هل تصمد مبادرة الشيخ همام..؟!
حسين الرواشدة
جو 24 : لم تحظ المبادرة التي اطلقها الشيخ همام سعيد بما يلزم من نقاش، وهذه مسألة مفهومة لسببين : أحدهم يتعلق بالخلافات التي عصفت بين الفرقاء لحظة وضع المبادرة على طاولة الحوار،والسبب الثاني التوقيت الذي خرجت فيه المبادرة حيث يبدو انها جاءت في سياق ملتبس يتعرض فيه الاسلام السياسي لهجمة تستهدف اضعافه واقصاءه لدرجة انه لم يعد لدى البعض اية رغبة في استقبال ذبذبات الاسلاميين مهما كانت مهمة او جذابة.
هذا لا يمنع بالطبع من الاشارة لما تضمنته المبادرة من نقاط ايجابية تتعلق بترسيم الادوار والوظائف والامتيازات والصلاحيات داخل الجماعة سواء على صعيد انتخاب المراقب العام من قبل القواعد او من يمثلها في الشعب ومجلس الشورى او على صعيد الفصل بين السلطات وتمكين الادراة القضائية من القيام بدورها بشكل مستقل او على صعيد حل المكتب التنفيذي واجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشورى والغاء شرط دفع الرسوم للراغبين في ممارسة حقهم الانتخابي ..وهذه كلها تمثل تحولا في ديناميكية الجماعة وفي خرائطها التنظيمية .
لا شك بان هذه التغيرات تشكل خطوة ضرورية لردم الهوة بين الاخوة داخل التنظيم خاصة بعد ان افرزت المرحلة الماضية (لونا) واحدا تمكن من افراد سيطرته على القرار وما نشأ عن ذلك من احتجاجات دفعت البعض الى البحث عن اطار تنظيمي اخر في موازاة حركة الجماعة كما دفعت اخرين الى التزام الحياد واعتزال المشاركة انتظارا للحظة التي تستعيد فيها الجماعة توازنها ، ليس بمنطق الصناديق فقط التي اصبحت نتائجها محسومة وانما بمنطق الشراكة العادلة التي يفترض ان يحتكم لها الجميع في مثل هذه الظروف والمراحل الانتقالية.
يخطئ البعض حين يتصورون بان الجماعة يجب ان تكون اكثر ديموقراطية من الدول التي تجذرت الديموقراطية فيها منذ قرون فالجماعة هي “بنت” ظروف معروفة وتخضع لمناخات سياسية لا تسمح لها احيانا بالوصول الى المثال والنموذج شأنها شأن معظم دولنا التي انحازت للتدرج في اصلاح اوضاعها وبالتالي فان من الظلم تحميل الحركة وحدها اثام الخلل والتقصير وربما الارتباك الذي ساهم فيه جميع من تقلدوا المواقع فيها في السابق والراهن واصابها كما اصاب غيرها من الحركات والمجتمعات ،لكن ذلك لا يمنع ابدا من مطالبة الحركة بابراز نموذجها وتجديد خطابها والتقدم نحو جمهورها بما يتناسب مع مطالبه وطموحاته في رؤية البديل الحقيقي لا مجرد النسخة الاخرى للسائد الذي يرفضه.
اعرف ان مبادرة المراقب العام لا تزال قيد النقاش وان البعض تحفظ عليها كما انه يمكن ان ينخفض سقف التوقعات حول قدرتها على لم شمل الجماعة او نيل اعجاب الاخرين وقد سمعنا للاسف العديد من الردود التي حاولت افشالها والتقليل من وزنها او اعتبارها جاءت في الوقت الضائع ، لكن مع ذلك لا يجوز ان يشعر القائمون على هذه المباردة بالاحباط او ان يتراجعوا عنها، فهي كما قلنا مجرد خطوة في الطريق الصحيح ويجب ان تلحقها خطوات اخرى على صعيد المصارحات والمصالحات بين كافة الفرقاء وعلى صعيد تجديد الخطاب وترسيم المشروع الوطني الجامع الذي يلتقي عليه الاسلاميون مع غيرهم من فئات المجمتع وقواه السياسية الفاعلة.
في الوقت الذي يتعرض فيه الاسلام كدين لاصعب الامتحانات واخطرها ويتعرض الاسلاميون ايضا لابشع محاولات الاستئصال والتشويه وصولا لاخراجهم من الملة الوطنية والدينية لابد ان تفكر الجماعة جديا في النزول من فوق الشجرة ،حتى وان كان صعودها مجرد تهمة، وذلك لكي توحد صفوفها وتحافظ على سلامة مسارها وتمد يدها لكل الخيرين الحريصين على بلدهم لتقوى بهم ويتقووا بها، لايهم هنا من يتنازل ولمصلحة من يتنازل، مادام ان الهدف واحد وما دام ان الخروج بسلامة من هذه المرحلة الصعبة هو مطلب الجميع.
