jo24_banner
jo24_banner

الثورات المضادة للربيع العربي

د. عمر العسوفي
جو 24 :
لن تستقرّ الأوضاع للثورات المضادة بسهولة بعد أن عرفت الشعوب العربية طريقها لإفتكاك حريتها وحقوقها
2. ا لثورة المضادّة بهذا المعنى، يمكن أن تكون سلبية أو إيجابية. هي سلبية، إذا ما أرادت وقْف مسيرة التطوّر. وهي إيجابية، إذا ما عملت على إعادة الأمور إلى نِصابها، مثلاً كاستئناف العمل بالقواعد الدستورية والديمقراطية
3. كل ثورة يكون لها في الغالب ثورة مضادّة، وهذا من طبائع الأمور، لأن من البديهي أن تقوم أطراف الأمر الواقع في أي نظام بالدفاع عن سلطتها ومصالحها بكل الوسائل الممكنة
4.الربيع العربي لم يمت .....بل يتمخض..وكل مخاض وراءه مولود كما إن كل ليل بهيم وراءه فجر مشرق
5. الثورات المضادة للربيع العربي لن يكتب لها النجاح لأنها تفتقر للمشروعية.....كما إنها لا تحمل مشروعا سوى مشروع الاستبداد والطغيان والتخلف
لا تخطئ العين ما يكتبه كتاب الأحكام العرفية والدكتاتوريات من أن الربيع العربي قد طويت صفحته وأن العودة لحقبة العبودية والتي يسمونها الاستقرار أصبح ممكنا.....يعزز ذلك الصخب ألأعلامي السلطوي الممول من موازنات نفطية الفائض المالي فيها لا يبقي فقيرا على وجه الأرض....انه ألحنيين إلى عهد العبودية والاستبداد غير مستفيدين من تجارب التاريخ وحركاته ألتغييريه .
تعريف. "الثورة المضادّة" كما حدّدها علماء السياسة منذ أيام الثورة الفرنسية عام 1789، تشير إلى الحركات التي ترفض ثورة ما، فتعمل على إعادة الأمور أو المبادئ السابقة إلى ما كانت عليه قبل الحِقبة الثورية.
المعادلة إذن بسيطة: كل ثورة يكون لها في الغالب ثورة مضادّة، وهذا من طبائع الأمور، لأن من البديهي أن تقوم أطراف الأمر الواقع في أي نظام بالدفاع عن سلطتها ومصالحها بكل الوسائل الممكنة
نماذج من تجارب الثورات المضادة العالمية
نماذج الثورات المضادّة في التاريخ تكاد لا تُحصى: ثورة اليعاقبة لإعادة ملكية عائلة ستيوارت إلى الحُكم منذ عام 1688م. الثورات المضادّة للملكيات الأوروبية لإحْباط ثورات 1848 الشعبية. الثورة المضادّة للملكيين الفرنسيين في القرن التاسع عشر.
ثورة حكومة فيشي المضادّة الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى، التي استبدلت شعار الثورة الفرنسية "الحرية، المساواة، الإخاء"، بشعار "العمل، العائلة، الوطن". وفي إيطاليا، وبعد زحْف جيوش نابليون، نشبت ثورة مضادّة، أهمّها ثورة "سانديسمو"، وهي حركة رِجعية قادَها الكاردينال فابريزيو روفو، سمحت بعودة أسرة البوربون إلى عرش مملكة نابولي. ثم اندلعت ثورة أخرى فِلاحية في شمال إيطاليا، بحفز من أسْرة البوربون والدول البابوية ما لبثت أن تحوّلت إلى حرب أهلية دامت نحو عشر سنوات.
في روسيا قام "الجيش الأبيض" بثورة مضادّة على الثورة البلشفية في عام 1917، فيما كانت القوات الألمانية تسحق ثورة 1918- 1919 الشعبية. وفي وقت قريب، أي عام 1961، كان المنفيون الكوبيون يشنّون ثورة مضادة عبْر غزْو خليج الخنازير بدعم من القوات الأمريكية لإطاحة حُكم فيديل كاسترو، فيما كان متمرِّدو الكونترا يقومون هم أيضاً بثورة مضادّة لإطاحة النظام السانديني في نيكاراغوا
لا يخفى على كل متابع وباحث أن الثورات العربية جاءت كرد فعل على قرون من الحكم الفردي المتسلط الفاسد الذي فشل في أن يقدم مشروعا ناجحا للأمة يضعها في مصاف الأمم...نعم غاب التنظيم عن الثورات العربية ولكنها نتيجة طبيعيه للموجة الأولى من التحرر حيث تخرج الجماهير كيفما اتفق ولكنها تحمل هدفا واحدا ألا وهو كسر القيود لأنظمة الحكم الحالية المستبده والتوجه للبحث عن الحرية التي يكون فيها الشعب هو الذي يحكم نفسه بنفسه.
ومن الطبيعي ايضا ان تستغل التنظيمات الموجودة اصلا على الساحه هذه الحاله الثورية لتحولها لصالحها ما أمكن وهنا من المحتمل أت تقضي الثورات العربيه على تنظيمات لها وزنها كما تقضي على انظمة الحكم سواء بسواء....اذا ما فشلت تلك التنظيمات في توحيد القوى الثائره حول هدف وطني واحد
الربيع العربي لم يطوى بل هو في المخاض الثاني كما ان الثورات المضاده التي يشنها النظام العربي البائد لن تنجح لعدة اسباب منها عدم المشروعية وأنها فشلت في الماضي فما هو مشروعها الناجز كي تنجح في المستقبل بعد ان تعرت وبدأت سوأتها وبعد ان كسرت الشعوب حاجز الخوف فلن تخيفها الأعتقالات أو الأعدامات او الأقصاء...إن غدا لناظره قريب.


تابعو الأردن 24 على google news