«أزمات» في الوقت الخطأ...!!
حسين الرواشدة
جو 24 : المنطقة تذهب الى الفوضى ونحن -للأسف- نبتدع ما لا يخطر على البال من (أزمات) وأحجيات..، هذه هي حصيلة ما شهدناه من نقاشات عامة في الأيام القليلة المنصرفة. ترى، من أيقظ فينا هذه (الدواعش) بعد أن انشغلنا (بداعش) الأصلية، التي تطاردنا أشباحها الساكنة من وراء الحدود، ومن نصب لنا هذه (الأفخاخ) واستدراجنا اليها في وقت أحوج ما يكون فيه مجتمعنا الى ( الوئام) و التصالح و التوافق..؟؟
اذا سألتني عن التفاصيل سأحيلك الى عدة قضايا استحوذت على اهتمام الرأي العام في بلادنا ، واثارت موجة من الردود و الاستفهامات و الاشاعات ايضا، احداها قضية ( تقاعد) النواب التي حسمها جلالة الملك بردّ القانون، بعد أن كادت تعصف بما تبقى لدى مجتمعنا من ثقة وأمل بالمجلس الذي انتخبه، و الثانية قضية ( الحفريات) التي جرت في عجلون وأثارت الشكوك حول أهدافها، أما الثالثة فهي قضية ( العبث) في المناهج المدرسية وما اسفرت عنه من (حذف) لمادة تتعلق بالشهيد فراس العجلوني.
اذا دققت في هذه القضايا ( وهي مجرد نماذج فقط) ستلاحظ أنها تمس (عصب) الوجدان الشعبي و تستفزه، كما تلاحظ أن تعاملنا معها اتسم بخطأين: خطأ في التدبير و التقدير وخطأ في التوقيت، لدرجة أن (الاشاعات) التي رافقتها غطت على الحقائق، كما أن الردود عليها تجاوزت الاشخاص الى المؤسسات،وستلاحظ ثالثا بأن اجتماعها في ( أسبوع) لم يكن مجرد سهو، واذا افترضنا أنه كذلك فإن رسائلها جاءت محملة ( بالالغاز) كما أن الاجابات عليها جاءت بعكس الاتجاه المطلوب.
عند ( الازمات)الكبرى التي تواجه أي بلد، تتوجه النقاشات العامة الى العناوين الصحيحة، ويجري تأجيل أو جدولة ( القضايا) الاشكالية، وتحاول( السياسة) أن تصنع في المجتمع حالة من ( التوحد) لمواجهة الخطر الأكبر، لتفرز منه أفضل مالديه من (عناصر) القوة و التماسك و الثقة.
لكن ما حدث لدينا جاء في اتجاه آخر، فقد جرى اختيار (الموضوعات) بارتجال، كما تمّ تسويقها بشكل (غامض) وبذلك انتصر منطق (المراوغة) على منطق (المصارحة) وظل المجتمع اسيرا للشكوك والشائعات والتأويلات، وخرج الجميع من (المولد) خاسرين.
الآن، بوسعنا أن ندقق في (مرايانا) بوضوح، وسنرى بأن مثل هذه الاخطاء الذي ارتكبناها اثناء العام الحالي - على الأقل- كانت بسبب رهاننا على ( هدوء) الشارع وانفضاض احتجاجاته ومطالباته، وغياب (الرقيب) الذي حفزنا فيما مضى لأخذ كل أفعالنا بالحسبان بناء على ضرورات الانسجام مع صوت الناس، هذا الرهان للأسف لم يكن صحيحا، فقد (تراجع) المجتمع عن مطالبه وانسحب من الشارع للحفاظ على استقرار البلد بعد أن اشتعلت الحرائق في محيطنا، وآثر الناس الاحتمال و الصبر انتظارا للفرج، وكان يجب أن نفهم رسالتهم في هذا الاطار.
لابدّ أن نستدرك الآن ما فعلناه بأنفسنا، وأن نعيد للناس اعتبارهم وحقهم في معرفة ما يحدث حولهم، وما يتعلق (بقضاياهم) وهواجسهم، ولا يجوز ان نغمض عيوننا عن هذا ( الانين) او ذلك الصراخ الذي نسمعه من داخل مجتمعنا، سواء بما يتعلق بالفقر و الجوع، أو بالظلم وغياب العدالة، أو بالفساد والتعمية على التجاوزات.
