فوائد السدر في الطب النبوي
يُعتبر السدر من الفصيلة النبقيّة، وهو عبارة عن شُجيرات صحراويّة تمتاز بأوراقها الكثيفة التي قد يصل ارتفاعها إلى عدة أمتار. ينمو هذا النبات في المناطق الجبليّة وعلى ضفاف الأنهار، ويعتبر موطنه الأصلي جزيرة العرب وبلاد الشام. أوراقه بيضاويّة الشكل وصغيرة، وتتميز بقشرة سميكة، بينما تُعرف ثمارها بالنبق. تختلف ثمار شجرة السدر في الحجم والشكل واللون والمذاق، حيث يوجد نوع يُعرف بالتفاحي لأنه يشبه التفاح، ونوع آخر يُسمى الزيتوني لشبهه بالزيتون. يتميز السدر بحجمه الكبير الذي قد يتجاوز أحيانًا حجم الزيتون، بالإضافة إلى العديد من الأنواع التي يفضلها الكثيرون بسبب حلاوة مذاقها ورائحتها ونكهتها الطيبة.
السدر في الطب النبوي
تحظى شجرة السدر بمكانة كبيرة في الإسلام، حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم. وقد كرمها الله تعالى بجعل سدرة المنتهى أعلى مراتب الجنة عند عرش الرحمن. تحتوي هذه الشجرة على العديد من الفوائد التي ذكرها الطب النبوي. وقد كانت لها مكانة خاصة في الإسلام والسنة النبوية الشريفة، استنادًا إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من قطع سدرة صوَّب الله رأسه في النار"، مما يعني أنه نهى عن قطعها بغير حق. كما نصح باستخدامها في الغسيل، خاصةً الأزهار، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اغسلوه بماء وسدر".
ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى سدرة المنتهى ليلة أُسري به. أوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- باستخدامها للتخلص من آثار العين والمس والسحر، أي الأمراض التي تصيب النفس. وكان يُوصي بها عند غسيل الميت، لما لها من أثر كبير في تطيب جسد الميت وتطهيره، حيث قال: "اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر". قال ابن كثير: كنا نبحث عن السدر المخضود، الذي لا شوك فيه. فإن سدر الدنيا كثير الشوك وقليل الثمر. ويضيف التركماني: أجود السدر هو الأخضر، العريض الورق، ودخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرار ويحمر الشعر.
فوائد السدر المتعددة
تتمتع شجرة السدر بفوائد متعددة، منها: يُنتج منها العسل، الذي يُعتبر من أجود أنواع العسل وأغلاه، ويحتوي على مضادات للأكسدة وله فوائد قيمة. يساعد مغلي أوراق السدر على تنقية الدم والأمعاء. يُستخدم ورق السدر المطحون والمخلوط مع الماء للمساعدة على جبر كسر العظام. يُستخدم في دباغة الجلود وتلوين الملابس، لاحتوائه على مادة دباغية. منقوع اللحاء الخارجي للسدر يُستعمل كمُسهل، ويقلل من أعراض الإمساك مثل الانتفاخ وآلام المعدة وصعوبة التبرز عند البالغين. يساعد على تقليل مستويات الكوليسترول الضار لدى الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول. كما يساعد على علاج وتخفيف الأمراض الجلديّة والتهابات الحلق والقصبة الهوائيّة. ورد في كتاب الطب المصري القديم أنّ المصريين القدماء استخدموا السدر في التحنيط. يساعد على تقوية صحة البشرة، ويساعد على تجفيف الشعر. ينفع رماد السدر مع الخل للدغة الحيّة والثعبان.













