لماذا حرم هؤلاء من نصيبهم في العمل؟!
حسين الرواشدة
جو 24 : لايوجد فرص عمل، حسنا، ننتظر على الدور حتى يأتي الفرج، لكن من يضمن أنّ آخرين، مثلنا تماما، وربما أقل كفاءة، سيقفزون ( بالبرشوت) ويحظون - بلا منافسة- بأفضل الوظائف والامتيازات ؟
أنا مدين بالاحترام مرتين لهؤلاء الشباب الذين وصلتني صرختهم هذه من أبناء لواء الشوبك، مرة لأنهم حين لم يجدوا ( باباً) يقرعونه عضوا على ألمهم وكظموا غيظهم، وآثروا الصبر الجميل مع أنهم يدركون أن غيرهم من أصحاب ( الصوت) العالي انتزعوا حقوقهم وأكثر، ومرة ثانية لأنني أعرف تماما ثمن ( الخيبة) التي يمكن أن يدفعها الشباب الذين انسدت أمامهم فرص العمل والحياة الكريمة، بعضهم حمل حقيبته وهاجر ليبحث عن رزقه خارج بلدة سجلت أعلى نسبة في الهجرة، وبعضهم رضي بالقليل وصمد رغم صعوبة الظروف وندرة الفرص، وآخرون مازالوا ينتظرون ( ساعي) بريد الوظائف على أمل أن يحمل لهم رسالة ( البشرى) بفرصة العمل... وهؤلاء كلهم اختاروا طريق السلامة وعكسوا أفضل ما يمكن لشبابنا أن يفعلوه.
آخر ما يخطر على بالي أن اكشف طوابق المحسوبية، أو أن انصح هؤلاء الشاب بالصراخ عاليا أمام ( المسؤولين) الذين تحركهم فزعات الاحتجاجات والاعتصامات اكثر مما تحركهم أصوات ( الكفاءات) التي التزمت الهدوء والحكمة، لا لضعف فيها وانما حفاظ على سمعتها واستقرار مجتمعها وبلدها، لكن لابد أن أشير الى واقعتين : احداهما، أن من حق أبناء محافظة معان، وغيرها من المحافظات البعيدة أن يكون لهم نصيب من فرص العمل في المشروعات و الشركات التي تعمل في محيطهم، واذا اتفقنا على ذلك، فإن ( اقتسام) هذا النصيب يفترض أن يكون عادلا، ذلك أنه لا يعقل ان تذهب نحو ( 600) وظيفة في احدى الشركات الى أبناء منطقة واحدة بعينها فيما يحرم أبناء ( المناطق) الاخرى منها، أما المسألة الثانية فهي أن ( التوظيف) في الشركات الكبرى حق لجميع الأردنيين، لكن هذا الحق يجب أن يوزع على أساس ( عادل) ، ذلك أنه لا يجوز -أيضا- أن يتم تعيين نحو (32) موظفا في احدى الشركات العاملة في الجنوب دفعة واحدة ولا يكون نصيب أبناء محافظة معان من هذه الوظائف إلا أربعا، ثلاث منها من منطقة واحدة فقط.
لا أحب الجهر بالسوء، ولكنني أشير الى خطأ قد حصل فعلا، ولدي وثائق تدل عليه وتؤكده، وقد شعرت بالصدمة - حقا- حين سمعت من هؤلاء الشباب الذين حرموا من الحصول على وظيفة لأنهم - فقط- التزموا ( الأدب) ولم يخرجوا ليحرقوا الإطارات في الشوارع كما فعل غيرهم، وكأن المطلوب منهم أن يفعلوا ذلك لكي ينتزعوا حقعهم الطبيعي في فرصة عمل، فهل يريد المسؤول أن يبعث اليهم برسالة تحرضهم على الاحتجاج، أو إنه يجب انصافهم - لا مكافأتهم - على حسن سلوكهم وعلى كفاءتهم أيضا.
هؤلاء الشباب وهم بالعشرات، لا يريدون أن توزع عليهم ( صكوك) الوظائف من غير استحقاق، فهم تخرجوا في جامعات وطنية وخارجية مرموقة، ومن مختلف التخصصات، ولديهم - مثل غيرهم- الكفاءة و الهمة والطموح، ويعيشون في بيوت مستورة وفقيرة بحاجة الى مساعدتهم، خاصة وان بعض الأسر لديها ثلاثة أبناء او اكثر عاطلون عن العمل، وقد دفع آباؤهم كل ما لديهم وربما استدانوا لكي يروهم وقد بدأوا مستقبلهم في الحياة بالاعتماد على انفسهم، لا أن ينضموا الى طابور العاطلين واليائسين ايضا.
يجب ان يفتح المسؤولون في بلدنا لواقطهم لاستقبال ذبذبات - صرخات: أدق- هؤلاء الشباب الباحثين عن فرصة للعمل، ويجب أن نطوي صفحة المحسوبية والشللية وأن ننتصر للعدالة والمساواة؛ لأن عكس ذلك يعني أننا ندفع أبناءنا الى اليأس والاحباط، وربما التطرف أيضا، كما يعني أننا لا نزال بعيدين عن سكة الاصلاح وعن محاربة الفساد، واعتقد أن من حق هؤلاء علينا أن نكشف اسماء كل من تورط في الخطأ، ومن تسبب في حرمانهم من حقوقهم، ذلك أن الحفاظ على امن بلدنا واستقراره يفرض على الجميع ان يتعاملوا بعدالة مع شبابنا الذين لم يبق لهم إلا صوت الأمل بالانصاف وردّ الاعتبار والاعتذار - ايضا- فهل من مستجيب؟
دعونا ننتظرْ!!