(الدستور)
هذا لا يمنع بالطبع من الاشارة لما تضمنته المبادرة من نقاط ايجابية تتعلق بترسيم الادوار والوظائف والامتيازات والصلاحيات داخل الجماعة سواء على صعيد انتخاب المراقب العام من قبل القواعد او من يمثلها في الشعب ومجلس الشورى او على صعيد الفصل بين السلطات وتمكين الادراة القضائية من القيام بدورها بشكل مستقل او على صعيد حل المكتب التنفيذي واجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشورى والغاء شرط دفع الرسوم للراغبين في ممارسة حقهم الانتخابي ..وهذه كلها تمثل تحولا في ديناميكية الجماعة وفي خرائطها التنظيمية .
لا شك بان هذه التغيرات تشكل خطوة ضرورية لردم الهوة بين الاخوة داخل التنظيم خاصة بعد ان افرزت المرحلة الماضية (لونا) واحدا تمكن من افراد سيطرته على القرار وما نشأ عن ذلك من احتجاجات دفعت البعض الى البحث عن اطار تنظيمي اخر في موازاة حركة الجماعة كما دفعت اخرين الى التزام الحياد واعتزال المشاركة انتظارا للحظة التي تستعيد فيها الجماعة توازنها ، ليس بمنطق الصناديق فقط التي اصبحت نتائجها محسومة وانما بمنطق الشراكة العادلة التي يفترض ان يحتكم لها الجميع في مثل هذه الظروف والمراحل الانتقالية.
يخطئ البعض حين يتصورون بان الجماعة يجب ان تكون اكثر ديموقراطية من الدول التي تجذرت الديموقراطية فيها منذ قرون فالجماعة هي “بنت” ظروف معروفة وتخضع لمناخات سياسية لا تسمح لها احيانا بالوصول الى المثال والنموذج شأنها شأن معظم دولنا التي انحازت للتدرج في اصلاح اوضاعها وبالتالي فان من الظلم تحميل الحركة وحدها اثام الخلل والتقصير وربما الارتباك الذي ساهم فيه جميع من تقلدوا المواقع فيها في السابق والراهن واصابها كما اصاب غيرها من الحركات والمجتمعات ،لكن ذلك لا يمنع ابدا من مطالبة الحركة بابراز نموذجها وتجديد خطابها والتقدم نحو جمهورها بما يتناسب مع مطالبه وطموحاته في رؤية البديل الحقيقي لا مجرد النسخة الاخرى للسائد الذي يرفضه.
اعرف ان مبادرة المراقب العام لا تزال قيد النقاش وان البعض تحفظ عليها كما انه يمكن ان ينخفض سقف التوقعات حول قدرتها على لم شمل الجماعة او نيل اعجاب الاخرين وقد سمعنا للاسف العديد من الردود التي حاولت افشالها والتقليل من وزنها او اعتبارها جاءت في الوقت الضائع ، لكن مع ذلك لا يجوز ان يشعر القائمون على هذه المباردة بالاحباط او ان يتراجعوا عنها، فهي كما قلنا مجرد خطوة في الطريق الصحيح ويجب ان تلحقها خطوات اخرى على صعيد المصارحات والمصالحات بين كافة الفرقاء وعلى صعيد تجديد الخطاب وترسيم المشروع الوطني الجامع الذي يلتقي عليه الاسلاميون مع غيرهم من فئات المجمتع وقواه السياسية الفاعلة.
في الوقت الذي يتعرض فيه الاسلام كدين لاصعب الامتحانات واخطرها ويتعرض الاسلاميون ايضا لابشع محاولات الاستئصال والتشويه وصولا لاخراجهم من الملة الوطنية والدينية لابد ان تفكر الجماعة جديا في النزول من فوق الشجرة ،حتى وان كان صعودها مجرد تهمة، وذلك لكي توحد صفوفها وتحافظ على سلامة مسارها وتمد يدها لكل الخيرين الحريصين على بلدهم لتقوى بهم ويتقووا بها، لايهم هنا من يتنازل ولمصلحة من يتنازل، مادام ان الهدف واحد وما دام ان الخروج بسلامة من هذه المرحلة الصعبة هو مطلب الجميع.
(الدستور)