مركب (الوحش) باتجاه ( الفوضى)..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : العنوان الوحيد الذي يمكن لكل مواطن عربي أن يصل إليه بدون طلب المساعدة من أي صديق هو ( الفوضى).
ولأن الطريق التي تستطيع أن تسلكها الى هذا العنوان أصبحت معروفة ، كما أن الخطوط بينها سالكة، ابتداء من دمشق إلى بغداد وصولا الى طرابلس وصنعاء ومعظم (عواصمنا) العربية والاسلامية التي تفاعلت مع الفوضى أو تورطت فيها، فإن السؤال عن ( المراكب) التي يمكن أن تستقلها يبدو مشروعا ، فأي المراكب - رعاك الله- ستركب وليس أمامك سوى (مركب) التطرف، الذي تحول الى (وحش) يداهمنا من كل اتجاه ؟
اذن، تصور كيف يمكن أن تكون رحلتك وأنت تمتطي ظهر وحش التطرف وتتوجه نحو محطة (الفوضى) ثم تصور أن زمام (الدابة) التي تركبها أفلتت من يديك وأمسك بها آخرون، لا تعرف من هم ولا ماذا يريدون، فأي حقيقة عنذئذ ستطلب وأي نجاة سترجوها وتتوقع؟!
هذه، بالضبط، حالنا اليوم ونحن نتابع فصول المسرحيات العبثية التي تقام على مسارحنا ،ومشاهد (الأبطال) الذين يتقافزون أمامنا (كالقرود) ،وصور (السقوط) التي أصابت العواصم والجيوش، وادهشت المتفرجين) الذين يجلسون على مدراجات (جهنم) يتلظن بنيرانها ومع ذلك يطيب لهم ان يتزاحموا ويتنازعوا ويتقاتلوا.
في لحظة استراحة نادرة يمكنك أن تستعيد عقلك وتفكر، ربما تسأل نفسك: ماذا حدث في اليمن وكيف سقطت صنعاء، ماذا حدث في (طبرق) وكيف تم القبض على طرابس، من لوث مياه دجلة والفرات واخرج ( العفاريت) من قماقمها المذهبية والطائفية، ما أخبار سوريا بعد أن وقعت بين فكي كماشة الفاشية، ربما تسأل ايضا :لماذ تطاردنا لعنة التاريخ...وننتقم من أنفسنا بهذه الصورة البشعة ولماذا تلاحقنا (الحضارة المعاصرة) بعد أن أفلست وكأننا قرابين نذبح في أديرتها لكي تتعمد بنا من جديد؟
لا صدى لأي جواب، وحدها ( الفوضى) تأخذك الى طريق وعرة لا تميز فيها بين الوجوه التي تشابهت ، و المدن التي اكتظت بضجيج الحروب والدماء، والمخيمات التي نصبت في كل مكان، والطوائف التي تحولت الي دول، و(الغزاة) الذين أصبحوا من أهل الدار.
لاصدى لأي مخرج أو حل، فالسياسية استقالت من وظيفتها والدين أصبح منصوبا على فوهات الصواريخ والبنادق، والعروبة ودّعت آخر قوافل الذين تقاسموها، والأوطان الحزينة أدركها (لعمى)من كثرة البكاء
.. يا إلهي قبل 3 أعوام كان لدينا ربيع مر من هنا - أو كأنه مر- و استنشقنا بعض أنسامه، ثم صحونا واذا به قد تحول الى شتاء أحمر، كان لدينا حلم أغمضنا عليه عيوننا خوفا من الحاسدين وما أن تنفس الصباح حتى رأيناه (كابوسا) أكبر من الشمس اللاهبة، كان لدينا (عقل) استفاق فجأة ومشى على (أربع) لكن ما إن وقف حتى سقط... لا ندري أهو مات أم أن مادلنا على موته آلا دابة الأرض أكلت من (منسأته).
ماذا حدث في عالمنا العربي حتى تقافز الجميع من (السفينة) وهم يدركون أن لا عاصم لهم من الفوضى إلا بأمر شعوبهم ، ماذا أصابهم لكي يذبحوا بقرة ( الاصلاح) ويطلقوا ( القرود) من عقالها ويتطوعوا بالنزول الى ( حلبة) مصارعة الثيران.
تذكر - دائما- بأنك تمتطي صهوة الوحش الذي ينتزع منك كل شيء إلا الخوف، وبانك تمضي الى عنوان الفوضى التي تسلبك كل شيء، إلا العبث ،لكن إياك أن تستسلم لليأس أو أن تفقد الأمل فأمامك دائما فرصة لكي تستعيد عقلك، نقطة واحدة من الدماء-ربما- تخرجك من بين أسنان هذا (الضبع)، أو صرخة واحدة من هذه ( الأفواه) ربما تعيد إليك جزءا من إنسانيتك أو نظر واحدة من العيون البائسة تجعلك تسأل: من أنا؟ حتى تفيق من هذا الكابوس الرهيب.
