2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

معركتنا مع (داعش) هنا أيضا..!!

حسين الرواشدة
جو 24 : منذ أن فتحنا (القمقم) وخرجت منه داعش بهذا الوجه القبيح دعوت في هذه الزاوية الى ضرورة انشاء تحالف وطني لمواجهة التطرف، قلت آنذاك بأن خطر ( داعش الفكرة) على بلداننا أشدّ من خطر (داعش التنظيم) ، وبأن مواجهة الخطر الثاني من خلال الانضمام الى تحالف دولي لضرب التنظيم عسكريا لا يكفي ما لم يوازيه عمل آخر يتولى مهمة مواجهة هذه الأفكار واقتلاعها- أو محاصرتها على الأقل- بحلول سياسية ومعالجات فكرية صارمة.
لا أريد هنا أن أدخل في (جدل) انضمام الأردن الى التنظيم الدولي، فقد تجاوزتنا الأحداث ولم يعد بمقدورنا بعد أن أصبحنا طرفا في (الحرب) أن نتساجل حول (القرار)، هذا - بالطبع- ليس وقت المحاسبات ولا وقت تسجيل (النقاط) ،ومن الحكمة أن نفعل كما يفعل غيرنا حين يجدون أنفسهم أمام قرار الحرب، اتفقوا عليه أم اختلفوا، إما ان ينحازوا الى دولتهم وهي على جبهة القتال، أو يؤجلوا النقاش في الموضوع حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود.
لكن من واجبنا أن نسأل عن الجبهة الاخرى التي لم تفتح حتى الآن لمواجهة (داعش) على صعيد الفكرة، ذلك أن فصول المواجهة التي تابعناها على مدى الايام الماضية لم تتجاوز ( الاجراءات الامنية) حيث جرى اعتقال بعض المتهمين بدعم التنظيم واحالتهم الى المحكمة، فيما جرت محاولات اخرى (لاستيعاب) بعض (الرؤوس) المحسوبة على خط التعاطف مع (الدولة الاسلامية)، لكن هذه الاجراءات - على أهميتها- لا تدل على أننا بدأنا فعلا معركتنا الداخلية ضد (التطرف) وأفكاره التي اعتقد انها تتغلغل في أعماق تربتنا، ونكاد نسمع اصواتها في شوارعنا ومساجدنا...لا بل في قاعات مدارسنا وجامعاتنا ايضا.
ما يدفعني الآن الى الدعوة لخوض هذه (المعركة) اعتباران أساسيان : اولهما أن دخولنا في حرب مع التحالف ضد تنظيم (الدولة الاسلامية) سيضعنا في مرمى (نيران) التطرف وخلاياه النائمة او الوافدة، كما انه سيحرك (الافكار) المتطرفة في رؤوس المتعاطفين مع هذه التنظيمات الأمر الذي يستدعي ضرورة بناء قوى صدّ حقيقية بمشاركة الجميع للقيام بمهمة ( تطهير) التربة من هذه الأفكار، لا بالحلول الامنية فقط، وانما - ايضا- بما يلزم من (عقاقير) فكرية واقتصادية ودينية ايضا، أما الاعتبار الآخر فهو أن ( الانتصار) على التنظيم عسكريا، لو حصل، وهو كما سمعنا يحتاج الى سنوات طويلة لا يعني أننا انتصرنا على (فكرة) التطرف، أو تجاوزنا اخطارها، وبالتالي فإن بناء ( التحالف) الوطني لمواجهتها على المدى القريب و البعيد يبدو ضروريا، بل ان هذا التحالف متى توافرت له شروط (التوافق) و الاقتناع، واستطاع ان يحشد المجتمع وراءه، سيكون بمثابة السياج الذي يحمي بلدنا من تصاعد (التطرف) داخله أو امتداده اليه من خارجه.
ثمة اعتبار ثالث وهو أن ( البيئة) التي خرجت منها داعش واخواتها في بعض بلداننا العربية، كانت تعاني من (إصابات) عميقة لوثّت كل شيء، وتحديدا (عقل ووجدان) الانسان هناك، ومع أن بلادنا لم تعاني حتى الآن من هذه الاصابات بالدرجة ذاتها، الا أن إمكانية (تأثرها) بها أو انتقال العدوى اليها واردة، وبالتالي لابدّ أن نستبق ذلك، وأن نتعامل مع (منتجات) التطرف وروافده ومغذياته، مهما كانت ومن أي مجال صدرت، بما تحتاجه من معالجات، هذا اذا اردنا حقا ان ننتصر عليه، وأن نحمي شبابنا من التورط فيه، ونحصن مجتمعاتنا من استقباله و التعاطف معه,,,أما كيف؟ فقد سبق لي أن كتبت عشرات المقالات حول (استراتيجية مواجهة) التطرف...وحول (ذرائع المتعاطفين معه) ...ومع ذلك لا اعتقد أننا لا نعدم الاجابة على الكيفية اذا قررنا حقا الدخول في هذه المواجهة.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير