حين تدق ساعة الخطر..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : حتى الان بلدنا بخير والحمد لله, لكن يخطئ من لا يزال يعتقد باننا في منأى عن الخطر, ذلك ان هذا الجنون الذي اجتاح منطقتنا كلها يمكن –لا قدر الله- ان يطرق ابوابنا, ومن واجبنا ان نحذر وننتبه ,لا بالدعاء والابتهال والرهان على الوعود وانما بالعمل واليقظة ، وبالارادة الحرة التي تضع الجميع امام مسؤولياتهم , وتجنبهم الوقوع في الخطأ، او الاستهانة بالخطر، او التمادي في المكابرة ،او السير بعكس اتجاه التاريخ .
لا اعتقد ان لأحد في بلدنا مصلحة بوصول فيضان “الفوضى” والعمى والتوحش الينا, وهذا –لوحده- يكفي ان يكون هدفا نتوافق عليه ونعمل من اجله, وانا هنا لا اتحدث عن واجبات المجتمع الذي يفترض ان يبادر الى تفعيل كل ما لديه من امكانيات “للتحصن” من وباء التطرف ودعوات الهدم، وان يتكافل ويتعاون ليتجنب مواطن “الفتن” والزلل , وانما اتحدث في موازاة ذلك عن “الدوله” التي يجب ان تتحرك في هذا الاتجاه , فمسؤوليتها هنا لا تتعلق فقط بالدفاع عن “الحدود “على اهمية ذلك , وانما بالدفاع عن “الوجود” ايضا, ومتطلبات هذا الوجود تقتضي اعادة بناء “الذات” الاردنية على اسس تتناسب مع حجم الخطر , واهم هذه الاسس : العدالة والتنمية والشراكة, صحيح ان البعض يعتقد بان اجواء الحرب ومناخاتها لا تسمح لنا بمجرد طرح هذه القضايا ،لكن الصحيح ايضا هو انه لا يمكن لنا ان نواجه مثل هذا الجنون الا اذا توافقنا على حصانة الذات, بما تعنيه من اشاعة قيم الوطنية الحقة, والاحساس بالعدالة, والمشاركة بالعمل القادم , ومواجهة الظلم والخوف والتهميش , والابتعاد عن منطق الاستفزاز ودفع الناس للجدار.
نعم لدينا خلافات لكن يمكن ان نؤجلها , ولدينا مطالب لكن يمكن ان نجدولها ،ولدى الكثير منا ملاحظات على اخطاء وتجاوزات وفساد لم تكسر عينه بعد، وعلى “ثقة” تراجعت للاسف بين الناس والمسؤولين , وعلى اندفاعات “سياسية” غير محسوبة احيانا ومجهولة النتائج احيانا اخرى ..هذا كله صحيح ومفهوم, لكن لا بد اليوم ان نتحرر من “معاناتنا” ونتجرد من حساباتنا الانانية , ومن محاولات تصفيتها ، وان نتعامل بمنطق الحكمة لا الانفعال, لكي نتوحد امام خطر لا نعرف الى اين سيأخذ منطقتنا كلها, وبعد ان نتجاوزه يمكن ان نتدافع من جديد , كما فعلنا في السنوات الماضية, لان تدافعنا عندئذ سيكون على ارضية صلبة, وفي مناخات امنة , لا على اصداء الهدم والدمار, ولا على انقاض مجتمع ادركه الخراب كما ادرك غيره من المجتمعات لا سمح الله .
بدل ان تكون “داعش” التي امتطاها الاخر وحركها ،واخواتها “الدواعش” اللاتي لم يتحركن بعد مصدرا لتخويفنا وارباكنا واثارة الخلاف فيما بيننا , يمكن -لا بل يجب- ان نعمل كل ما يلزم لتحويل “النقمة” الى “نعمة” والازمة الى انفراجة, ومع ان داعش لا تستحق الشكر على ما كشفته من اخطاء ومخططات, وما قدمته من دروس وعبر , الا انها تفتح عيوننا على ازمات كدنا نتصور في لحظة “خفّة” سياسية، وزهو ذاتي، بانها بعيدة ، ولكنها تداهمنا وتقرع ابوابنا , ومن المفترض ان نجيب على اسئلتها المعلقة بصدق وامانة, وهذا هو الضمان الاهم لخروجنا من دائرة العمى الذي اصاب المنطقة كلها.
لا بد ان ندرك بان هذه الحرب التي تجتاح منطقتنا لن تكون حربا خاطفة، وان وهذا الفيضان من التطرف والعنف الذي تغلغل داخل مجتمعنا لن يكون مجرد “عفريت “ يمكن طرده بقليل من الدعوات وشيء من “البخور”، وان هذه الازمات الطاحنة التي دكت اركان الدولة العربية واسقطت عواصم ومدنا لن تمر هكذا بلا ارتدادات ومفاجآت وكوارث مزمنة , ومن اجل هذا وغيره مما نتوقعه وما لا يخطر على بالنا , يجب ان نتحرك دون ابطاء بالاعتماد على انفسنا , لتحصين بلدنا من كل مكروه ومواجهة اي خطر , وتجنب اي “فخ” منصوب .. او قدر غير مكتوب.
