Jo24 تنشر النص الكامل لحوارها مع العين فيصل الفايز
*لا حديث عن صلاحيات الملك قبل تكريس ثقافة ديمقراطية وحياة حزبية وممارسة سياسية حقيقية وتداول سلمي للسلطة بين الاحزاب السياسية، عندها فقط يمكن الحديث عن صلاحيات الملك.
* أخشى من الفقر والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية.
* يجب ان تعرف دول المنطقة أن الأردن هو صمام امانها جميعا؛ لموقعه الجيوسياسي وقدراته وامكاناته العسكرية.
* الحرب التي تجري في المنطقة هي حربنا وانا مع التحالف ولست مع التدخل البري اطلاقا.
* الخطر من داعش ليس خارجيا.. اخشى من عمل داخلي يهز البلد.
* الأمن أهم من الخبز.
* قلبي على النظام والملك ووطني.
* عهد الليبراليين انتهى إلى غير رجعة.
* الشعب الاردني لاقيني ولا تغديني.
* أنا ضد أن يتهم المسؤول ويحاكم ويدان في الشارع.. القضاء يجب ان يأخذ مجراه.
* يزعجني الفساد الاداري ولا يوجد توريث سياسي في عهد الملك عبدالله.
* نظامنا السياسي متسامح.. والملك بين شعبه.
* الواسطة والمحسوبية باتتا ظاهرتين طاغيتين في المجتمع وتحولتا الى ثقافة سائدة.
* الاصلاح السياسي تطالب به النخب.
* أؤمن بتدرج الاصلاح.
اجرى الحوار باسل العكور - يتمتع رجال السياسة عادة بشخصيات مركبة ، وعلى هؤلاء ان يبذلوا جهدا كبيرا لينالوا القبول والرضا ،قبول الناس ورضا اصحاب القرار ، وعليهم ان يمروا باختبارات كثيرة حتى يطمئن لهم الجمهور ويتأكدوا من احكامهم وانطباعاتهم عنهم. في المقابل تعتبر البساطة والعفوية سمتان ان اجتمعتا في انسان احبه الناس وقبلوا منه كل شئ ، فان اصاب فرحوا وان اخطأ غفروا وتجاوزوا .صحيح ان هناك طريقا مختصرة لكل شئ وهناك اناس يتقنون منعرجاتها ويستطيعون ان يسلكوا دروبها الوعرة وصولا الى اهدافهم دون عناء . ولكن هناك حالات خاصة تدخلك نظريا في الحائط ، فكيف تكون الشخصية بسيطة وعفوية وتتصرف بسليقتها وبنفس الوقت تتحرك بسرعة ، تسلك تلك الطرق المختصرة ، وتصل بايقاع منتظم الى اهدافها وغاياتها دون ان تحدث اي جلبة حولها ؟! انها معادلة مستحيلة استطاع العين فيصل الفايز ان يفك شيفرتها ويثبت ان هناك دائما قدرا ضروريا من العفوية والبساطة يؤهلانك في حالتنا لاختصار المسافات وحرق المراحل والتربع في المراكز المتقدمة .
من ملحق في وزارة الخارجية الى التشريفات الملكية ثم وزارة البلاط ورئاسة الديوان وصولا الى رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب و الان العينية ، الفايز - وهو شيخ مشايخ قبيلة بني صخر وهي الحاضنة الصلبة التي استند عليها وما زال والمحسوب على تيار المحافظين - تنقل من مركز الى آخر وصعد السلم بشكل متدرج واحيانا استثنائي وبالمحصلة اصبح شخصية مفتاحية مقربة متنفذة ومرشحة للمنافسة على هذه المراكز وعلى غيرها ايضا ..
الفايز - رجل الدولة الذي ستبدأ به jo24 حواراتها مع كبار الساسة في بلادنا - لازم الملك لفترات طويلة ، وعرف بالضبط ما يسعده وما يزعجه ، وبات ينظر الى كل المجريات بعين الملك ويمررها على فهمه لما يظن انه يقبله ويرفضه، وبذلك استطاع ان يتساوق مع ما يعتقد انه ينسجم مع التصورات والرؤى التي يختارها الملك ويقررها في ادارة شؤون البلاد . هو حذر للغاية من هذه الزاوية ويعرف بالضبط ما عليه قوله وفعله .
الملك قوي داخليا وخارجيا
استهل العين فيصل الفايز حديثه ل jo24 بالقول ان الملك قوي خارجيا وداخليا قبل الربيع العربي وبعده ، وانه قادر على الفعل والتآثير اقليميا بشكل كبير وخاصة ان الاردن استطاع ان يتجاوز الربيع بقدر معقول من الاصلاحات دون اي اضطرابات واشكالات امنية تذكر .
واضاف الفايز ان الملك هو صمام امان لدول المنطقة وان الاستثمار في الاردن هو استثمار في امن دول المنطقة ومن بينها دول الخليج العربي ، وذلك لامكانات الاردن الامنية اولا وكذلك لموقعه الجيوسياسي ثانيا .
هناك تهديدات للاردن ، والحرب في الاقليم هي حربنا
"نعم يقلقني موضوع داعش" بهذه الكلمات استهل الفايز اجابته على سؤال الموقف من تدخل الاردن في الحرب ضد داعش في العراق والشام ، واضاف " الحرب في الاقليم هي حربنا ، داعش هددت الاردن مرارا وتكرارا ، ونحن لا بد ان نحمي انفسنا ، لا ضير بالانضمام الى التحالف الدولي ، ولكنني لست مع التدخل بريا في الحرب على داعش"
الفايز حذر من ان الخطر ليس بالضرورة ان يأتينا من الخارج وقال"اخشى من عمل داخلي يهز الوضع بالبلد " ولكنه استدرك قائلا" جاهزية اجهزتنا الامنية عالية ، وامننا قادر على حماية حدودنا والتصدي لاي خطر يتهدد امننا الداخلي" ، واستأنف الفايز حديثه قائلا "الامن اهم من الخبز وعلينا ان نتأمل قليلا ونتعلم من تجارب الاخرين" .
