أسباب جحوظ العين: داء غريفز، الزَرَق، والتهابات محجر العين
جحوظ العين، المعروف أيضًا باسم بروز العين (Exophthalmos)، هو حالة طبية تتسبب في بروز العينين من محجرهما. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وفيما يلي نستعرض أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى جحوظ العين.
داء غريفز واضطرابات الغدة الدرقية
تقع الغدة الدرقية في الجزء السفلي من العنق، وتقوم بإفراز هرموني الثيروكسين (Thyroxine) وثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine). تلعب هذه الهرمونات دورًا حيويًا في تنظيم النمو ومعدلات الأيض والعديد من الوظائف الحيوية الأخرى. يمكن أن تتعرض الغدة الدرقية لمشاكل صحية متعددة، بما في ذلك فرط نشاط الغدة الدرقية، الذي يتمثل في إفراز كمية من الهرمونات تفوق الحد الطبيعي، أو قد تصاب بالخمول، مما يؤدي إلى إفراز نسبة أقل من الهرمونات.
يمكن أن يسبب فرط النشاط أو الخمول مشكلة جحوظ العينين. ومن المهم الإشارة إلى أن جحوظ العينين في الحالتين لا يظهر بشكلٍ مباشر، بل قد يحتاج لفترة من الزمن. يُعتبر فرط نشاط الغدة الدرقية الناتج عن داء غريفز (Graves' Disease) السبب الأكثر شيوعًا لحالات جحوظ العينين، حيث يُعاني حوالي 25-50% من المصابين به في نهاية المطاف من بروز العيون.
داء غريفز هو أحد أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune Disease) التي تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism). حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الغدة الدرقية السليمة بدلاً من الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات. تتفاعل الغدة من خلال إنتاج كميات كبيرة من هرموناتها، وتؤدي الأجسام المضادة المناعية الذاتية (Autoimmune Antibodies) إلى مهاجمة الأنسجة والعضلات المحيطة بالعينين، مما يسبب بروزها من محجرها.
تشمل الأعراض الأخرى التي قد تصاحب جحوظ العينين الناجم عن مرض غريفز: تهيُّج العينين، الحساسية المفرطة للضوء (Photophobia)، تدميع العينين أو خروج إفرازات من العين، صعوبة في حركة العين نتيجة إصابة عضلات العين، الشعور بالضغط حول العينين وخلفهما، الشعور بالألم وجفاف العينين، عدم وضوح الرؤية، الرؤية المزدوجة نتيجة ضعف عضلات العين، والعمى (Blindness) في حال تعرض العصب البصري للضغط.
داء الزَرَق (الجلوكوما)
داء الزَرَق، المعروف أيضًا بالجلوكوما (Glaucoma)، هو مجموعة من اضطرابات العين التي يتضرر فيها العصب البصري تدريجيًا. وغالبًا ما يكون ذلك بسبب ارتفاع الضغط الداخلي للعين نتيجة اختلال توازن السوائل الداخلة والخارجة منها. من الجدير بالذكر أن إصابة العصب البصري قد تؤدي إلى العمى في بعض الحالات.
تشمل الأعراض الأخرى لداء الزَرَق زيادة حجم العين وبروزها للأمام، الحساسية للضوء، وتدميع العين المفرط. يعتمد خطر الإصابة بداء الزَرَق بشكل أساسي على العامل الوراثي. بالإضافة إلى ذلك، قد يُولد الإنسان بعيوب خلقية تُعيق تسريب السوائل من العين، والتي غالبًا ما تظهر نتائجها خلال السنة الأولى من العمر. في حال ظهور داء الزَرَق قبل سنّ الخامسة من العمر ودون وجود اضطرابات في أجهزة الجسم الأخرى، تُعرف الحالة بالزَرَق الخلقي الأولي (Primary Congenital Glaucoma).
التهابات محجر العين
يُعتبر التهاب الهلل المحجري أو الحجاجي من أكثر أنواع العدوى التي تصيب العين شيوعًا. يجب تلقي الرعاية الطبية الفورية في هذه الحالات تفاديًا للمضاعفات المحتملة. فبالإضافة إلى بروز العين، قد يُسبب هذا النوع من العدوى ظهور أعراض أخرى، مثل الشعور بالألم، وارتفاع درجات الحرارة، وانتفاخ العين واحمرارها، أو احمرار ما حولها.
في حال اشتبه المُصاب بأن العدوى هي سبب بروز العين، يجب عليه مراجعة الطبيب، فقد يتطلب الأمر وصف المضادات الحيوية (Antibiotics) أو اللجوء للجراحة في بعض الحالات النادرة. من أنواع العدوى الأخرى التي قد تؤدي إلى جحوظ العين ما يُعرف بخراج تحت السمحاق (Orbital Subperiosteal Abscess)، وهو أحد أنواع الالتهابات التي تُصيب العظام الخاصة بالعين. وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من هذه الحالة، ومنها التهاب الجيوب الأنفية، وإصابة الجلد بالعدوى، وبكتيريا الدم، وغير ذلك.
تشمل أعراض هذه الحالة انتفاخ جفن العين ودفئه، ومحدودية حركة العين، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالة جحوظ العين. من المهم أن يتم تشخيص هذه الحالات بشكل دقيق من قبل طبيب مختص لتفادي أي مضاعفات قد تؤثر على الرؤية أو صحة العين بشكل عام.













