رسائل الحركة الاسلامية للنظام ..
أنس ضمرة - بعد أن تكشفت حقيقة حدود الاصلاح المنشود الذي طالما تحدث عنه الرسميون والذي جاء أقل بكثير من الحدود الدنيا التي يمكن للحراك الاردني أن يقبل بها ارتفع سقف شعارات الحراك بهدف رفع الكلفة على التيار الذي أخذ البلاد والعباد إلى هذه الحالة من الاحباط السياسي وبخاصة بعد أن تسيد الاستعصاء السياسي الموقف. وبالتالي ليس من قبيل الصدفة أن تصل الشعارت المرفوعة في اعتصام النخيل الى جد امهال النظام أو لنقل انذاره على حد تعبير المعتصمين.
الحراك الشبابي الاسلامي احكم قبضته على اعتصام ساحة النخيل وكان هو من يقرر من يتحدث امام المعتصمين. وقام المتحدثون بالتصعيد اللفظي بناء على أوامر من الحركة الاسلامية ووجهوا رسالة واضحة للنظام بأن الحركة الاسلامية سوف تصنع ربيعا اردنيا على غرارا ما حدث في مصر وتونس، في حال عدم اقرار قانون الانتخاب الذي تم التفاوض عليه مع الدولة.
التصعيد المفاجئ في كلمات الناشط حاتم ارشيدات ومعاذ الخوالدة احد مؤسسي حركة 24 اذار، لم يأت من فراغ بل حمل ذات الرسائل التي أرادت الحركة ايصالها الى النظام، واجمع المتحدثون على انهم يمنحون الفرصة للنظام بان يجري الاصلاحت المطلوبة، ولكنهم "قادرون على اسقاطه في حال لم يقر اهمها، وهو قانون الانتخاب"، على حد قولهم. كما حملت كلماتهم انتقادات لاذعة لدائرة المخابرات العامة وهتفوا "سمعلي المخابرات هينا قاطعنا الانتخابات" وربما هنا اشارة للقاء الحركة الاسلامية بمدير المخابرات العامة فيصل الشوبكي.
اللافت في الامر هو اليافطة التي رفعت لاول مرة منذ بداية الحراك الاردني والتي احتوت على اشارة ضوئية حملت تحذيرا إذ كتب عليها "الشعب يريد انذار النظام"، ولم يتبق الا الضوء الاحمر ليكتب عليها "اسقاط النظام"، وفي ذلك تصعيد غير مسبوق لم يعهده المراقبون من الحركة الإسلامية.
وعلى الرغم من تحذيرات من يطلقون على انفسهم "ابناء الولاء والانتماء" بانهم سوف يعتصمون في ذات الوقت بالنخيل، وأنهم سيشكلون سدا منيعا ضد اي اساءة لرموز الدولة، لم يتواجدوا في المكان ولم تشهد ساحة النخيل تواجدا امنيا كثيفا ولا تواجدا لقوات الدرك، ربما لمنع حدوث اي صدام يضع الدولة في مأزق مع الحركة الاسلامية. والجدير بالذكر بالذكر ان دائرة المخابرات وزعت مصوريها في كافة انحاء الساحة، حيث انتشر اكثر من 5 مصورين تابعين للدائرة بكاميرات الفيديو، التي لم يطفأ الضوء الاحمر.