2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

رسالة الى الشيعة : نحن لم نقتل «الحسين»..!!

حسين الرواشدة
جو 24 : حان الوقت لكي نقول لاخواننا الشيعة الذين يهتفون في عاشوراء كل عام : «وآحسيناه « لتذكيرنا بان «خزان « المظلمومية لديهم ما زال ممتلئا ولم يتسرب منه اي شيء : يا اشقاءنا في الدين الواحد نحن لم نقتل الحسين رضي الله عنه، ولم نصنع كربلاء، الحسين يا سادة لم يكن شيعيا، فهو حفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وللامة كلها - سنة وشيعة - كما للانسانية ايضا نصيب فيه، نحن نحب آل البيت الاطهار كما تحبونهم تماما، وكل ما حدث قبل نحو1300 عام هو جزء من تاريخ مضى، لسنا مسؤولين عنه، ولا يجوز ان نتحمل آثامه او ان نستعيد كوارثه، ومن غير المعقول - لا دينيا ولا سياسيا - ان تتحول هذه المناسبة الى مواسم لتفريغ الاحباطات التاريخية، او لنكء الجراحات والعصبيات، او للدعوة - مجددا - الى نبش القبور والتقرب الى الله بشتم «الاخوة» واخراجهم من الملة، ثم قتلهم او حرقهم او تقطيع رؤوسهم ، نحن جميعا سنخسر، فهل يستقيم ما يفعله بعضكم وما يفعله بعضنا مع الدين الذي نتفق عليه، ومع تعاليم النبي الذي نؤمن به، ومع محبتنا لعترة المصطفى التي نحترمها على الدوام؟!.
ادرك تماما ان مثل هذه الدعوة ستذوب وسط ضجيج الحروب والصراعات التي تشتعل اليوم داخل اطار الدين الواحد ، واعرف ان بعض اخواننا على الطرفين - السنة والشيعة - سيردون بان « القطار قد فات « او بأن « الفأس وقعت في الرأس» ، لكنني لا اشعر ابدا بالاحباط، فلدي يقين تام بان الحكماء في المذهبين غير راضين عما يحدث، وانهم سيتحركون في لحظة ما لتطويق هذه الحرائق ووقف نزيف الدم، لكن متى ؟ لا ادري بالطبع لكن ما اتمناه ان لا يتأخروا طويلا، وان يقولوا بصوت واحد : كفى للقتل وللدماء البريئة التي سالت من الطرفين، كفى للجنون الذي دمر كل شيء، ورفقا بهذه الشعوب التي التي تدفع ضريبة الصراع على السلطة، وتذبح باسم الله، وتتحول الى وقود مذهبية لحروب خاسرة لا يكسب فيها الا اعداء امتنا الواحدة.
ثمة من يسأل اليوم : من يشعر اكثر بالمظلومية : السنة ام الشيعة؟ هذا بالطبع سؤال مخجل، ليس لان اقدام الجميع ( سنة وشيعة ) تحت «الفلكة»، وانما ايضا لان الدين الذي يؤمنون به اصبح للاسف بسبب جهالاتهم مهددا بالتشويه والازدراء، ولانهم كمسلمين تحولوا الى ملطشة على يد بعضهم البعض او على يد خصومهم والمتربصين بهم ،وهو مخجل ايضا لان «سلالة المظلومين» التي يتزاحمون على احيائها والنفخ في رماد تاريخها الغابر، بدل ان تنتصر لنفسها من جلاديها و « ظلامها» - وما اكثرهم - استسهلت قتل نفسها بنفسها، وانتقمت من بعضها ببعضها، ودمرت بيتها بيديها وايدي الكارهين لها .
ان محنة كربلاء التي مضت وكان طرفا الصراع فيها من داخل الدائرة الاسلامية، على اهمية ما فيها من رمزية، اقل وطأة من «كربلائنا» المعاصرة ، فكربلاؤنا اليوم جاءت في لحظة تاريخية تطاردنا فيها لعنة التصفية والاحتلال والقمع والتقسيم، وكربلاؤنا اليوم تدورعلى جبهات متشابكة : فهي حرب اهلية داخل الاسلام كدين، وبين المسلمين كأمة واحدة، وقودها الطائفة والمذهب، وضحاياها موزعون على كل ما نعرفه من هويات واسماء، كما انها حرب بيننا وبين اعدائنا - على اختلاف مصالحهم، وهي حرب استدرجنا اليها، ولا نعرف ما نريده منها، فهل بوسعنا ان نذكّر اخواننا السنة والشيعة بان المواجهة التي نتعلمها من كربلاء بين الحق والباطل تفترض تجاوز البكائيات والاصرار على الوحدة، وتتطلب وقف المحاسبات التاريخية والالتقاء على المشتركات والمصالح - وما اكثرها - ، وتقتضي اخراج آل البيت من دائرة الصراع الى دائرة الائتلاف، فالامة كلها كما قلنا تُجمع على حب رسول الله عليه الصلاة والسلام وحب آل بيته الطاهرين، وعاشوراء مقدسة عند المسلمين قبل استشهاد الحسين رضي الله عنه، فهي في الذاكرة الاسلامية ترتبط برمزين احدهما سقوط الطغاة وانتصار الدم على السيف والتضحية من اجل المبدأ والكرامة والهدف، والآخر انتصار الحق ونجاة اصحابه والاعتماد على الله تعالى في دحر الغزاة والظالمين، وهي - بهذا المعنى - مناسبة للعمل والبناء والوحدة ، لا للحزن والهدم والشرذمة.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير