أضرار فقدان الوزن السريع وتأثيراته الصحية

أضرار فقدان الوزن السريع وتأثيراته الصحية
جو 24 :

تُعتبر خسارة الوزن من الأهداف الشائعة التي يسعى الكثيرون لتحقيقها، وغالبًا ما يتم ذلك من خلال اتباع أنظمة غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية. ومع ذلك، هناك طرق شائعة أخرى يلجأ إليها البعض لخسارة الوزن بسرعة، مثل زيادة ممارسة التمارين بشكل مفرط أو اتباع نظام غذائي صارم يتضمن سعرات حرارية منخفضة جدًا، تصل إلى أقل من 800 سعرة حرارية يوميًا. يُعتقد أن هذه الأنظمة تساعد في تحقيق نتائج أسرع مقارنة بممارسة التمارين الرياضية وحدها.

ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن معظم الأشخاص الذين يتبعون هذه الأنظمة لا يستطيعون الحفاظ على أوزانهم الجديدة. بل إن العديد منهم يستعيدون الوزن الذي فقدوه، وقد يكتسبون وزنًا إضافيًا. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة American Psychologist عام 2007، فإن ما بين ثلث إلى ثلثي الأشخاص الذين يتبعون هذه الحميات الغذائية يستعيدون الوزن بشكل أكبر مما فقدوه. لذا، فإن فقدان الوزن بشكل سريع لا يسهم في الحفاظ على الوزن بعد فقدانه، بل قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل التعب والإرهاق.

خسارة الوزن الطبيعية

من المهم أن نلاحظ أن خسارة الوزن الطبيعية تتراوح بين 0.45 إلى 1 كيلوغرام في الأسبوع. تشير العديد من الدراسات، مثل تلك التي نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition، إلى أن الأشخاص الذين يخسرون أوزانهم ببطء وبشكل منتظم يتمكنون من الحفاظ على أوزانهم لفترة أطول. هذا يشير إلى أن الطرق الصحية والمستدامة لفقدان الوزن هي الأكثر فعالية على المدى الطويل.

الأضرار المحتملة لفقدان الوزن السريع

هناك العديد من الأضرار المحتملة لفقدان الوزن السريع، ومن أبرزها:

  • فقدان العناصر الغذائية الأساسية: العديد من الحميات التي تهدف إلى تقليل الوزن بسرعة تتضمن التوقف عن تناول بعض المجموعات الغذائية بالكامل، مما يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الضرورية مثل الفيتامينات والمعادن. على سبيل المثال، النظام الغذائي الخالي من منتجات الألبان يمكن أن يؤدي إلى نقص الكالسيوم، بينما النظام الغذائي المنخفض الكربوهيدرات قد يسبب نقص الألياف. يجب التأكد من الحصول على كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم، فيتامين د، فيتامين ب12، الفولات، والحديد حتى عند اتباع نظام غذائي منخفض السعرات.
  • تثبيط معدل الأيض: فقدان الوزن بسرعة غالبًا ما يكون نتيجة لتقليل استهلاك السعرات الحرارية بشكل كبير، مما يجعل الجسم يعتقد أنه في حالة مجاعة، مما يؤدي إلى تثبيط معدل الأيض لتخزين الطاقة. دراسة نُشرت في مجلة Obesity عام 2016 أظهرت أن الأشخاص الذين يخسرون أوزانهم ببطء على فترات أطول ينخفض معدل الأيض لديهم بشكل أبطأ، مما يساعد في الحفاظ على الوزن.
  • خسارة الكتلة العضلية: قد يخسر الجسم وزناً من عضلاته بدلاً من الدهون عند تقليل كميّة السعرات الحرارية المُستهلَكة بشكل كبير بهدف فقدان الوزن السريع. إذ إنّه قد يُحطّم مخزونه من العضلات للحصول على الطاقة مما يُبطِّئ مُعدّل الأيض. وتجدر الإشارة إلى أنّ نصف كيلوغرام من عضلات الجسم تحرق سعراتٍ حرارية خلال اليوم تفوق ما يحرقه نصف كيلوغرام من الدهون؛ وذلك لأنّ مُعدّل أيض العضلات أعلى. وبالتالي فإنّ خسارة العضلات تقلل من كمية حرق السعرات الحرارية خلال اليوم.
  • الجفاف: بالرغم من فقدان الوزن السريع خلال أوّل أسبوعين من اتباع الحمية، خاصة القليلة بالكربوهيدرات أو الخالية منها، إلا أن الوزن المفقود في الحقيقة يكون من الماء. وبالتالي فإن فقدان الوزن من خلال هذه الحمية سيؤدي إلى الجفاف، والإصابة ببعض الأعراض الجانبية غير المرغوب بها؛ كالإمساك، والصداع، والتشنُّجات العضلية، وانخفاض مستويات الطاقة.
  • ترهل الجلد: قد تؤدي خسارة الوزن بشكل كبير إلى حدوث ترهُّل في الجلد. إلّا أنّ درجة هذا الترهُّل تعتمد على عدّة عوامل؛ حيث إنّ مرونة الجلد قبل خسارة الوزن وخلالها تُحدّد كميّة الجلد المُتَرهّل. كما أنّ جلد الصغار بالسنّ قادر على الانكماش والظهور بمظهرٍ طبيعي أكثر من جلد الكبار بالسنّ والّذي قد يبقى مُترهّلاً.
  • النقرس: وهو أحد أنواع التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يحصل بسبب ارتفاع نسبة حمض اليوريك وتراكمه في الجسم. مما يُسبّب تكوّن بلّورات في المفاصل تُحدِث آلاماً مُفاجِئة وشديدة فيها مع انتفاخها. ومن الجدير بالذكر أنّ الجسم مع خسارة الوزن يبدأ بأيض الأنسجة ممّا يزيد تدفُّق البيورين؛ وهو من نواتج الأيض، ويزيد بدوره من تركيز حمض اليوريك.

بناءً على ما سبق، يتضح أن فقدان الوزن السريع قد يكون له آثار سلبية على الصحة، لذا يُفضل اتباع أساليب صحية ومستدامة لتحقيق أهداف خسارة الوزن.

الأسئلة الشائعة

تابعو الأردن 24 على google news