لــمــــاذا حــــدث ذلــك..؟!
حسين الرواشدة
جو 24 : أرجو ألا تسألني عمَّا حدث في (صنعاء) التي سقطت بيد (الحوثيين)، أو عمَّا سمعناه من طهران وهي تتحدث من فوق برج (ميلاد)، أو عن (داعش) وأخواتها، أو عن كل هذه (العفاريت) التي انطلقت في منطقتنا (فجأة) دون أن نعرف من أين جاءت...ولا ماذا تريد؟
صدقني، لا أحد في بلداننا العربية يستطيع أن يدلك على الإجابة الصحيحة، وكل ما تسمعه من تحليلات وقراءات يدور في (إطار) العجز الذي أنتج ما وصلنا إليه من (مهازل) وخيبات،.. أنت وحدك - بفطرتك السلمية- تدرك ما يدور حولك، وما هو المطلوب منك، وإلى أي زاوية تساق أمتك؟
لا تنشغل بالنتائج وتفاصيلها، ولا بالمقررات والإجراءات اليومية، ولا بالمناورات العسكرية و السياسية، هذه كلها أصبحت مكشوفة أمامك: تثير خوفك، وتدفعك إلى ابتلاع لسانك، وتبلد إحساسك الإنساني وتجعل منك مجرد (مستمع) لا حول لك ولا قوة.
قضيتك اليوم أن تفكر في الإجابة على سؤال واحد وهو: لماذا حدث ذلك؟ لأنه لا يمكن وقف هذه (الصورة) البشعة، واستدراك ما بداخلها من (رعب) وما وراءها من (دسائس) إلا إذا توقفت عند الأسباب التي دفعتها الى (الواجهة) وفهمت السياق الذي خرجت منه، وتفحصت -بعقلانية- ما فعلناه بأنفسنا (دعك مما فعله الآخرون بنا) على امتداد العقود الماضية.
اركب - إذا سمحت-ما تيسر لك من (مراكب) وتحمّل مشقة السفر الى تاريخنا القريب، وتجول في مجالاتنا السياسية و الدينية و الاقتصادية و غيرها ، وتأمل في مرايا الذات والآخر، ستكتشف -دون عناء- أن ما زرعناه نحصده اليوم، وأن كل هذه (العفاريت) و(الأشباح) انطلقت من داخل (قمقم) صنعناه نحن، بأنفسنا أو بالنيابة عن خصومنا وأعدائنا، وأن هذا الإنسان (المعطوب) الذي تراه أمامك هو أنا وأنت، وهو جلاد وضحية في آن ، مدان وبريء معا، فاعل ومفعول به باستمرار.
تسأل مرّة أخرى لماذا حدث ذلك؟ سأقول لك إن كل هذه (الوحوش) التي تهاجمنا خرجت من (قمقم) الاستبداد، تصّور لو أن لدينا (ديمقراطية) ندور في أفلاكها ونتحرك في مجالاتها ونتنافس في صناديقها ونحتكم الى قوانينها، هل كان يمكن أن ننزلق في حروب الطوائف و المذاهب و القبائل.
هل سنرى هذه (الأشباح) المتطرفة التي تقتل بلا رحمة، هل ستنتهي (الدولة) فجأة وتنهار أمام طوابير (تنظيمات) مسلحة تحولت فجأة إلى جيوش قاهرة، تصور لو أن مجتمعاتنا تخلصت من الظلم و الاضطهاد و الخوف، وتحضرت بما يكفي للوقوف على قدميها أمام العالم ، وتقدمت في العلم و الثقافة و التكنولوجيا كما فعلت غيرنا من الأمم ، هل كان يمكن للآخر أن يستسهل استدراجنا أو يوقع بأسمائنا أو يضع في طريقنا (القنابل) لكي يقنعنا أنه الأقدر على تفجيرها خوفا على سلامتنا.
هذه ليست دعوة لـ (جلد) الذات، ولا للبكاء على (اللبن) المسكوب، ولا للهروب من الواقع البائس الذي يخيم على أقطارنا كلها، وانما دعوة (للعقل) لكي يفهم ويناقش ويتحرك باتجاه (معرفة) المرض ووضع اليد على الجرح، لأننا بدون ذلك لا يمكن أن نخرج من (كهف) الحروب ولا من بئر (المؤمرات) ولا يمكن أن نستنشق مثل غيرنا من البشر هواء (الحياة) الكريمة بدل هذا الغبار الذي يفضي بنا الى الموت.
