هل بات الاصلاح مؤامرة والديمقراطية عدوا ؟!
كتب إبراهيم قبيلات - يجلس بعض الناشطين بعيد صلاة التراويح كل ليلة، على قارعة الطريق، يتذكرون بداية حراكهم، وكيف أصبحوا جزءأ لا يتجزأ من القوى الوطنية، لكن رسالتهم لم تصل بعد ومشوارهم ما زال طويلا .
يقلّبون أحاديثهم بين أسعار رمضانية ولعت، وحرارة ألهبت أجسادهم، لكنهم مصابون بحالة من الكآبة، حين يسأل بعضهم بعضاً "أين نحن من الإصلاح الذي ننشد؟".
اليوم، وهم يرتشفون قهوتهم، يدركون أن الوعود التي تعهدت بها الحكومات ما هي إلا "خطة رسمية لشراء الوقت و إضاعة وقتهم من جهة، ولمعرفة حقيقة الموقف الأميركي من تداعيات التغيير في المنطقة من جهة ثانية .
لكن، لماذا انخفضت وتيرة الاحتجاجات الشعبية رغم اتساع رقعتها الجغرافية؟ او على الاقل لماذا ظلت في حدودها الادنيا ؟!. يسأل سائل.
" اليوم، بات طابق الحكومة مكشوفاً للمواطن" يقول أبو موسى الخلايلة 35 عاماً ويضيف "الحكومة تراهن على "التخويف من الوطن البديل"، و"اللعب على فكفكة المجتمع".
فيما يذهب الجنوبي أحمد الطراونة بتفسيره عدم رغبة العقل السياسي فتح ملفات الفساد الحقيقية، بأنها "مغامرة ستطيح بكبار أزلام الحكم".
يغضب الطراونة لما انتهى إليه ملف الإصلاح السياسي والاقتصادي في بلده، ويقول :"استدرج صانع القرار السياسي الحراك الشعبي شيئاً فشيئاً، وبقبضة ناعمة، إلى أن تفاجأنا بتطور الأمور في الجار الشامي، وما هي إلا أيام وسيكون الحديث عن الديمقراطية أو حتى تعديل قانون الانتخاب ضربا من الخيال".
إذاً، هل سيقف الأردنيون على أطلال ديمقراطيتهم وينعون الحرية والعدالة والمساواة جراء "اشتعال الحدود الشمالية" ؟
المواطن محمد جرادات له وجهة نظر أخرى، إذ يرى أن "هناك سيناريو خُلِق في العتمة؛ لإلهاء الناس بموضوع قانون الانتخاب وبمعالجات أمنية لمنع تطور الحراك الشعبي". لكنه يعتبر ارتفاع نسب السرقات والمشاجرات بداية لزعزعة أمن المجتمع.
ويرد على الخائفين على بلدهم في ظل تعتيم كامل للرؤية بالتالي "تأجيل الانتخابات البرلمانية وحل مجلس النواب والحكومة، هو الحل".
ولا يجد تبريراً لما حدث مع الأيتام ومجهولي النسب، يقول "كيف لي ان أفهم بقاء هؤلاء على الدوار رغم أوامر كبار مسؤولي الدولة بضرورة إيجاد حل لهم".
ببساطة يفهم الرجل من تعرض هؤلاء إلى الضرب، أن البلد على كف عفريت، وما تفسيخ المجتمع وتحويله إلى كانتونات صغيرة، إلا شواهد على ضعف النظام.
بمقابل عدم مبالاة الرسميين، فإن التعاطف قاد الحراكات الشعبية والناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بعد ان استفزهم منظر الأيتام، لكن ذلك لا يكفي. فللأيتام ومجهولي النسب وجع ليس كمثله شيء، ولكن هل تعجل الحكومة من إعادة انتاجهم مجتمعياً كقنابل موقوتة؟
من جانبه، يدمج وزير الإعلام الاسبق طاهر العدوان حالة البلبة بالتالي:"هناك من بات يخلط الأوراق حتى غدا الاصلاح مؤامرة والديمقراطية عدواً".
ويأمل ان يجد النظام الطريق مبكراً؛ لإعادة انتاج المخاوف الشعبية ولكن بعناوين جديدة، يقول :"تكونت ثقافة خاصة بالخوف والتخويف من أي خطوة إصلاحية حقيقية".