ما بعد الانتخابات الأميركية
فهد الفانك
جو 24 : الطريقة التي أديرت بها والنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الأميركية الأخيرة، وأدت إلى سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ، هذه الطريقة أثارت اشمئزاز العالم المتحضر، وخاصة في أوروبا.
الحملة الانتخابية لحزب أصحاب المصالح (الجمهوري) كانت سلبية بالكامل، فهي حملة ضد الرئيس باراك أوباما، فقد نسبوا إليه كل شيء سيء في العالم ابتداءً من وباء ايبولا في إفريقيا، وانتهاءً بالإرهاب في العالم الإسلامي، وما بينهما. وحتى الانتعاش الاقتصادي المثير للإعجاب الذي شهدته أميركا في عهد أوباما مرفوض بحجة أنه غير كافٍ!!.
لم يقدم الجمهوريون برنامج عمل أو رؤية خاصة بهم غير خفض الضرائب على الأغنياء والشركات، وتخفيض التامينات الاجتماعية والصحية لمحدودي الدخل.
السؤال: إذا كان الأمر كذلك فلماذا صوّت الشعب الأميركي لصالح هذا الحزب بعد هذه الحملة الانتخابية السلبية؟ والجواب أنهم لم يفعلوا، فقد اختار أكثر من نصف الناخبين المسجلين أن يبقوا في بيوتهم، في حين أن أصحاب المصالح لم يفوتوا الفرصة ونجحوا في حشد قواهم وإيصال أنصارهم إلى السلطة.
في هذا المجال لا بد من الإشارة إلى دور المال السياسي، فأصحاب المصالح الكبيرة من مديري البنوك والشركات هم الأقدر على دعم المرشح المناسب لمصالحهم، وبهذا المال تمكن الحزب من إدارة حملة إعلانية عالية التكاليف وضعت أوباما على صفيح ساخن.
حكم أميركا خلال السنتين القادمتين سيكون بيد الجمهوريين، ولن يستطيع الرئيس أوباما تمرير مشاريعه في الإصلاح الضريبي لتضييق الفوارق بين الطبقات.
المزاج العام في أميركا متشائم، ويبدو أن أوباما، بالرغم من حسن نواياه، لم يكسب ثقة الشعب الأميركي في إدارته للسياسة العالمية، ولم يستطع أن يقوم بالدور القيادي العالمي المتوقع من الرئيس الاميركي، ولكنه نجح في تحسين صورة أميركا في نظر العالم، وأثار إعجاب الكثيرين بنزاهته وسلوكه. أما في الشرق الأوسط فقد خسر العرب ولم يكسب إسرائيل.
ماذا نتوقع بعد الآن؟ الحملة على روسيا سوف تزداد عنفاً، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي سوف تتراجع، وستحاول أوروبا أن تتخلص من دور التابع الذي يدور في فلك أميركا، وأن تتقدم لدور قيادي أكثر فعالية على الصعيد العالمي.
(الرأي)
الحملة الانتخابية لحزب أصحاب المصالح (الجمهوري) كانت سلبية بالكامل، فهي حملة ضد الرئيس باراك أوباما، فقد نسبوا إليه كل شيء سيء في العالم ابتداءً من وباء ايبولا في إفريقيا، وانتهاءً بالإرهاب في العالم الإسلامي، وما بينهما. وحتى الانتعاش الاقتصادي المثير للإعجاب الذي شهدته أميركا في عهد أوباما مرفوض بحجة أنه غير كافٍ!!.
لم يقدم الجمهوريون برنامج عمل أو رؤية خاصة بهم غير خفض الضرائب على الأغنياء والشركات، وتخفيض التامينات الاجتماعية والصحية لمحدودي الدخل.
السؤال: إذا كان الأمر كذلك فلماذا صوّت الشعب الأميركي لصالح هذا الحزب بعد هذه الحملة الانتخابية السلبية؟ والجواب أنهم لم يفعلوا، فقد اختار أكثر من نصف الناخبين المسجلين أن يبقوا في بيوتهم، في حين أن أصحاب المصالح لم يفوتوا الفرصة ونجحوا في حشد قواهم وإيصال أنصارهم إلى السلطة.
في هذا المجال لا بد من الإشارة إلى دور المال السياسي، فأصحاب المصالح الكبيرة من مديري البنوك والشركات هم الأقدر على دعم المرشح المناسب لمصالحهم، وبهذا المال تمكن الحزب من إدارة حملة إعلانية عالية التكاليف وضعت أوباما على صفيح ساخن.
حكم أميركا خلال السنتين القادمتين سيكون بيد الجمهوريين، ولن يستطيع الرئيس أوباما تمرير مشاريعه في الإصلاح الضريبي لتضييق الفوارق بين الطبقات.
المزاج العام في أميركا متشائم، ويبدو أن أوباما، بالرغم من حسن نواياه، لم يكسب ثقة الشعب الأميركي في إدارته للسياسة العالمية، ولم يستطع أن يقوم بالدور القيادي العالمي المتوقع من الرئيس الاميركي، ولكنه نجح في تحسين صورة أميركا في نظر العالم، وأثار إعجاب الكثيرين بنزاهته وسلوكه. أما في الشرق الأوسط فقد خسر العرب ولم يكسب إسرائيل.
ماذا نتوقع بعد الآن؟ الحملة على روسيا سوف تزداد عنفاً، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي سوف تتراجع، وستحاول أوروبا أن تتخلص من دور التابع الذي يدور في فلك أميركا، وأن تتقدم لدور قيادي أكثر فعالية على الصعيد العالمي.
(الرأي)