2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أسئلة ( داعش) وإجاباتنا المعلقة!...

حسين الرواشدة
جو 24 : هل تشكل ( داعش) خطرا على بلدنا؟
ثلاثة أسباب تدفعني الى طرح هذا السؤال، الاول : الاستنفار العالمي الذي بدأ يتشكل بعد أن اصدر مجلس الأمن القرار (1270) تحت البند السابع حيث اعتبر ( داعش) تنظيما ارهابيا و دعا الى ملاحقة الداعمين لها ثم المواقف التي سمعناها من واشنطن و لندن و غيرهما حول مخاوفهما من امتداد ( الخطر) اليها و الى بلدان اخرى(ذكرت الاردن بالاسم ) لدرجة دفعت رئيس وزراء بريطانيا الى رفع حالة ( الطوارئ) و التحذير من ( الاسلام) المتطرف، كما دفعت اوباما الى اعلان استعداده لمواجهة داعش من خلال تحالف دولي يشمل بعض دول المنطقة، الثاني : تصاعد حضور التيار المؤيد ( لداعش) و المتعاطف معه في مجتمعنا، وقد تابعنا فصولا من هذا ( الحضور) سواء من خلال ما وصلنا من تصريحات أو ما شاهدناه من مسيرات، الثالث: محاولة البعض التهوين من خطر ( داعش) رغم الاعتراف بأن أعداد المنتسبين لهذا التيار و صلت الى نحو (10) الاف (وربما أكثر) فيما غادر نحو (1500) منهم للقتال في سوريا و العراق.
سؤال ( الخطر) المفترض -هنا- يتعلق باحتمالين: احدهما خارجي و يرتبط بمخاوف امتداد ( داعش) من الجوار الى بلادنا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر،أما الاحتمال الثاني فهو داخلي و يرتبط بوجود (خلايا) معلنة أو نائمة يمكن أن تتحرك أو تنشط،ويمكن أن تتحول الى (تنظيم) جاذب ومؤثر، وهذه ( الخلايا) قد يكون لها ملاذات في (مخيمات) اللجوء السوري تحديدا أو في بعض المدن و الاطراف الاردنية، كما قد يكون لها ( حواضن)اجتماعية داخل مجتمعنا.
قد نختلف على ( نسبة) حجم الخطر و على مصدره و على ما وفرناه من امكانيات لمواجهته، لكن لا يمكن أن نختلف على ( وجوده) و على ضرورة الانتباه اليه ووضع ما يلزم من ( خطط) : أولا للوقاية منه ،وثانيا لمنعه من الوصول الينا أو التمدد داخل مجتمعنا .
هنا يجب أن نفرق بين مسألتين: احداهما ( خطر) التنظيم سواء أكان مصدره من وراء الحدود أو من داخلها، و الثانية خطر ( الفكرة) ومدى قدرتها على التوسع و الجذب و الاستقطاب، أو بشكل أدق، إمكانية ( توطنها) في المجتمع و قابليتها للتغلغل وايجاد ما يلزمها من حواضن و ملاذات.
اعتقد أننا حتى الآن لا نملك اجابات واضحة تماما على هذه التساؤلات و الافتراضات، ربما يكون لدينا اجابات ومعالجات أمنية، وهذه - بالطبع- ضرورية، لكنها لا تكفي وحدها لمواجهة هذا ( الوباء) خاصة على صعيد ما يمثله كفكرة قائمة على التطرف حين يكون منتجا للعنف، وهي هنا ( فكرة) يمتزج فيها ( المحلي) بالاقليمي و الدولي، وربما تكون ( وليدة) ظروف محلية، أو ( صناعة) عابرة للحدود، لكن اخطر مافيها أنها خرجت من تحت لافتة ( الدين) وانتسبت اليه، و بالتالي فإن مواجهتها تحتاج الى مزيد من الدقة و الحكمة، ناهيك عن الفهم الحقيقي ( للتربة) التي خرجت منه و الظروف التي افرزتها،وبالتالي تعهد هذه الجذور بالمعالجة بدل المسارعة الى (قص) الفروع فقط.
لا يهمني - هنا- الانخراط في أي نقاش حول ( هوية) داعش، او فيما اذا كانت ( مؤامرة) أو نتاجا طبيعيا للظروف التي نعرفها،ولا فيمن يقف وراءها ويمولها، ولا ايضا في أهدافها ودوافعها، فهذه كلها بحاجة الى قراءات ودراسات معمقة، لكن يهمني أن أشير الى مسألتين: أولاهما أن داعش أصبحت تمثل خطرا على منطقتنا وبلدنا، ناهيك عن ديننا ، وصورتنا بالنسبة لنا و للآخرين في هذا العالم، و بالتالي فإن مواجهتها (كتنظيم) و ( كفكرة) مسألة ضرورية، و المواجهة هنا لا يفترض أن تكون أمنية فقط وانما لا بد أن تشمل السياسي و الديني و الفكري و الاقتصادي، باعتبار أن هذه المصادر تشكل ( قنوات) لتغذيتها، وأسبابا لانتشارها، أما المسألة الاخرى فتتعلق بكيفية هذه المواجهة، وهنا لدينا مساران اثنان: أحدهما محلي والآخر اقليمي ودولي، واعتقد ان الأول مفتوح على كافة الخيارات،ويمكن ان يشكل (مجالا) للتوافق بين الرسمي و الأهلي، أما المسار الآخر فيحتاج الى مزيد من التدقيق والحذر، لأن الانخراط في أي مسار أو تحالف يحتاج الى حسابات واضحة ندرك بحكم تجربتنا في ( مكافحة) الارهاب أثمانها وتكاليفها...ويفترض أن نضعها الآن في ميزان الارباح و الخسائر... لكي لا نتورط في حروب تجعلنا في مرمى الخطر بدل أن ندفعه عنا.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير