يا خسارة!
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : كما ان «للجعابير» موسما ..وللعكّوب موسما..و»للمقدوس» موسما...فإن للمشاجرات الجامعية موسما هي الأخرى...وقد بدأ...
**
مجرّد ان تكتب أول حرفين من كلمة «مشاجرة..م..ش» حتى تطلع الاقتراحات التالية من جيب العم جوجل: « مشاري العفاسي .. مشاجرة اليرموك..مشاجرة حي التركمان..مشاجرة الزرقاء الأهلية..مشاجرة شارع السعادة..مشاجرة جناعة...مشاجرة جامعة الحسين الخ»...صار لدينا فروع للمشاجرات في المحافظات أكثر من فروع ماكدونالدز نفسه...
في نظرة سريعة لتواريخ الهوشات الجامعية التي حصلت في السنوات السابقة نجد ان معظمها بدأ في شهر تشرين الأول وانتهت تقريباً في شهر نيسان...لماذا شهر تشرين ولماذا نيسان؟ في تشرين: يكون الطالب انتهى من عملية التسجيل والسحب والإضافة و»اخذ على الجو» قليلاً ليتفرّغ لممارسة رياضته الروحية التي اعتاد عليها منذ الصغر «المراجدة»..وفي نيسان يخف منسوب الهوشات استعداداً «للفاينال» ، لا سيما بعد ان تقام الهوشة النهائية بين المتأهلين للفصل الثاني من دوري «المفاصيل» حيث يقوم هؤلاء بتفريغ كل عقدهم الاجتماعية في الإنسان والمكان.
محزن الى حد الشفقة الصور التي شاهدتها من امام الجامعة الأردنية أول أمس..الشوارع التي تعب عمال النظافة في الصباح الباكر بكنسها وعمال الامانة بتزيينها والعناية بشجرها يقوم «طلاب العلم» بزرعها آخر النهار بالحجارة و»الدبش» وقطع الطوب..السيارة التي أودعها صاحبها وغادر إلى عمله...يحطم زجاجها بـ»ماسورة» دون سبب يذكر..زجاج النوافذ، أضوية الممرات، أبواب القاعات، قوارير الورد ...تصبح فجأة في قائمة أعداء الطالب المتشاجر يرغب بالانتقام منها وتشقيفها على الطريقة «الدونكيشوتية»..
يا خسارة الزغاريت...يا خسارة الكنافة الخشنة والالعاب النارية والزوامير وطلب القبول الموحد..يا خسارة «نقوط النجاح»...اذا تاليها «مزراب فشل»...
يا خسارة السمعة «الجامعية» التي كنّا نباهي فيها كل العالم ...وصرنا نخجل فيها امام أنفسنا....
يا خسارة !.
الرأي
**
مجرّد ان تكتب أول حرفين من كلمة «مشاجرة..م..ش» حتى تطلع الاقتراحات التالية من جيب العم جوجل: « مشاري العفاسي .. مشاجرة اليرموك..مشاجرة حي التركمان..مشاجرة الزرقاء الأهلية..مشاجرة شارع السعادة..مشاجرة جناعة...مشاجرة جامعة الحسين الخ»...صار لدينا فروع للمشاجرات في المحافظات أكثر من فروع ماكدونالدز نفسه...
في نظرة سريعة لتواريخ الهوشات الجامعية التي حصلت في السنوات السابقة نجد ان معظمها بدأ في شهر تشرين الأول وانتهت تقريباً في شهر نيسان...لماذا شهر تشرين ولماذا نيسان؟ في تشرين: يكون الطالب انتهى من عملية التسجيل والسحب والإضافة و»اخذ على الجو» قليلاً ليتفرّغ لممارسة رياضته الروحية التي اعتاد عليها منذ الصغر «المراجدة»..وفي نيسان يخف منسوب الهوشات استعداداً «للفاينال» ، لا سيما بعد ان تقام الهوشة النهائية بين المتأهلين للفصل الثاني من دوري «المفاصيل» حيث يقوم هؤلاء بتفريغ كل عقدهم الاجتماعية في الإنسان والمكان.
محزن الى حد الشفقة الصور التي شاهدتها من امام الجامعة الأردنية أول أمس..الشوارع التي تعب عمال النظافة في الصباح الباكر بكنسها وعمال الامانة بتزيينها والعناية بشجرها يقوم «طلاب العلم» بزرعها آخر النهار بالحجارة و»الدبش» وقطع الطوب..السيارة التي أودعها صاحبها وغادر إلى عمله...يحطم زجاجها بـ»ماسورة» دون سبب يذكر..زجاج النوافذ، أضوية الممرات، أبواب القاعات، قوارير الورد ...تصبح فجأة في قائمة أعداء الطالب المتشاجر يرغب بالانتقام منها وتشقيفها على الطريقة «الدونكيشوتية»..
يا خسارة الزغاريت...يا خسارة الكنافة الخشنة والالعاب النارية والزوامير وطلب القبول الموحد..يا خسارة «نقوط النجاح»...اذا تاليها «مزراب فشل»...
يا خسارة السمعة «الجامعية» التي كنّا نباهي فيها كل العالم ...وصرنا نخجل فيها امام أنفسنا....
يا خسارة !.
الرأي