مشكلتنا اقتصادية والاصلاح السياسي مطلب النخب
الفايز قال ان الغالبية العظمى من الاردنيين يشغلهم الهم الاقتصادي اولا وموضوع المطالبات بالاصلاحات السياسية هو نخبوي بامتياز، وافاد ان اولويتنا في الاردن اليوم هو حل ازمتنا الاقتصادية .
اما عن الاصلاح السياسي فبين الفايز انه يؤمن بالاصلاح المتدرج "لا يجوز ان نسلق الامور "، و قال انه لا يجوز القفز للحديث عن صلاحيات الملك دون المرور في مراحل تسبق المس بصلاحيات الملك .
وتحدث الفايز عن اوراق الملك النقاشية وقال انها تحدد مستقبل الاصلاح السياسي في الاردن وشكله ومراحله . واكد الفايز ان هناك خطوات اصلاحية قد تحققت على المدى القصير وعلينا على المدى المتوسط ان نركز على تفعيل الحياة الحزبية وصولا على المدى البعيد للحكومات البرلمانية وهذه وصفة ناجعة للوصول الى الاصلاح السياسي في البلد دون السقوط في الفوضى والاضطرابات والاشكالات الامنية . الوصول الى الاصلاح يحتاج لسنوات من العمل والاجتهاد والاخلاص للوطن والملك ..
واستطرد قائلا: نظامنا متسامح والملك يقضي وقته بين شعبه ،هناك اخطاء وتجاوزات ولكننا مقارنة مع الاخرين بالف خير ،قلبي على النظام والملك ووطني ، نريد ان يكون الملك مرتاحا و راضيا عما يجري في بلده ، ازمتنا مرة اخرى اقتصادية لا بد ان نتغلب على الفقر والبطالة وهما اللذان يفرخان الازمات والتطرف ".
العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية هدفان لا بد من تحقيقهما فورا
" تفشي الواسطة في مجتمعنا عقبة كأداء لا بد ان نتخلص منها ، ولن نصل الى العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية المتكافئة وسيادة القانون دون تذليل هذه العقبة " هذا ما قاله الفايز في رد على سؤال الاولويات ، واضاف ان الواسطة باتت ثقافة سائدة وعلينا ان نتخلص منها لضمان الانتقال الى دولة مدنية تتحقق فيها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص .
واضاف لا بد ان نحافظ على الوطن وعلى بناه ومؤسساته وبغير ذلك فاننا امام خلل بنيوي قد يلحق بدولتنا اضرارا بالغة ..
على رئيس الوزراء ان يتواصل مع الناس بشكل مباشر ويتسع صدره للنقد
الفايز عزا فجوة الثقة بين الحكومة والشعب لعدم اهتمام بعض رؤساء الوزراء بالتواصل المباشر مع الناس والاستماع لهم ولمشاكلهم ومطالبهم، قائلا "الشعب الاردني لاقيني ولا تغديني" ،"على الرئيس ان ينزل الى الميدان ويحتك بالناس ويستمع لهم دون الحاجة لوسطاء وتقارير قد ينقصها الكثير من التفاصيل والحيثيات المهمة والحاسمة "..واضاف "على الرئيس ان يوسع صدره ، وان يتحمل النقد ولا ان يتحسس من ردود الفعل والاختلاف في الرأي ".." نحن بحاجة للاهتمام بهذه المسائل حتى نجّسر الفجوة ونعيد بناء الثقة بالحكومة ومؤسساتها المختلفة.
اما عن الصراع بين التيارات السياسية التي تتداور السلطة قال الفايز " عهد الليبراليين انتهى الى غير رجعة ، ونحن بالاردن مجتمعات محافظة وتقليدية وهذه المجتمعات تريد رئيس وزراء يعرف لغة التواصل مع الناس وقريب من همومهم ،وفي ضوء هذه المعادلة لمح الفايز الى ان الصراع مع الليبرالية المتوحشة حُسم وعادت الامور الى سابق عهدها ".
لا يجوز ان يتهم السياسي ويحاكم ويدان بالشارع
الفايز لم يخف قلقه من " استمرار الشائعات والاتهامات بالفساد التي تطال رجالات الدولة بشكل جزافي "، وقال "هناك مبالغات بموضوع الفساد ، وانا ضد ان يتهم السياسي ويحاكم ويدان بالشارع ، هذا لا يجوز ،يجب ان يأخذ القضاء مجراه دون اي ضغوطات".
وبين الفايز ان الملك مهتم شخصيا بهذا الموضوع ، وكان له الفضل في الايعاز للجهات المعنية بملاحقة الفاسدين وزج بعضهم في السجون ، ولكنه استطرد قائلا " المبالغة في هذا الموضوع تتسبب في هروب المستثمرين والإضرار باقتصاد البلد ".
اسعد لحظات حياتي عندما اساعد المحتاجين وافرج كرباتهم
الفايز لم يقل الكثير عن نفسه وظل طوال الوقت يتحدث في الشأن العام ، الا انه و دون ان يتطلب ذلك مقدمات تحفيزية شرع في الحديث عن مصادر سعادته ،قائلا " اسعد لحظات حياتي عندما اخدم الناس و اساهم في حل مشكلاتهم وقضاء حوائجهم وتفريج كرباتهم واجلاء محنهم " ..