حتى لا نكون عبئاً على هذا الوجود..!
حسين الرواشدة
جو 24 : بمقدار ما تهتم بأمور الناس فانت منهم ، وبمقدار ما تفهم الاسلام وتدرك مقاصده وطبيعته تجد نفسك ملتحماً مع قضايا الانسان (من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم) ، (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين) ، فالى هذه الدرجة يمكن ان يكون الانسان مكذباً بالدين ، او جاهلا فيه ، والى هذه الدرجة يمكن ان (ينتفي) حضوره في دائرة (الملة) الواسعة: الاسلامية والانسانية ، والسبب عدم تبني قضايا من حوله او الاهتمام بها ، او التعامل معها بمنطق (الاهمال).
في الدين ، ثمة قاعدة عامة للشراكة الانسانية التي تنفي الفردانية والانانية ، وتدعو الى التعددية والتضامن والتكافل والايثار بين بني البشر ، فامتحان الدين - اي دين - ليس فيما يتضمنه من تعاليم واحكام وارشادات فقط وانما فيما (يرسخه) داخل الانسان من قيم فاضلة ، تتحرك على الارض لتصلح النفوس وتعين الاخرين وتترقى بكل من على الارض الى ذروة الكمال الانساني حيث لا كراهية ولا خوف ولا حاجة او عوز او عبودية.
الايمان الفردي - او الصلاح - لا يكفي ما لم يقترن بايمان الجماعة واصلاحها ، وفي اشارات القرآن الكريم الى (الايمان والعمل الصالح) ما يؤكد ان الشعور او الاحساس حتى لو وصل الى درجة اليقين لا يتم قبوله الا اذا اقترن بالعمل الصالح ، فالعمل هو الذي يمحص المؤمن الحقيقي من المغشوش ، والانسان الفاعل من الانسان الذي يشكل عبئاً على هذا الوجود.
اذن، مقياس التدين الصحيح هو حسن المعاملة ، فبمقدار ما يعبر سلوكك وذوقك عن الاسلام وقيمه واخلاقياته بمقدار ما تكون قريبا من الله ، ومطيعا لتعاليمه ، وفاهما لطبيعة الدور والوظيفة التي خلقت من اجلها ، وهي بالتعبير القرآني العبادة بمعناها الشامل الذي يخرج من النص الى الحياة.. ومن عمارة الدنيا الى عمارة الاخرة ، ومن الصلاح الى الاصلاح .
خطاب”الخلاص الفردي” ايضا يتعارض مع ما اتفق عليه فقهاؤنا من ضرورة انزال الخطاب في محله،بمعنى ان احوال الامة ومشكلاتها تحدد الخطاب المطلوب توجيهه للناس،فالسلام له خطابه والحرب لها خطابها،وحين تضعف المجتمعات تحتاج الى خطاب يحثها على النهوض،وحين تنتشر غوائل التمزق والخوف وازمات الغلاء والضيق يفترض في الخطاب ان يكون متوجها نحو تخليص”الجماعة” كلها من مشاكلها
ما اكثر الهموم التي يعاني منها انسان اليوم ، وما اشد حاجته الى من يتوجه اليه بالتعاون والمساعدة ، وتلك كانت مهمة الانبياء الذين ارسلوا الى الناس ليجيبوا عن تساؤلاتهم ، ويعتنوا بأموالهم ، ويلتحموا مع همومهم ، ويردوا عنهم الحيرة والخوف والقلق والاحباط.. وتلك ايضا مهمة العلماء ورئة الانبياء ، ومهمة الانسان المؤمن الذي لا يطيب له خاطر او عيش الا اذا اطمان بان غيره ينعم به ويسعد فيه.
الاهتمام بامر الناس من اجل (التقوى) لا من اجل الاستخدام او التوظيف ، ومن أبوابالشفاعة الحسنة والمشروعية لا الشفاعة السيئة (الواسطة والمحسوبية) وعلى طريق عمارة الارض بالصلاح والخير هو (الفريضة) الغائبة التي نحتاج اليوم الى احيائها كقيمة دينية وانسانية فهل من يؤذن بالناس من اجل ذلك؟ نتمنى.
الدستور
في الدين ، ثمة قاعدة عامة للشراكة الانسانية التي تنفي الفردانية والانانية ، وتدعو الى التعددية والتضامن والتكافل والايثار بين بني البشر ، فامتحان الدين - اي دين - ليس فيما يتضمنه من تعاليم واحكام وارشادات فقط وانما فيما (يرسخه) داخل الانسان من قيم فاضلة ، تتحرك على الارض لتصلح النفوس وتعين الاخرين وتترقى بكل من على الارض الى ذروة الكمال الانساني حيث لا كراهية ولا خوف ولا حاجة او عوز او عبودية.
الايمان الفردي - او الصلاح - لا يكفي ما لم يقترن بايمان الجماعة واصلاحها ، وفي اشارات القرآن الكريم الى (الايمان والعمل الصالح) ما يؤكد ان الشعور او الاحساس حتى لو وصل الى درجة اليقين لا يتم قبوله الا اذا اقترن بالعمل الصالح ، فالعمل هو الذي يمحص المؤمن الحقيقي من المغشوش ، والانسان الفاعل من الانسان الذي يشكل عبئاً على هذا الوجود.
اذن، مقياس التدين الصحيح هو حسن المعاملة ، فبمقدار ما يعبر سلوكك وذوقك عن الاسلام وقيمه واخلاقياته بمقدار ما تكون قريبا من الله ، ومطيعا لتعاليمه ، وفاهما لطبيعة الدور والوظيفة التي خلقت من اجلها ، وهي بالتعبير القرآني العبادة بمعناها الشامل الذي يخرج من النص الى الحياة.. ومن عمارة الدنيا الى عمارة الاخرة ، ومن الصلاح الى الاصلاح .
خطاب”الخلاص الفردي” ايضا يتعارض مع ما اتفق عليه فقهاؤنا من ضرورة انزال الخطاب في محله،بمعنى ان احوال الامة ومشكلاتها تحدد الخطاب المطلوب توجيهه للناس،فالسلام له خطابه والحرب لها خطابها،وحين تضعف المجتمعات تحتاج الى خطاب يحثها على النهوض،وحين تنتشر غوائل التمزق والخوف وازمات الغلاء والضيق يفترض في الخطاب ان يكون متوجها نحو تخليص”الجماعة” كلها من مشاكلها
ما اكثر الهموم التي يعاني منها انسان اليوم ، وما اشد حاجته الى من يتوجه اليه بالتعاون والمساعدة ، وتلك كانت مهمة الانبياء الذين ارسلوا الى الناس ليجيبوا عن تساؤلاتهم ، ويعتنوا بأموالهم ، ويلتحموا مع همومهم ، ويردوا عنهم الحيرة والخوف والقلق والاحباط.. وتلك ايضا مهمة العلماء ورئة الانبياء ، ومهمة الانسان المؤمن الذي لا يطيب له خاطر او عيش الا اذا اطمان بان غيره ينعم به ويسعد فيه.
الاهتمام بامر الناس من اجل (التقوى) لا من اجل الاستخدام او التوظيف ، ومن أبوابالشفاعة الحسنة والمشروعية لا الشفاعة السيئة (الواسطة والمحسوبية) وعلى طريق عمارة الارض بالصلاح والخير هو (الفريضة) الغائبة التي نحتاج اليوم الى احيائها كقيمة دينية وانسانية فهل من يؤذن بالناس من اجل ذلك؟ نتمنى.
الدستور