عين العرب وأصل الأكراد!
خيري منصور
جو 24 : ضمن حملة التثقيف الجغرافي للعرب والتي يتولاها الاستشراق العسكري من خلال الناتو سمع الناس بقرية اسمها عين العرب لكن أهلها من الأكراد، وقد استوقفني هذا الاسم للقرية رغم أنها تحمل اسماً آخر هو كوباني، فقمت بجولة سريعة في المكتبة لأفاجأ بكتاب صدر قبل عام لارشال بولاديان وهو سفير جمهورية أرمينيا لدى سورية سابقاً وسفيرها في عمان منذ كانون الأول عام 2011، والكتاب حول أصل الأكراد، وهو بحث تاريخي يتقصى جذور الكرد في التاريخ عبر مختلف مراحله. ويستشهد بمؤرخين من العرب أمثال ابن الأنير والطبري وآخرين، إضافة إلى مستشرقين منهم فولدكه وباتولد ومينورسكي ليتوصل بعد ذلك إلى أن هناك آراء تقول بأن الأكراد هم قبائل عربية وينسبون إلى كرد بن عمر بن عامر كما قال شاعر عربي مجهول:
(لعمرك ما كرد من أبناء فارس ولكنه كرد بن عمر بن عامر)
أما المصدر الآخر المعلوم فهو ما قاله المؤرخ ابن دريد في القرن التاسع الميلادي وهو أن جد الكرد هو كرد بن مرة بن عمر با عامر، ويضيف مؤلف الكتاب أن هناك مراجع تاريخية منها ما كتبه ابن الجواني والأرقطي تقول بأن الأكراد ينحدرون من سلالة عربية وبالتحديد من قبيلة قيس، ولأنه من الصعب اختزال الكتاب في مقالة لأن فيه من المعلومات التاريخية ما يستدعي قراءته فإن المفارقة التي استوقفتني في هذه الآونة بالذات هي اسم القرية الكردية، وهو عين العرب وبهذا المعنى تكون عين العرب في مرمى رصاص وسكاكين داعش، بحيث لو احتلت واستبيحت شأن ما حدث في شمال العراق وإلى حد ما في إحدى القرى اللبنانية وهي عرسال فإن العربي سيصبح أعور..
وبعيداً عن تحديد الأصول لأي شعب في العالم نقول بأن البشر كلهم أبناء آدم، وتبعاً لما يقوله علماء الانثربولوجيا فإن السكان الأصليين في هذا الكوكب هم كائنات غير آدمية لأن تاريخ الإنسانية هو تاريخ الهجرات والتلاقح فالجغرافيا بهذا المعنى هي تاريخ أصابه التخثر فتحول إلى تضاريس.
لي أصدقاء أكراد منهم ساسة وفنانون وشعراء، ولم يدر بيننا ذات يوم حوار حول كونهم عرباً أو من أي جنس آخر، لكن أحدهم قال لي ذات حوار أخشى على الفلسطينيين من التكريد فأجبته مازحاً وأنا أخشى على الأكراد من «الفلسطنة».. وانتهى الأمر عند هذه الدعابة التي لا تخلو من مرارة. لكن كتاب السفير يستحق وقفة أطول، ومقاربات تاريخية لا يتسع لها المقام، فأطروحته لا تخلو من إثارة فالرجل عمل سفيراً لبلاده في عدة عواصم عربية وحصل على شهادة الدكتوراة في التاريخ وحصراً في المصادر العربية للقرون الوسطى لدى معهد الاستشراق في سان بطرسبرغ وهذا ما يعطي أطروحته أهمية تستحق المراجعة والحوار.
الدستور
(لعمرك ما كرد من أبناء فارس ولكنه كرد بن عمر بن عامر)
أما المصدر الآخر المعلوم فهو ما قاله المؤرخ ابن دريد في القرن التاسع الميلادي وهو أن جد الكرد هو كرد بن مرة بن عمر با عامر، ويضيف مؤلف الكتاب أن هناك مراجع تاريخية منها ما كتبه ابن الجواني والأرقطي تقول بأن الأكراد ينحدرون من سلالة عربية وبالتحديد من قبيلة قيس، ولأنه من الصعب اختزال الكتاب في مقالة لأن فيه من المعلومات التاريخية ما يستدعي قراءته فإن المفارقة التي استوقفتني في هذه الآونة بالذات هي اسم القرية الكردية، وهو عين العرب وبهذا المعنى تكون عين العرب في مرمى رصاص وسكاكين داعش، بحيث لو احتلت واستبيحت شأن ما حدث في شمال العراق وإلى حد ما في إحدى القرى اللبنانية وهي عرسال فإن العربي سيصبح أعور..
وبعيداً عن تحديد الأصول لأي شعب في العالم نقول بأن البشر كلهم أبناء آدم، وتبعاً لما يقوله علماء الانثربولوجيا فإن السكان الأصليين في هذا الكوكب هم كائنات غير آدمية لأن تاريخ الإنسانية هو تاريخ الهجرات والتلاقح فالجغرافيا بهذا المعنى هي تاريخ أصابه التخثر فتحول إلى تضاريس.
لي أصدقاء أكراد منهم ساسة وفنانون وشعراء، ولم يدر بيننا ذات يوم حوار حول كونهم عرباً أو من أي جنس آخر، لكن أحدهم قال لي ذات حوار أخشى على الفلسطينيين من التكريد فأجبته مازحاً وأنا أخشى على الأكراد من «الفلسطنة».. وانتهى الأمر عند هذه الدعابة التي لا تخلو من مرارة. لكن كتاب السفير يستحق وقفة أطول، ومقاربات تاريخية لا يتسع لها المقام، فأطروحته لا تخلو من إثارة فالرجل عمل سفيراً لبلاده في عدة عواصم عربية وحصل على شهادة الدكتوراة في التاريخ وحصراً في المصادر العربية للقرون الوسطى لدى معهد الاستشراق في سان بطرسبرغ وهذا ما يعطي أطروحته أهمية تستحق المراجعة والحوار.
الدستور