(الدستور)
أنا مدين بالاحترام مرتين لهؤلاء الشباب الذين وصلتني صرختهم هذه من أبناء لواء الشوبك، مرة لأنهم حين لم يجدوا ( باباً) يقرعونه عضوا على ألمهم وكظموا غيظهم، وآثروا الصبر الجميل مع أنهم يدركون أن غيرهم من أصحاب ( الصوت) العالي انتزعوا حقوقهم وأكثر، ومرة ثانية لأنني أعرف تماما ثمن ( الخيبة) التي يمكن أن يدفعها الشباب الذين انسدت أمامهم فرص العمل والحياة الكريمة، بعضهم حمل حقيبته وهاجر ليبحث عن رزقه خارج بلدة سجلت أعلى نسبة في الهجرة، وبعضهم رضي بالقليل وصمد رغم صعوبة الظروف وندرة الفرص، وآخرون مازالوا ينتظرون ( ساعي) بريد الوظائف على أمل أن يحمل لهم رسالة ( البشرى) بفرصة العمل... وهؤلاء كلهم اختاروا طريق السلامة وعكسوا أفضل ما يمكن لشبابنا أن يفعلوه.
آخر ما يخطر على بالي أن اكشف طوابق المحسوبية، أو أن انصح هؤلاء الشاب بالصراخ عاليا أمام ( المسؤولين) الذين تحركهم فزعات الاحتجاجات والاعتصامات اكثر مما تحركهم أصوات ( الكفاءات) التي التزمت الهدوء والحكمة، لا لضعف فيها وانما حفاظ على سمعتها واستقرار مجتمعها وبلدها، لكن لابد أن أشير الى واقعتين : احداهما، أن من حق أبناء محافظة معان، وغيرها من المحافظات البعيدة أن يكون لهم نصيب من فرص العمل في المشروعات و الشركات التي تعمل في محيطهم، واذا اتفقنا على ذلك، فإن ( اقتسام) هذا النصيب يفترض أن يكون عادلا، ذلك أنه لا يعقل ان تذهب نحو ( 600) وظيفة في احدى الشركات الى أبناء منطقة واحدة بعينها فيما يحرم أبناء ( المناطق) الاخرى منها، أما المسألة الثانية فهي أن ( التوظيف) في الشركات الكبرى حق لجميع الأردنيين، لكن هذا الحق يجب أن يوزع على أساس ( عادل) ، ذلك أنه لا يجوز -أيضا- أن يتم تعيين نحو (32) موظفا في احدى الشركات العاملة في الجنوب دفعة واحدة ولا يكون نصيب أبناء محافظة معان من هذه الوظائف إلا أربعا، ثلاث منها من منطقة واحدة فقط.
لا أحب الجهر بالسوء، ولكنني أشير الى خطأ قد حصل فعلا، ولدي وثائق تدل عليه وتؤكده، وقد شعرت بالصدمة - حقا- حين سمعت من هؤلاء الشباب الذين حرموا من الحصول على وظيفة لأنهم - فقط- التزموا ( الأدب) ولم يخرجوا ليحرقوا الإطارات في الشوارع كما فعل غيرهم، وكأن المطلوب منهم أن يفعلوا ذلك لكي ينتزعوا حقعهم الطبيعي في فرصة عمل، فهل يريد المسؤول أن يبعث اليهم برسالة تحرضهم على الاحتجاج، أو إنه يجب انصافهم - لا مكافأتهم - على حسن سلوكهم وعلى كفاءتهم أيضا.
هؤلاء الشباب وهم بالعشرات، لا يريدون أن توزع عليهم ( صكوك) الوظائف من غير استحقاق، فهم تخرجوا في جامعات وطنية وخارجية مرموقة، ومن مختلف التخصصات، ولديهم - مثل غيرهم- الكفاءة و الهمة والطموح، ويعيشون في بيوت مستورة وفقيرة بحاجة الى مساعدتهم، خاصة وان بعض الأسر لديها ثلاثة أبناء او اكثر عاطلون عن العمل، وقد دفع آباؤهم كل ما لديهم وربما استدانوا لكي يروهم وقد بدأوا مستقبلهم في الحياة بالاعتماد على انفسهم، لا أن ينضموا الى طابور العاطلين واليائسين ايضا.
يجب ان يفتح المسؤولون في بلدنا لواقطهم لاستقبال ذبذبات - صرخات: أدق- هؤلاء الشباب الباحثين عن فرصة للعمل، ويجب أن نطوي صفحة المحسوبية والشللية وأن ننتصر للعدالة والمساواة؛ لأن عكس ذلك يعني أننا ندفع أبناءنا الى اليأس والاحباط، وربما التطرف أيضا، كما يعني أننا لا نزال بعيدين عن سكة الاصلاح وعن محاربة الفساد، واعتقد أن من حق هؤلاء علينا أن نكشف اسماء كل من تورط في الخطأ، ومن تسبب في حرمانهم من حقوقهم، ذلك أن الحفاظ على امن بلدنا واستقراره يفرض على الجميع ان يتعاملوا بعدالة مع شبابنا الذين لم يبق لهم إلا صوت الأمل بالانصاف وردّ الاعتبار والاعتذار - ايضا- فهل من مستجيب؟
دعونا ننتظرْ!!
(الدستور)