ذئاب تعوي بالعربية!!
خيري منصور
جو 24 : على الشاشة ذاتها وفي يوم واحد.. خبران أعقب أحدهما الآخر بلا فاصل أو استراحة، الخبر الأول أو بمعنى أدق مبتدأ الجملة العربية الفعلية أب اختطف ابنته ذات ثلاث السنوات من مطلقته، وجرب فيها كل ما سمعه أو شاهده من فنون التعذيب إطفاء السجائر في جلدها، والعض بأنياب ذئبية في كل أنحاء الجسد وأخيراً قتلها ثم رماها إلى حاوية القمامة..
والخبر الثاني هو رجل في الخمسين تزوج طفلة في الثامنة، ولم يخجل من ذلك أو يعتذر للبشرية كلها، بل قال: إن القوانين المتعلقة بالزواج في بلاده لا تحدد سناً معينة للأنثى، وتبعاً لهذا التصور فلا مانع لديه أن يتزوج من رضيعة!
قد يثرثر الكثيرون عن حقوق الإنسان ويتجاوزونها إلى حقوق الحيوان وقد يشتبكون حول القوانين والشرائع.. لكن هذا كله لم يستوقفني، فالمسألة أبعد من كل هذه السجالات؛ لأن جرائم متكررة من هذا النمط الذي تعف عنه البهائم تطرح سوالاً بحجم قارة حول ما انتهى إليه هذا الكائن الكهفي، وكأنه قفز برشاقة قرد من القرن العشرين قبل الميلاد إلى القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد كي يقول للعالم بأسره، إنّ هناك بشراً حققوا معجزة يحق لهم التفاخر بها وهي أنهم عاشوا وماتوا خارج التاريخ ولم تصل إليهم أية رسالة من رسول أو فيلسوف أو حكيم، وأن لديهم مصداتٍ تشبه مصدات الصواعق لكن لكل ما هو آدمي، فهم يلامسون الذهب فيتحول على الفور إلى قصدير يغطيه الصدأ، وما أن يقتربوا من شجرة حتى تتحول إلى فحم ولو كانوا وحدهم على هذا الكوكب لما أشرقت الشمس وأمطرت السماء، لكنّ هناك بشراً غيرهم جديرين بالحياة.
والجريمتان اللتان اقتسمتا شاشة واحدة ليستا استثناءً أو شذوذاً إنهما مجرد عينة من نسيج فاسد أو من خشب أفرز السوس من أحشائه حتى تحول إلى هباء!
كيف يمكن لرجل في الخمسين أن يتزوج من طفلة في الثامنة دون أن يشعر بأنها ابنته أو حتى حفيدته؟ وأي اغتصاب هذا الذي يمارسه بساديِةِ غير مسبوقة حتى في الغابات والكهوف؟
إن ما ينشر من هذه الفضائح بكل المعايير الأخلاقية والقانونية والإنسانية ليس المشهد كله، فهناك وراء الأكمات ما لا يمكن الجهر به لفداحته وفظاعته، ولكي يقدم على الشاشات يجب أن يسبقه تحذير صحي، هو تهيئة أدوية بالقرب من المشاهد كي يوقف الغثيان والتقيؤ ونزيف الدماغ!
أين وُلِدَ هؤلاء وفي أية مستنقعات أو جحور؟ وماذا رضعوا؟ وإن كان لربيع كوندليزا وخريف العرب من بُعدٍ إيجابي وحيد فهو خروج هذه الكائنات من الجحور، فهل تستبدل ذات يوم المبيدات الحشرية بمبيدات بشرية؟
(الدستور)
والخبر الثاني هو رجل في الخمسين تزوج طفلة في الثامنة، ولم يخجل من ذلك أو يعتذر للبشرية كلها، بل قال: إن القوانين المتعلقة بالزواج في بلاده لا تحدد سناً معينة للأنثى، وتبعاً لهذا التصور فلا مانع لديه أن يتزوج من رضيعة!
قد يثرثر الكثيرون عن حقوق الإنسان ويتجاوزونها إلى حقوق الحيوان وقد يشتبكون حول القوانين والشرائع.. لكن هذا كله لم يستوقفني، فالمسألة أبعد من كل هذه السجالات؛ لأن جرائم متكررة من هذا النمط الذي تعف عنه البهائم تطرح سوالاً بحجم قارة حول ما انتهى إليه هذا الكائن الكهفي، وكأنه قفز برشاقة قرد من القرن العشرين قبل الميلاد إلى القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد كي يقول للعالم بأسره، إنّ هناك بشراً حققوا معجزة يحق لهم التفاخر بها وهي أنهم عاشوا وماتوا خارج التاريخ ولم تصل إليهم أية رسالة من رسول أو فيلسوف أو حكيم، وأن لديهم مصداتٍ تشبه مصدات الصواعق لكن لكل ما هو آدمي، فهم يلامسون الذهب فيتحول على الفور إلى قصدير يغطيه الصدأ، وما أن يقتربوا من شجرة حتى تتحول إلى فحم ولو كانوا وحدهم على هذا الكوكب لما أشرقت الشمس وأمطرت السماء، لكنّ هناك بشراً غيرهم جديرين بالحياة.
والجريمتان اللتان اقتسمتا شاشة واحدة ليستا استثناءً أو شذوذاً إنهما مجرد عينة من نسيج فاسد أو من خشب أفرز السوس من أحشائه حتى تحول إلى هباء!
كيف يمكن لرجل في الخمسين أن يتزوج من طفلة في الثامنة دون أن يشعر بأنها ابنته أو حتى حفيدته؟ وأي اغتصاب هذا الذي يمارسه بساديِةِ غير مسبوقة حتى في الغابات والكهوف؟
إن ما ينشر من هذه الفضائح بكل المعايير الأخلاقية والقانونية والإنسانية ليس المشهد كله، فهناك وراء الأكمات ما لا يمكن الجهر به لفداحته وفظاعته، ولكي يقدم على الشاشات يجب أن يسبقه تحذير صحي، هو تهيئة أدوية بالقرب من المشاهد كي يوقف الغثيان والتقيؤ ونزيف الدماغ!
أين وُلِدَ هؤلاء وفي أية مستنقعات أو جحور؟ وماذا رضعوا؟ وإن كان لربيع كوندليزا وخريف العرب من بُعدٍ إيجابي وحيد فهو خروج هذه الكائنات من الجحور، فهل تستبدل ذات يوم المبيدات الحشرية بمبيدات بشرية؟
(الدستور)