هؤلاء ضد ( الفاشية) الدينية فقط؟!
حسين الرواشدة
جو 24 : الذين ذهبوا الى ادانة (الفاشية) الدينية هم أنفسهم الذين صمتوا على امتداد السنوات و العقود الماضية على ( الفاشية) السياسية، وهم - لاغيرهم- الذين اصطفوا وراء (الانظمة) التي قتلت شعوبها بدم بارد، وصفقوا (للممانعة) التي تحولت في رمشة عين الى (مقايضة) تستجدي (الشيطان الأكبر) لكي تدخل في حلف ضد الارهاب.
بجريرة داعش، التي لا علاقة لها بالدين ولا بالانسانية، يريد هؤلاء أن يضعوا (الدين) في زنزانة الاتهام، وأن يحملوا (الاسلام) مسؤولية مالحق بأمتنا من هزائم، وما انتهت اليه من خيبات، وكان يمكن أن نصدقهم لو أنهم نبصوا ببنت شفة حين كانت الانظمة التي استبسلوا للدفاع عنها تمارس اردأ أنواع (الفاشية) ،أو أنهم انحازوا للشعوب التي خرجت لانتزاع حقوقها فتوزعت ب(سيف) الذين اتهموها (بالارهاب) بين القبور و السجون والمنافي.
في ميزان (الفاشية) لافرق بين القتل باسم (اليسار) أو ( اليمين)، بدعوى الصمود أو بحجة (السلام)، فالقاتل مهما كان اسمه وعنوانه مجرم يجب ادانته، وفي قاموس (الفاشية) لافرق بين (الزعيم) الخالد الى الابد و (المتعالم) الصاعد على ارتال الجثث، لانهما وجهان لعملة واحدة...وكما يجب عدم السكوت على الثاني يفترض كشف الاول و التبرؤ منه.
على (مسطرة) العدالة نرفض القبح مهما كان مصدره، ونواجه (الاستبداد) من تحت أي عباءة خرج، وننحاز الى الضمير العام دون موارية أو مجاملة، أو حسابات عابرة (للايدولوجيا)، لكن حين نغمض عيوننا على من (نحب) ومن يدفع أكثر ونفتحها على (قذى) خصومنا، عندها نفقد مصداقيتنا، ونتجرد من إحساسنا الانساني ومن ضمائرنا، وعندها ايضا نفجر في خصومتنا ونتخلى عن اخلاقياتنا، وننضم الى سلالة (المصابين) بعمى الالوان، أو الى اولئك الذين يقولون مالا يفعلون.
يدرك الذين يحذروننا من (الفاشية) الدينية أن من يقف وراءها هم (حلفاؤهم) الذين أطلقوا وحش (الخوف) و الاستبداد، ووظفوا مظلوميتهم للانتقام من (العروبة) و الاسلام، ويدركون أيضا أن مارد (داعش) انطلق بعد سنوات من انطلاق (عفاريت) العصائب و الفيالق التي افرزت من مجتمعاتنا ( اسوأ) مافيها، وزرعت فيها هذا (الجنون) الذي لا نسمع إلا صداه،
أول من دعانا الى الانضمام لحلف (الفاشية) الذي يتصدى للمشروع الصهيوامريكي في سوريا و العراق هم هؤلاء الذين مدّوا ايديهم لمصافحة الاسد والمالكي، وربطوا خيولهم في (طهران)، فما الذي تغير؟ هل كانت هذه (الفاشية) مشروعة حتى لو انتسبت الى الدين فيما الفاشية الجديدة ممنوعة ومرفوضة لأنها ولدت من (ارحام) اخرى تتعارض مع اهوائهم ومصالحهم السياسية؟
الفاشية هي الفاشية، نرفضها سواء خرجت من دمشق أو طهران، من بغداد أو من الموصل و الانبار، سواء تسمّت (بداعش) أو (بالنظام) ، بالدين أو بالسياسة، بالدول أو التنظيمات المسلحة، فهي لا يمكن أن تخضع للتصنيف او الاستثناء أو أن نقبل أحد أطرافها ونرفض الآخر.
لكي نضم صوتنا الى أصوات (مناهضي) الفاشية بكل ألوانها وأهدافها ومجالاتها لابد أن نتجرد من (فاشيتنا) أولا، ونتحرر ، ثانيا من معاييرنا المزدوجة، ونتوافق - ثالثا- على الانتصار لقيم الحرية و العدالة و الكرامة، ونرفض -رابعا- القتل و الظلم والاستبداد مهما كان مصدره وأيا كان فاعله، وان ننحاز -خامسا- للانسان مهما كان عرقه أو دينه أو موقفه السياسي، أما ان نحشر - الفاشية- في اطار الدين فقط، ونقرر تعطيل حركته في الحياة، ونهلل (للقتلة) الذين يذبحون باسم (الصمود) أو (الممانعة) أو مواجهة (الارهاب)، فهذا معناه أننا (فاشيون) جدد...وأن صراخنا ضد (الفاشية) الدينية ليس برئيا، وانما هو مجرد خدمة مقصودة تصب في رصيد (صنّاع) الفاشية الذين أصبح الجميع يعرف عناوينهم، وان اختلفت اقنعتهم وخطاباتهم، او توارت رؤوسهم خلف خوذات هنا وعمامات هناك .
