jo24_banner
jo24_banner

السفير يحذر.. والاستيطان يضرب التحذير عرض الحائط.. فما نحن فاعلون!!

السفير يحذر.. والاستيطان يضرب التحذير عرض الحائط.. فما نحن فاعلون!!
جو 24 :

تامر خرمه- الأردن الرسمي تأبّط موقفاً بعد طول سبات. "كم لبثنا" يتساءل المتابع في قرارة نفسه متوهّماً أنّه بعث في مرحلة جديدة، يتناول فيها المسؤولون كبد السباع وجبة للإفطار.

وليد عبيدات، سفير الأردن في تلّ أبيب، "حذّر اسرائيل" (لاحظ المفردة التي استخدمتها وسائل الإعلام العالميّة) من استمرار البناء الاستيطاني، ومن أيّة محاولات لتغيير الوضع الديني في الحرم القدسي، ملوّحا بأن هذا سيعرّض اتفاقيّة وادي عربة لـ "الخطر".. لا شكّ انه موقف نقدّره ونؤيّده وندعمه.

صحيح أن هذا "التحذير" جاء خلال احتفال السفير بمرور عشرين خريفاً على إبرام تلك المعاهدة المشؤومة، والتي تواصل "اسرائيل" انتهاكها بالمناسبة، ولكن في نهاية الأمر "حذّر" السفير.. فهل تتوخّى تل أبيب الحذر؟

الردّ الصهيوني جاء سريعا، حيث تمّ الإعلان عن قرار بمناقشة بناء ألف وحدة استيطانيّة جديدة، يوم الأربعاء المقبل، في ذات الوقت الذي تستمرّ فيه الانتهاكات ضدّ المدينة المقدّسة. الأردن الرسمي أصدر الموقف (واللّي كان كان) فهل تأخذه العزّة بهذا "الإثم" الجميل الذي نحبّ؟

لم لا نضع هذه المواجهة في موجز السياق التاريخي.. قبل عشرين سنة أبرم الأردن معاهدة الشؤم مع عدوّ عنصريّ توسّعيّ، واعداً الناس بأن هذه المعاهدة ستجلب لهم "المنّ والسلوى" وتنزل عليهم "مائدة" فيها ما لذّ وطاب من خيرات الفضاء.. الشعب الأردني مازال ينتظر، عشرين عاماً وهو "يحترف الحزن والانتظار"، ماذا كانت النتيجة ؟

انتهاكات مستمرّة لهذه المعاهدة غير المنصفة أساساً، الانتهاكات "الاسرائيليّة" كانت متنوّعة للغاية، فقد شملت المياه، والمقدّسات، والسيادة. تذكرون المياه العادمة التي شربها الأردنيّون بفضل "أبناء العم" ؟ وتذكرون محاولة اغتيال القائد الحمساوي خالد مشعل على الأرض الأردنيّة ؟ والحرائق المفتعلة التي أنهكت مزارعي الأغوار، وفي الأمس القريب اكتشفنا أجهزة التنصّت التي أعلن الجيش عن وجودها في هرقلة عجلون وغيرها.. وما إلى ذلك من انتهاكات لا يمكن حصرها هنا.

ما تبقّى لكم ؟ هل بقي ما يبرّر الحفاظ على هذه المعاهدة ؟! المهمّ.. الأردن الرسمي أصدر موقفه اليوم.. لقد صدر التحذير.. تكبير !

بالطبع يمتلك الأردن كافّة المبرّرات التي تحتاجها الدبلوماسيّة لإلغاء معاهدة وادي عربة. لا نتحدّث هنا عن خرق العدو لهذه المعاهدة فحسب، ولا فقط عن احتقار الرأي العام الدولي للجرائم التي اقترفتها "اسرائيل" في غزّة، والتي لا يحتاج معها أيّ قرار تصعيديّ للتبرير، ولكن لنتوقّف أمام معطيات المحطّة الأخيرة التي بنى عليها الرسميّون موقفهم: الاستيطان، والحرم المقدسي.

الملك عبدالله الثاني هو خادم الحرم المقدسي، وفقا للاتفاقيّة المبرمة مع السلطة الفلسطينيّة، جميل.. "اسرائيل" تواصل انتهاكاتها ضدّ الحرم في ظلّ دعوات مستعرة لهدمه، "دواعش" الصهيونيّة اعتدت بشكل مباشر على عهدة الملك، ولم تتحرّك طائرات سلاح الجوّ كما تحرّكت لمحاربة "دواعش" البغدادي على الأراضي السوريّة، فهل يتمسّك الأردن الرسمي بتحذيره، ويقوم (انطلاقا من أضعف الإيمان) بإلغاء معاهدة وادي عربة ردّا على هذا الاعتداء؟

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير