دروس الحرب على العراق
فهد الفانك
جو 24 : تسع سنوات مرت على غزو أميركا للعراق ، وتم الإعلان عن سحب القوات الأميركية ، وبذلك طويت صفحة الاحتلال السوداء ، وجاء الوقت لاستخلاص الدروس والعبر. وهي مهمة قام بها أكاديميون لتنوير الرأي العام ، ومنع تكرار الأخطاء والمغامرات والتجارب المرة.
لو بقي بوش في الحكم لاستمر في ركوب رأسه والإعلان عن الانتصار وتحقيق الأهداف ، وكأن تغيير النظام بحد ذاته مهمـة تاريخية مناطة بأميركا ، مع أن الحاصل عملياً أن كل الأهداف الأميركية المعلنة للغزو فشلت وتحقق عسكها.
الاحتلال الأميركي لم ينتج دولة ديمقراطية تصلح كقدوة تحتذي بها الشعوب والدول العربية الأخرى ، ولم تخلق دولـة صديقة وحليفة لاميركا في المنطقة ، كما أنه نقل عنصر القوة من الجانب العربي في المنطقة إلى الجانب الإيراني ، وإذا لم يكن كل هذا كافياً فقد خسرت أميركا أربعة آلاف جندي وتريليون دولار ، وحولت العراق إلى حاضنة للإرهاب يسرح فيها إرهابيو القاعدة ويمرحون.
الأكاديميون الأميركيون سجلوا عشرة دروس للحرب على العراق ، أولها أن أميركا خسرت الحرب ولا يجوز أن تكرر التجربة. وثانيها اتضاح أنه ليس من الصعوبة بمكان جر أميركا للحرب. وثالثها أن قرار الحرب اتخذ بشكل فردي ولم يسبقه حوار حقيقي. ورابعها أنه كانت هناك مبالغة في تقدير رسوخ العلمانية وقوة الطبقة الوسطى في العراق وبالتالي نضوج الظروف لقيام الديمقراطية ، وخامسها أن أميركا تعرضت للخديعة والاستغفال فلا يجوز بعد الآن الإصغاء للسياسيين المنفيين ذوي الطموح بالعودة إلى بلادهم على ظهر الدبابات الأميركية. وسادسها أن إدارة الاحتلال عملية صعبة للغاية ، وسابعها أن القوة الغازية لا يجب أن تتفاجأ إذا دافع العدو عن نفسه ومصالحه بطرق مختلفة وغير متوقعة. وثامنها أن مواجهة جيش نظامي للمقاومة الشعبية عملية قبيحة تقود لارتكاب جرائم حرب. وتاسعها أن التخطيط الجيد ليس كافياً. وآخرها أن من واجب أميركا أن تعيد النظر في استراتيجيتها العالمية وليس مجرد الإجراءات التكتيكية.
في أميركا كما في إسرائيل ، ما أن تنتهي الحرب حتى تبدأ المراجعة والمحاسبة على التقصير واستخلاص الدروس. وفي الجانب العربي ما أن تتحقق الهزائم حتى تتحول إعلامياً إلى انتصارات مزعومة واحتفالات سنوية بأعياد النصر!.
الرأي
لو بقي بوش في الحكم لاستمر في ركوب رأسه والإعلان عن الانتصار وتحقيق الأهداف ، وكأن تغيير النظام بحد ذاته مهمـة تاريخية مناطة بأميركا ، مع أن الحاصل عملياً أن كل الأهداف الأميركية المعلنة للغزو فشلت وتحقق عسكها.
الاحتلال الأميركي لم ينتج دولة ديمقراطية تصلح كقدوة تحتذي بها الشعوب والدول العربية الأخرى ، ولم تخلق دولـة صديقة وحليفة لاميركا في المنطقة ، كما أنه نقل عنصر القوة من الجانب العربي في المنطقة إلى الجانب الإيراني ، وإذا لم يكن كل هذا كافياً فقد خسرت أميركا أربعة آلاف جندي وتريليون دولار ، وحولت العراق إلى حاضنة للإرهاب يسرح فيها إرهابيو القاعدة ويمرحون.
الأكاديميون الأميركيون سجلوا عشرة دروس للحرب على العراق ، أولها أن أميركا خسرت الحرب ولا يجوز أن تكرر التجربة. وثانيها اتضاح أنه ليس من الصعوبة بمكان جر أميركا للحرب. وثالثها أن قرار الحرب اتخذ بشكل فردي ولم يسبقه حوار حقيقي. ورابعها أنه كانت هناك مبالغة في تقدير رسوخ العلمانية وقوة الطبقة الوسطى في العراق وبالتالي نضوج الظروف لقيام الديمقراطية ، وخامسها أن أميركا تعرضت للخديعة والاستغفال فلا يجوز بعد الآن الإصغاء للسياسيين المنفيين ذوي الطموح بالعودة إلى بلادهم على ظهر الدبابات الأميركية. وسادسها أن إدارة الاحتلال عملية صعبة للغاية ، وسابعها أن القوة الغازية لا يجب أن تتفاجأ إذا دافع العدو عن نفسه ومصالحه بطرق مختلفة وغير متوقعة. وثامنها أن مواجهة جيش نظامي للمقاومة الشعبية عملية قبيحة تقود لارتكاب جرائم حرب. وتاسعها أن التخطيط الجيد ليس كافياً. وآخرها أن من واجب أميركا أن تعيد النظر في استراتيجيتها العالمية وليس مجرد الإجراءات التكتيكية.
في أميركا كما في إسرائيل ، ما أن تنتهي الحرب حتى تبدأ المراجعة والمحاسبة على التقصير واستخلاص الدروس. وفي الجانب العربي ما أن تتحقق الهزائم حتى تتحول إعلامياً إلى انتصارات مزعومة واحتفالات سنوية بأعياد النصر!.
الرأي