في وقت تتجه عيون العالم الى منطقتنا بحجة (الحرب على الإرهاب) ويعاني اشقاؤنا كلهم من صراعات وفتن وحروب، لابدّ أن نعرف أين نضع اقدامنا، وكيف نتخذ قراراتنا،وبماذا نخاطب مجتمعنا...واذا كان البعض يعتقدون ان الخطر الذي نتحسب له يأتي من وراء حدودنا، فإن من واجبنا أن نصارحهم ونقول لهم بأن الاخطار الكبرى تأتي من داخل الحدود، اذا لم ننتبه لها، ونبادرها بما يلزم من مصداقية وشفافية وحلول....وفهمكم كفاية.
الدستور
اذا سألتني عن التفاصيل سأحيلك الى عدة قضايا استحوذت على اهتمام الرأي العام في بلادنا ، واثارت موجة من الردود و الاستفهامات و الاشاعات ايضا، احداها قضية ( تقاعد) النواب التي حسمها جلالة الملك بردّ القانون، بعد أن كادت تعصف بما تبقى لدى مجتمعنا من ثقة وأمل بالمجلس الذي انتخبه، و الثانية قضية ( الحفريات) التي جرت في عجلون وأثارت الشكوك حول أهدافها، أما الثالثة فهي قضية ( العبث) في المناهج المدرسية وما اسفرت عنه من (حذف) لمادة تتعلق بالشهيد فراس العجلوني.
اذا دققت في هذه القضايا ( وهي مجرد نماذج فقط) ستلاحظ أنها تمس (عصب) الوجدان الشعبي و تستفزه، كما تلاحظ أن تعاملنا معها اتسم بخطأين: خطأ في التدبير و التقدير وخطأ في التوقيت، لدرجة أن (الاشاعات) التي رافقتها غطت على الحقائق، كما أن الردود عليها تجاوزت الاشخاص الى المؤسسات،وستلاحظ ثالثا بأن اجتماعها في ( أسبوع) لم يكن مجرد سهو، واذا افترضنا أنه كذلك فإن رسائلها جاءت محملة ( بالالغاز) كما أن الاجابات عليها جاءت بعكس الاتجاه المطلوب.
عند ( الازمات)الكبرى التي تواجه أي بلد، تتوجه النقاشات العامة الى العناوين الصحيحة، ويجري تأجيل أو جدولة ( القضايا) الاشكالية، وتحاول( السياسة) أن تصنع في المجتمع حالة من ( التوحد) لمواجهة الخطر الأكبر، لتفرز منه أفضل مالديه من (عناصر) القوة و التماسك و الثقة.
لكن ما حدث لدينا جاء في اتجاه آخر، فقد جرى اختيار (الموضوعات) بارتجال، كما تمّ تسويقها بشكل (غامض) وبذلك انتصر منطق (المراوغة) على منطق (المصارحة) وظل المجتمع اسيرا للشكوك والشائعات والتأويلات، وخرج الجميع من (المولد) خاسرين.
الآن، بوسعنا أن ندقق في (مرايانا) بوضوح، وسنرى بأن مثل هذه الاخطاء الذي ارتكبناها اثناء العام الحالي - على الأقل- كانت بسبب رهاننا على ( هدوء) الشارع وانفضاض احتجاجاته ومطالباته، وغياب (الرقيب) الذي حفزنا فيما مضى لأخذ كل أفعالنا بالحسبان بناء على ضرورات الانسجام مع صوت الناس، هذا الرهان للأسف لم يكن صحيحا، فقد (تراجع) المجتمع عن مطالبه وانسحب من الشارع للحفاظ على استقرار البلد بعد أن اشتعلت الحرائق في محيطنا، وآثر الناس الاحتمال و الصبر انتظارا للفرج، وكان يجب أن نفهم رسالتهم في هذا الاطار.
لابدّ أن نستدرك الآن ما فعلناه بأنفسنا، وأن نعيد للناس اعتبارهم وحقهم في معرفة ما يحدث حولهم، وما يتعلق (بقضاياهم) وهواجسهم، ولا يجوز ان نغمض عيوننا عن هذا ( الانين) او ذلك الصراخ الذي نسمعه من داخل مجتمعنا، سواء بما يتعلق بالفقر و الجوع، أو بالظلم وغياب العدالة، أو بالفساد والتعمية على التجاوزات.
في وقت تتجه عيون العالم الى منطقتنا بحجة (الحرب على الإرهاب) ويعاني اشقاؤنا كلهم من صراعات وفتن وحروب، لابدّ أن نعرف أين نضع اقدامنا، وكيف نتخذ قراراتنا،وبماذا نخاطب مجتمعنا...واذا كان البعض يعتقدون ان الخطر الذي نتحسب له يأتي من وراء حدودنا، فإن من واجبنا أن نصارحهم ونقول لهم بأن الاخطار الكبرى تأتي من داخل الحدود، اذا لم ننتبه لها، ونبادرها بما يلزم من مصداقية وشفافية وحلول....وفهمكم كفاية.
الدستور