الدستور
ولأن الطريق التي تستطيع أن تسلكها الى هذا العنوان أصبحت معروفة ، كما أن الخطوط بينها سالكة، ابتداء من دمشق إلى بغداد وصولا الى طرابلس وصنعاء ومعظم (عواصمنا) العربية والاسلامية التي تفاعلت مع الفوضى أو تورطت فيها، فإن السؤال عن ( المراكب) التي يمكن أن تستقلها يبدو مشروعا ، فأي المراكب - رعاك الله- ستركب وليس أمامك سوى (مركب) التطرف، الذي تحول الى (وحش) يداهمنا من كل اتجاه ؟
اذن، تصور كيف يمكن أن تكون رحلتك وأنت تمتطي ظهر وحش التطرف وتتوجه نحو محطة (الفوضى) ثم تصور أن زمام (الدابة) التي تركبها أفلتت من يديك وأمسك بها آخرون، لا تعرف من هم ولا ماذا يريدون، فأي حقيقة عنذئذ ستطلب وأي نجاة سترجوها وتتوقع؟!
هذه، بالضبط، حالنا اليوم ونحن نتابع فصول المسرحيات العبثية التي تقام على مسارحنا ،ومشاهد (الأبطال) الذين يتقافزون أمامنا (كالقرود) ،وصور (السقوط) التي أصابت العواصم والجيوش، وادهشت المتفرجين) الذين يجلسون على مدراجات (جهنم) يتلظن بنيرانها ومع ذلك يطيب لهم ان يتزاحموا ويتنازعوا ويتقاتلوا.
في لحظة استراحة نادرة يمكنك أن تستعيد عقلك وتفكر، ربما تسأل نفسك: ماذا حدث في اليمن وكيف سقطت صنعاء، ماذا حدث في (طبرق) وكيف تم القبض على طرابس، من لوث مياه دجلة والفرات واخرج ( العفاريت) من قماقمها المذهبية والطائفية، ما أخبار سوريا بعد أن وقعت بين فكي كماشة الفاشية، ربما تسأل ايضا :لماذ تطاردنا لعنة التاريخ...وننتقم من أنفسنا بهذه الصورة البشعة ولماذا تلاحقنا (الحضارة المعاصرة) بعد أن أفلست وكأننا قرابين نذبح في أديرتها لكي تتعمد بنا من جديد؟
لا صدى لأي جواب، وحدها ( الفوضى) تأخذك الى طريق وعرة لا تميز فيها بين الوجوه التي تشابهت ، و المدن التي اكتظت بضجيج الحروب والدماء، والمخيمات التي نصبت في كل مكان، والطوائف التي تحولت الي دول، و(الغزاة) الذين أصبحوا من أهل الدار.
لاصدى لأي مخرج أو حل، فالسياسية استقالت من وظيفتها والدين أصبح منصوبا على فوهات الصواريخ والبنادق، والعروبة ودّعت آخر قوافل الذين تقاسموها، والأوطان الحزينة أدركها (لعمى)من كثرة البكاء
.. يا إلهي قبل 3 أعوام كان لدينا ربيع مر من هنا - أو كأنه مر- و استنشقنا بعض أنسامه، ثم صحونا واذا به قد تحول الى شتاء أحمر، كان لدينا حلم أغمضنا عليه عيوننا خوفا من الحاسدين وما أن تنفس الصباح حتى رأيناه (كابوسا) أكبر من الشمس اللاهبة، كان لدينا (عقل) استفاق فجأة ومشى على (أربع) لكن ما إن وقف حتى سقط... لا ندري أهو مات أم أن مادلنا على موته آلا دابة الأرض أكلت من (منسأته).
ماذا حدث في عالمنا العربي حتى تقافز الجميع من (السفينة) وهم يدركون أن لا عاصم لهم من الفوضى إلا بأمر شعوبهم ، ماذا أصابهم لكي يذبحوا بقرة ( الاصلاح) ويطلقوا ( القرود) من عقالها ويتطوعوا بالنزول الى ( حلبة) مصارعة الثيران.
تذكر - دائما- بأنك تمتطي صهوة الوحش الذي ينتزع منك كل شيء إلا الخوف، وبانك تمضي الى عنوان الفوضى التي تسلبك كل شيء، إلا العبث ،لكن إياك أن تستسلم لليأس أو أن تفقد الأمل فأمامك دائما فرصة لكي تستعيد عقلك، نقطة واحدة من الدماء-ربما- تخرجك من بين أسنان هذا (الضبع)، أو صرخة واحدة من هذه ( الأفواه) ربما تعيد إليك جزءا من إنسانيتك أو نظر واحدة من العيون البائسة تجعلك تسأل: من أنا؟ حتى تفيق من هذا الكابوس الرهيب.
الدستور