الدستور
لا اعتقد ان لأحد في بلدنا مصلحة بوصول فيضان “الفوضى” والعمى والتوحش الينا, وهذا –لوحده- يكفي ان يكون هدفا نتوافق عليه ونعمل من اجله, وانا هنا لا اتحدث عن واجبات المجتمع الذي يفترض ان يبادر الى تفعيل كل ما لديه من امكانيات “للتحصن” من وباء التطرف ودعوات الهدم، وان يتكافل ويتعاون ليتجنب مواطن “الفتن” والزلل , وانما اتحدث في موازاة ذلك عن “الدوله” التي يجب ان تتحرك في هذا الاتجاه , فمسؤوليتها هنا لا تتعلق فقط بالدفاع عن “الحدود “على اهمية ذلك , وانما بالدفاع عن “الوجود” ايضا, ومتطلبات هذا الوجود تقتضي اعادة بناء “الذات” الاردنية على اسس تتناسب مع حجم الخطر , واهم هذه الاسس : العدالة والتنمية والشراكة, صحيح ان البعض يعتقد بان اجواء الحرب ومناخاتها لا تسمح لنا بمجرد طرح هذه القضايا ،لكن الصحيح ايضا هو انه لا يمكن لنا ان نواجه مثل هذا الجنون الا اذا توافقنا على حصانة الذات, بما تعنيه من اشاعة قيم الوطنية الحقة, والاحساس بالعدالة, والمشاركة بالعمل القادم , ومواجهة الظلم والخوف والتهميش , والابتعاد عن منطق الاستفزاز ودفع الناس للجدار.
نعم لدينا خلافات لكن يمكن ان نؤجلها , ولدينا مطالب لكن يمكن ان نجدولها ،ولدى الكثير منا ملاحظات على اخطاء وتجاوزات وفساد لم تكسر عينه بعد، وعلى “ثقة” تراجعت للاسف بين الناس والمسؤولين , وعلى اندفاعات “سياسية” غير محسوبة احيانا ومجهولة النتائج احيانا اخرى ..هذا كله صحيح ومفهوم, لكن لا بد اليوم ان نتحرر من “معاناتنا” ونتجرد من حساباتنا الانانية , ومن محاولات تصفيتها ، وان نتعامل بمنطق الحكمة لا الانفعال, لكي نتوحد امام خطر لا نعرف الى اين سيأخذ منطقتنا كلها, وبعد ان نتجاوزه يمكن ان نتدافع من جديد , كما فعلنا في السنوات الماضية, لان تدافعنا عندئذ سيكون على ارضية صلبة, وفي مناخات امنة , لا على اصداء الهدم والدمار, ولا على انقاض مجتمع ادركه الخراب كما ادرك غيره من المجتمعات لا سمح الله .
بدل ان تكون “داعش” التي امتطاها الاخر وحركها ،واخواتها “الدواعش” اللاتي لم يتحركن بعد مصدرا لتخويفنا وارباكنا واثارة الخلاف فيما بيننا , يمكن -لا بل يجب- ان نعمل كل ما يلزم لتحويل “النقمة” الى “نعمة” والازمة الى انفراجة, ومع ان داعش لا تستحق الشكر على ما كشفته من اخطاء ومخططات, وما قدمته من دروس وعبر , الا انها تفتح عيوننا على ازمات كدنا نتصور في لحظة “خفّة” سياسية، وزهو ذاتي، بانها بعيدة ، ولكنها تداهمنا وتقرع ابوابنا , ومن المفترض ان نجيب على اسئلتها المعلقة بصدق وامانة, وهذا هو الضمان الاهم لخروجنا من دائرة العمى الذي اصاب المنطقة كلها.
لا بد ان ندرك بان هذه الحرب التي تجتاح منطقتنا لن تكون حربا خاطفة، وان وهذا الفيضان من التطرف والعنف الذي تغلغل داخل مجتمعنا لن يكون مجرد “عفريت “ يمكن طرده بقليل من الدعوات وشيء من “البخور”، وان هذه الازمات الطاحنة التي دكت اركان الدولة العربية واسقطت عواصم ومدنا لن تمر هكذا بلا ارتدادات ومفاجآت وكوارث مزمنة , ومن اجل هذا وغيره مما نتوقعه وما لا يخطر على بالنا , يجب ان نتحرك دون ابطاء بالاعتماد على انفسنا , لتحصين بلدنا من كل مكروه ومواجهة اي خطر , وتجنب اي “فخ” منصوب .. او قدر غير مكتوب.
الدستور