الدستور
بجريرة داعش، التي لا علاقة لها بالدين ولا بالانسانية، يريد هؤلاء أن يضعوا (الدين) في زنزانة الاتهام، وأن يحملوا (الاسلام) مسؤولية مالحق بأمتنا من هزائم، وما انتهت اليه من خيبات، وكان يمكن أن نصدقهم لو أنهم نبصوا ببنت شفة حين كانت الانظمة التي استبسلوا للدفاع عنها تمارس اردأ أنواع (الفاشية) ،أو أنهم انحازوا للشعوب التي خرجت لانتزاع حقوقها فتوزعت ب(سيف) الذين اتهموها (بالارهاب) بين القبور و السجون والمنافي.
في ميزان (الفاشية) لافرق بين القتل باسم (اليسار) أو ( اليمين)، بدعوى الصمود أو بحجة (السلام)، فالقاتل مهما كان اسمه وعنوانه مجرم يجب ادانته، وفي قاموس (الفاشية) لافرق بين (الزعيم) الخالد الى الابد و (المتعالم) الصاعد على ارتال الجثث، لانهما وجهان لعملة واحدة...وكما يجب عدم السكوت على الثاني يفترض كشف الاول و التبرؤ منه.
على (مسطرة) العدالة نرفض القبح مهما كان مصدره، ونواجه (الاستبداد) من تحت أي عباءة خرج، وننحاز الى الضمير العام دون موارية أو مجاملة، أو حسابات عابرة (للايدولوجيا)، لكن حين نغمض عيوننا على من (نحب) ومن يدفع أكثر ونفتحها على (قذى) خصومنا، عندها نفقد مصداقيتنا، ونتجرد من إحساسنا الانساني ومن ضمائرنا، وعندها ايضا نفجر في خصومتنا ونتخلى عن اخلاقياتنا، وننضم الى سلالة (المصابين) بعمى الالوان، أو الى اولئك الذين يقولون مالا يفعلون.
يدرك الذين يحذروننا من (الفاشية) الدينية أن من يقف وراءها هم (حلفاؤهم) الذين أطلقوا وحش (الخوف) و الاستبداد، ووظفوا مظلوميتهم للانتقام من (العروبة) و الاسلام، ويدركون أيضا أن مارد (داعش) انطلق بعد سنوات من انطلاق (عفاريت) العصائب و الفيالق التي افرزت من مجتمعاتنا ( اسوأ) مافيها، وزرعت فيها هذا (الجنون) الذي لا نسمع إلا صداه،
أول من دعانا الى الانضمام لحلف (الفاشية) الذي يتصدى للمشروع الصهيوامريكي في سوريا و العراق هم هؤلاء الذين مدّوا ايديهم لمصافحة الاسد والمالكي، وربطوا خيولهم في (طهران)، فما الذي تغير؟ هل كانت هذه (الفاشية) مشروعة حتى لو انتسبت الى الدين فيما الفاشية الجديدة ممنوعة ومرفوضة لأنها ولدت من (ارحام) اخرى تتعارض مع اهوائهم ومصالحهم السياسية؟
الفاشية هي الفاشية، نرفضها سواء خرجت من دمشق أو طهران، من بغداد أو من الموصل و الانبار، سواء تسمّت (بداعش) أو (بالنظام) ، بالدين أو بالسياسة، بالدول أو التنظيمات المسلحة، فهي لا يمكن أن تخضع للتصنيف او الاستثناء أو أن نقبل أحد أطرافها ونرفض الآخر.
لكي نضم صوتنا الى أصوات (مناهضي) الفاشية بكل ألوانها وأهدافها ومجالاتها لابد أن نتجرد من (فاشيتنا) أولا، ونتحرر ، ثانيا من معاييرنا المزدوجة، ونتوافق - ثالثا- على الانتصار لقيم الحرية و العدالة و الكرامة، ونرفض -رابعا- القتل و الظلم والاستبداد مهما كان مصدره وأيا كان فاعله، وان ننحاز -خامسا- للانسان مهما كان عرقه أو دينه أو موقفه السياسي، أما ان نحشر - الفاشية- في اطار الدين فقط، ونقرر تعطيل حركته في الحياة، ونهلل (للقتلة) الذين يذبحون باسم (الصمود) أو (الممانعة) أو مواجهة (الارهاب)، فهذا معناه أننا (فاشيون) جدد...وأن صراخنا ضد (الفاشية) الدينية ليس برئيا، وانما هو مجرد خدمة مقصودة تصب في رصيد (صنّاع) الفاشية الذين أصبح الجميع يعرف عناوينهم، وان اختلفت اقنعتهم وخطاباتهم، او توارت رؤوسهم خلف خوذات هنا وعمامات هناك .
الدستور