من الحجلتين نتيجة ذوبان الثلج قرب «الألب» لا من شيء آخر!!..
***
ليتها وقفت على حرارة الجو ، لتحمّلنا الموجات الموجهة وعشنا على أمل تقلّب الفصول .. أمس اكتشفت ان المطلوب مني على عجل حسب القائمة المعدّة يدوياً والمسبوقة بالعبارة التالية :أرجو تسليكهم بــ 25 دفتر 60 ورقة وحقيبتين مدرسيتين و»بوطين» رياضيين واربعة بناطيل جينز ودزينة اقلام و»لفتين جلّيد» ، هذه الأشياء «التسليكية» تحتاج الى موازنة منفصلة بحجم موازنة موزمبيق ...المفارقة المضحكة المبكية ان كل هذا العتاد «التعليمي» والمعلمون ما زالوا يعلنون الإضراب كيف لو كانوا في مواقعهم...
**
المواطن مثل «سيخ الشاروما»...واقع بين نارين..نار فوق ونار تحت ...و»الأكشن» الوحيد اللي ممكن يعمله :انه «بس بيعرق»!!.
الرأي