تحديث الوأد وعَصْرنة الرّق !
خيري منصور
جو 24 : رغم ان فوكوياما اشتهر بكتابه عن النظام العالمي الجديد والذي كانت نواته مقالة كتبت في اعقاب سقوط سور برلين الا ان هذا الامريكي من اصل ياباني كتب ما هو أهم في مجال القانون وعن المرأة او ما سماه تأنيث المستقبل لكن التاريخ خيّب رهانه، فالمرأة الان عادت لتتصدر قائمة الضحايا وما كان وأدا عضويا أصبح وأدا معنويا، ففي الولايات المتحدة تعاني النساء من عنف الذكورة، وهناك احصاءات صادمة عن عدد النساء اللواتي يتعرّضن للضرب من الازواج، اما في العالم الثالث فإن الف ليلة وليلة تعود بطبعة جديدة ومنقّحة، وأصبح لشهريار اسماء اخرى تولاها فقهاء الموت الداعشي، وثمة عشرات النساء في ايران تعرّضن لإلقاء ماء النار على وجوههن واجسادهن من قِبَل جماعات متطرفة لا تزال ترى بأن المرأة هي باندورا او صندوق الشرور كما صوّرته الاسطورة اليونانية .
تزويج القاصرات رغما عنهن وأد آخر لكنه اشد تعذيبا وتنكيلا لأن الضحية لا تتحرر من الألم الا بالموت، وأسواق الرقيق الجديدة حيث تباع المرأة بثمن يقل عن ثمن بعير او حصان تعيد الى الذاكرة تلك الايديولوجيا العمياء المضادة للأنوثة .
هكذا يعود الثالوث الحزين ليفتضح حضارة ذات بُعد مادي واحد وهم المرأة والطفل والفقير، فما جدوى كل هذه الثرثرة عن حقوق البشر اذا كان عدد الضحايا في عصرنا قد تحوّل الى عورة ما من سبيل للتستر عليها .
لكن ما لا يعيه شهريار الجديد هو ان عقارب الساعة لا تعود الى الوراء، وان النساء قطعن شوطا لا يستخف به رغما عن الذكور وليس بفضلهم .
لقد كتب اكثر من فيلسوف وعالم اجتماع ان وضع المرأة في مجتمع ما هو البارومتر الذي يقيس منسوب وعي الذكور ومنسوب الحرية والتمدن، فكيف وبأية معجزة استطاع دواعش العصر على اختلاف الجنسيات والاسماء اعادة البشر الى ما قبل الكهف ؟
ان اي رجل الآن يشعر بالخجل بل بالعار مما يلحق بالنساء في هذا العالم الذي زحف عليه التصحُّر الذكوري، الذي لم ينتج غير الحرب والدمار والكراهية .
ولو كان الاعتذار يكفي لقدّمناه بأقصى ما يمكن التعبير عنه !
الدستور
تزويج القاصرات رغما عنهن وأد آخر لكنه اشد تعذيبا وتنكيلا لأن الضحية لا تتحرر من الألم الا بالموت، وأسواق الرقيق الجديدة حيث تباع المرأة بثمن يقل عن ثمن بعير او حصان تعيد الى الذاكرة تلك الايديولوجيا العمياء المضادة للأنوثة .
هكذا يعود الثالوث الحزين ليفتضح حضارة ذات بُعد مادي واحد وهم المرأة والطفل والفقير، فما جدوى كل هذه الثرثرة عن حقوق البشر اذا كان عدد الضحايا في عصرنا قد تحوّل الى عورة ما من سبيل للتستر عليها .
لكن ما لا يعيه شهريار الجديد هو ان عقارب الساعة لا تعود الى الوراء، وان النساء قطعن شوطا لا يستخف به رغما عن الذكور وليس بفضلهم .
لقد كتب اكثر من فيلسوف وعالم اجتماع ان وضع المرأة في مجتمع ما هو البارومتر الذي يقيس منسوب وعي الذكور ومنسوب الحرية والتمدن، فكيف وبأية معجزة استطاع دواعش العصر على اختلاف الجنسيات والاسماء اعادة البشر الى ما قبل الكهف ؟
ان اي رجل الآن يشعر بالخجل بل بالعار مما يلحق بالنساء في هذا العالم الذي زحف عليه التصحُّر الذكوري، الذي لم ينتج غير الحرب والدمار والكراهية .
ولو كان الاعتذار يكفي لقدّمناه بأقصى ما يمكن التعبير عنه !
الدستور