أبناء القاصرات !!
خيري منصور
جو 24 : إذا صح أن نسبة الزواج من القاصرات في بعض الأقطار العربية والإسلامية تصل إلى أكثر من ستين بالمئة، فذلك وحده كاف، لإبطال العجب من كل ما يجري، وقد نحتاج إلى قدر من الخيال كي نتصور طفلة تصبح أماً، عندئذ يصبح مولودها مجرد دمية من مطاط، أما كيف تُربّيه وما الذي سيسمعه منها في غياب أب هو على الأرجح متسلط فالإجابة تتجسد جيلا بلا بوصلة، ويعيش بلا إرادة كما لو أنه ورقة في مهب العواصف، أما التنطع الفقهي الذي يمارسه هواة تأويل الدين على هواهم فليس لديه ما يرتكز إليه من نصوص أو مرجعيات كي يبرر هذا الوأد بطبعة جديدة، فالوأد للبنات ليس حكراً على الجاهلية وثمة أساليب أخرى لممارسته غير دفن الأنثى حية في الرمال.
وإذا كانت عدة أجيال عربية رضعت من أمهات بالغات ومؤهلات للأمومة قد انتهت إلى ما نرى، فكيف سيكون الحال إذا كانت الأمهات أطفالاً لا يفرقن بين الابن واللعبة؟
والمثير في هذا السياق هو عدم التدخل السريع من الدول والنخب لإيقاف هذا النزيف البشري وكان هناك من يتصورون أنهم لم يغادروا الصحراء ولا علاقة لهم بهذه الألفية الثالثة إلا بقدر ما تطور لهم من أسلحة الذبح والتدمير!
لم نسمع ذات يوم شتائم من طراز فلان ابن القاصرة، وسمعنا الكثير من مفردات الهجاء التي يعج بها المعجم الذكوري، ولو كان الأمر يقتصر على تزويج القاصرات بالقوة لكان له مقترب آخر، لكن هذه الممارسة هي جزء من مسلسل درامي ضحاياه وليس أبطاله هم الأطفال ذكوراً وإناثاً وثقافة ملفقة من نزوات سادية واسقاطات نفسية تحتاج إلى علاج كلينيكي!
وحين تصل نسبة هذا الوأد إلى أكثر من ستين بالمئة، فمعنى ذلك أن الثقافة التي تفرز هذه الظواهر هي القاصرة، وكذلك التربية التي لم يعد لها أي أسس خارج عالم الحيوان الذي ينجب وينسى! رغم أن بعض الحيوانات تقاتل حتى الموت دفاعاً عن أبنائها وتؤهلها للصيد والمكر!
وإن شئنا الاستطراد في التخيل تصوروا أن القاصرات سيكون لهن أحفاد وحفيدات، مما يعني أن السلالة كلها تصبح قاصرة.
ولو سكب الحبر الذي سُوّدت به أطنان الورق عن المعاصرة والحداثة وأساليب اللحاق بهذا العصر في محيط لتغير لونه، ولربما تعلم منه السمك والحيتان والدلافين، لكن من عزفوا عن القراءة عزفوا أيضاً عن التفكير، ولم يعد لديهم في غياب ثقافة جادة وفاعلة غير اجترار مقولات وأمثال أفرزتها أكثر العصور انحطاطاً في تاريخنا.
وإذا كان أبناء البالغات وأحفادهن قد أوصلونا إلى هذه الهاوية فأين سيذهب بنا أبناء القاصرات والمغتصبات؟؟!
الدستور
وإذا كانت عدة أجيال عربية رضعت من أمهات بالغات ومؤهلات للأمومة قد انتهت إلى ما نرى، فكيف سيكون الحال إذا كانت الأمهات أطفالاً لا يفرقن بين الابن واللعبة؟
والمثير في هذا السياق هو عدم التدخل السريع من الدول والنخب لإيقاف هذا النزيف البشري وكان هناك من يتصورون أنهم لم يغادروا الصحراء ولا علاقة لهم بهذه الألفية الثالثة إلا بقدر ما تطور لهم من أسلحة الذبح والتدمير!
لم نسمع ذات يوم شتائم من طراز فلان ابن القاصرة، وسمعنا الكثير من مفردات الهجاء التي يعج بها المعجم الذكوري، ولو كان الأمر يقتصر على تزويج القاصرات بالقوة لكان له مقترب آخر، لكن هذه الممارسة هي جزء من مسلسل درامي ضحاياه وليس أبطاله هم الأطفال ذكوراً وإناثاً وثقافة ملفقة من نزوات سادية واسقاطات نفسية تحتاج إلى علاج كلينيكي!
وحين تصل نسبة هذا الوأد إلى أكثر من ستين بالمئة، فمعنى ذلك أن الثقافة التي تفرز هذه الظواهر هي القاصرة، وكذلك التربية التي لم يعد لها أي أسس خارج عالم الحيوان الذي ينجب وينسى! رغم أن بعض الحيوانات تقاتل حتى الموت دفاعاً عن أبنائها وتؤهلها للصيد والمكر!
وإن شئنا الاستطراد في التخيل تصوروا أن القاصرات سيكون لهن أحفاد وحفيدات، مما يعني أن السلالة كلها تصبح قاصرة.
ولو سكب الحبر الذي سُوّدت به أطنان الورق عن المعاصرة والحداثة وأساليب اللحاق بهذا العصر في محيط لتغير لونه، ولربما تعلم منه السمك والحيتان والدلافين، لكن من عزفوا عن القراءة عزفوا أيضاً عن التفكير، ولم يعد لديهم في غياب ثقافة جادة وفاعلة غير اجترار مقولات وأمثال أفرزتها أكثر العصور انحطاطاً في تاريخنا.
وإذا كان أبناء البالغات وأحفادهن قد أوصلونا إلى هذه الهاوية فأين سيذهب بنا أبناء القاصرات والمغتصبات؟؟!
الدستور