مرّة واحدة فقط، أرجوك أن تتحرر من أسئلة اللحظة، ومن فرز المواقف، ومن الأحلام و الأساطير، ومن إلقاء اللوم على الآخرين لتصارح نفسك بما فعلناه نحن بأنفسنا وبما يجب أن نفعله الآن لكي نخرج من هذه ( المحنة ) الكبيرة.
الدستور
صدقني، لا أحد في بلداننا العربية يستطيع أن يدلك على الإجابة الصحيحة، وكل ما تسمعه من تحليلات وقراءات يدور في (إطار) العجز الذي أنتج ما وصلنا إليه من (مهازل) وخيبات،.. أنت وحدك - بفطرتك السلمية- تدرك ما يدور حولك، وما هو المطلوب منك، وإلى أي زاوية تساق أمتك؟
لا تنشغل بالنتائج وتفاصيلها، ولا بالمقررات والإجراءات اليومية، ولا بالمناورات العسكرية و السياسية، هذه كلها أصبحت مكشوفة أمامك: تثير خوفك، وتدفعك إلى ابتلاع لسانك، وتبلد إحساسك الإنساني وتجعل منك مجرد (مستمع) لا حول لك ولا قوة.
قضيتك اليوم أن تفكر في الإجابة على سؤال واحد وهو: لماذا حدث ذلك؟ لأنه لا يمكن وقف هذه (الصورة) البشعة، واستدراك ما بداخلها من (رعب) وما وراءها من (دسائس) إلا إذا توقفت عند الأسباب التي دفعتها الى (الواجهة) وفهمت السياق الذي خرجت منه، وتفحصت -بعقلانية- ما فعلناه بأنفسنا (دعك مما فعله الآخرون بنا) على امتداد العقود الماضية.
اركب - إذا سمحت-ما تيسر لك من (مراكب) وتحمّل مشقة السفر الى تاريخنا القريب، وتجول في مجالاتنا السياسية و الدينية و الاقتصادية و غيرها ، وتأمل في مرايا الذات والآخر، ستكتشف -دون عناء- أن ما زرعناه نحصده اليوم، وأن كل هذه (العفاريت) و(الأشباح) انطلقت من داخل (قمقم) صنعناه نحن، بأنفسنا أو بالنيابة عن خصومنا وأعدائنا، وأن هذا الإنسان (المعطوب) الذي تراه أمامك هو أنا وأنت، وهو جلاد وضحية في آن ، مدان وبريء معا، فاعل ومفعول به باستمرار.
تسأل مرّة أخرى لماذا حدث ذلك؟ سأقول لك إن كل هذه (الوحوش) التي تهاجمنا خرجت من (قمقم) الاستبداد، تصّور لو أن لدينا (ديمقراطية) ندور في أفلاكها ونتحرك في مجالاتها ونتنافس في صناديقها ونحتكم الى قوانينها، هل كان يمكن أن ننزلق في حروب الطوائف و المذاهب و القبائل.
هل سنرى هذه (الأشباح) المتطرفة التي تقتل بلا رحمة، هل ستنتهي (الدولة) فجأة وتنهار أمام طوابير (تنظيمات) مسلحة تحولت فجأة إلى جيوش قاهرة، تصور لو أن مجتمعاتنا تخلصت من الظلم و الاضطهاد و الخوف، وتحضرت بما يكفي للوقوف على قدميها أمام العالم ، وتقدمت في العلم و الثقافة و التكنولوجيا كما فعلت غيرنا من الأمم ، هل كان يمكن للآخر أن يستسهل استدراجنا أو يوقع بأسمائنا أو يضع في طريقنا (القنابل) لكي يقنعنا أنه الأقدر على تفجيرها خوفا على سلامتنا.
هذه ليست دعوة لـ (جلد) الذات، ولا للبكاء على (اللبن) المسكوب، ولا للهروب من الواقع البائس الذي يخيم على أقطارنا كلها، وانما دعوة (للعقل) لكي يفهم ويناقش ويتحرك باتجاه (معرفة) المرض ووضع اليد على الجرح، لأننا بدون ذلك لا يمكن أن نخرج من (كهف) الحروب ولا من بئر (المؤمرات) ولا يمكن أن نستنشق مثل غيرنا من البشر هواء (الحياة) الكريمة بدل هذا الغبار الذي يفضي بنا الى الموت.
مرّة واحدة فقط، أرجوك أن تتحرر من أسئلة اللحظة، ومن فرز المواقف، ومن الأحلام و الأساطير، ومن إلقاء اللوم على الآخرين لتصارح نفسك بما فعلناه نحن بأنفسنا وبما يجب أن نفعله الآن لكي نخرج من هذه ( المحنة ) الكبيرة.
الدستور