أضرار الرجيم القاسي وتأثيراته السلبية على الصحة
عند محاولة إنقاص الوزن، غالبًا ما يتم تقييد السعرات الحرارية المستهلكة. ومع ذلك، فإن تقييد السعرات الحرارية بشكل قاسٍ يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. في ما يلي بعض الأضرار المرتبطة بالرجيم القاسي:
انخفاض معدل الأيض
يمكن أن يؤدي تقييد السعرات الحرارية بشكل قاسٍ إلى انخفاض معدل التمثيل الغذائي وفقدان الكتلة العضلية في الجسم. هذا الأمر يزيد من صعوبة الحفاظ على الوزن المفقود على المدى الطويل. إذ إن الكتلة العضلية الكبيرة تزيد من معدل الحرق، وبالتالي تزيد من خسارة الوزن. كما أن اعتماد النظام الغذائي على الانخفاض الحاد في السعرات الحرارية يُدخل الجسم في وضع المجاعة (Starvation mode) الذي يبطئ معدل التمثيل الغذائي. وهو أمر غير مرغوب به عند محاولة إنقاص الوزن، لأن التمثيل الغذائي السريع هو ما يسهل عملية فقدان الوزن. وقد يحدث انخفاض معدل الأيض نتيجة اتباع الفرد حمية معتمدة على أنواع محددة من الطعام أو المجموعات الغذائية، وهو أمر يتعارض مع نمط الجسم الطبيعي الذي يُشعر الشخص بالوقت الصحيح لتناول الطعام والتوقف عنه.
إحداث نقص في العناصر الغذائية والتسبب بالإجهاد والمرض
يمكن أن يؤدي تناول سعرات حرارية أقل من متطلبات الجسم بشكل مستمر إلى الإصابة بالإعياء وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الغذائية اليومية. ونظراً لأن هذه الأنظمة تمنع الأشخاص من تناول أنواع معينة من الأطعمة، سيُحرَم الجسم من بعض العناصر الغذائية المهمة. فعلى سبيل المثال، فإن العديد من الحميات القاسية تمنع استهلاك الكربوهيدرات أو الدهون، ولكن هذه العناصر تُعد مصدراً أساسياً للطاقة. ويمكن أن يؤثر عدم تناولها سلباً في وظائف الجسم، الأمر الذي قد يضر بالصحة. ونظراً لأن هذه الأنظمة منخفضة جداً في السعرات الحرارية، سيبحث الجسم عن طرق أخرى للحصول على الطاقة، ومن هذه الطرق تحطيم العضلات لتوفير الطاقة. ولذلك تحدث خسارة في الكتلة العضلية. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن للشخص إنقاص الوزن بشكل سليم دون استبعاد الأطعمة من النظام الغذائي.
احتواء بعض الحميات القليلة بالكربوهيدرات على نسب عالية من الدهون
تعتمد بعض الحميات على تقليل استهلاك الكربوهيدرات بشكل كبير، والتي تُعد مصدراً أساسياً لطاقة الجسم. وعلى الرغم من أن اتباع هذه الحميات قد يسبب خسارة الوزن، إلا أنها غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والدهون. الأمر الذي قد يسبب مشاكل للجسم. إذ يمكن أن تسبب الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تأثيرات جانبية مزعجة، مثل: رائحة الفم الكريهة، والصداع، والإمساك. كما أن هذه الأنظمة تسمح بتناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل: الزبدة، والجبنة، واللحوم المرتفعة بالدهون. ويمكن أن يسبب الاستهلاك العالي للدهون المشبعة زيادة خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية.
غالباً ما تكون الحميات القاسية غير صحية. فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الأنماط الغذائية المعتمدة على التقييد القاسي قد تؤدي إلى نوبات من الإفراط في الأكل. ففي دراسةٍ نُشرت في مجلّة International Journal of Eating Disorders عام 2005، أظهرت نتائجها أن الحرمان يسبب الرغبة الشديدة في الطعام والإفراط في تناوله.
تأثير اليويو (Yo-yo dieting) أو ما يُسمّى بإعادة تدوير الوزن هو فقدان الوزن الزائد، واكتسابه، ثم فقدانه مرة أخرى. وتكرار هذا النمط لسنوات عديدة. ويعتقد بعض الخبراء أن التعرض لتأثير اليويو غير صحي. فقد يزيد خطر الإصابة بأمراض معينة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني. كما يمكن أن يؤدي إلى تعطيل وظائف الأعضاء الطبيعية، والتأثير بشكل سلبي في احتياجات الجسم من السعرات الحرارية.
يمكن أن يؤثر تقييد السعرات الحرارية بشكل كبير في الخصوبة، وبشكل خاص عند النساء. إذ تؤثر كمية السعرات الحرارية المستهلكة في مستوى الهرمونات الأنثوية، والذي يؤثر بدوره في القدرة على الإباضة. لذا يجب تجنّب اتباع الحميات الغذائية القاسية التي يمكن أن تستنفِد العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للعمل بشكل سليم. واستشارة اختصاصي التغذية لإيجاد خطة غذائية صحية ومناسبة للنساء الحوامل وغير الحوامل.
الاكتئاب يُعرف بأنه حالة صحية عقلية شديدة التعقيد. يمكن أن تكون لها مجموعة من الأسباب المترابطة. ومن غير الممكن تحديد سبب الاكتئاب. ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة لا تعدُّ علامةً على سوء التغذية بالضرورة. ومع ذلك، فقد أشارت الأدلّة العلمية حديثة إلى احتمال وجود علاقة بين الحميات القاسية وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. إذ يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية القاسية إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دوراً مهماً في الصحة العقلية، مثل الأحماض الدهنية الأساسية، والفيتامينات، والمعادن.













