استئصال اللوزتين عند الأطفال: الأسباب والآراء الطبية
تعتبر عملية استئصال اللوزتين إجراءً جراحيًا يتم من خلاله إزالة الأنسجة اللوزية، التي تتكون من كتل من خلايا الأنسجة الليمفاوية الموجودة على الجدران الجانبية للحلق. تُعد هذه العملية شائعة في مختلف أنحاء العالم، ولا تُعتبر خطيرة أو ذات مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان بشكل عام. هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الأطباء لإجراء هذه العملية، والتي سنستعرضها في الفقرات التالية.
أسباب استئصال اللوزتين
تتعدد الأسباب التي قد تستدعي إجراء عملية استئصال اللوزتين. من أبرز هذه الأسباب تكرار الإصابة بالالتهابات، مما يسبب عدم الراحة والألم للمريض، خاصةً أثناء البلع، وارتفاع درجة الحرارة. كما أن بعض الأمراض الخطيرة مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب والكلى قد تستدعي التدخل الجراحي. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المريض من صعوبة في التنفس بشكل سليم، خصوصًا أثناء النوم، مما قد يؤدي إلى استيقاظه المتكرر بسبب توقف التنفس. كما يمكن أن يشعر المريض بالضغط الناتج عن اللوزتين على اللسان، وقد تظهر رائحة فم كريهة، وحدوث خراج حول اللوزتين نتيجة التهاب أو أسباب أخرى.
استئصال اللوزتين عند الأطفال
تتباين الآراء الطبية حول إجراء عملية استئصال اللوزتين للأطفال. فبعض الأطباء يؤيدون هذا الإجراء، بينما يرفضه آخرون. قد يلجأ الطبيب إلى استئصال اللوزتين عندما يكون هناك خطر على الطفل، خاصةً إذا كان يعاني من صعوبة في التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى استيقاظه المتكرر بسبب توقف التنفس. كما يمكن أن يسبب ذلك اضطرابات في التركيز خلال النهار، وقد يؤدي إلى التبول اللاإرادي. لذلك، قد يُصر الأهل على إجراء العملية لطفلهم، خاصةً في حالة تكرار الالتهاب لأكثر من ست مرات في السنة وحدوث تضخم في اللوزتين، خوفًا من المضاعفات المستمرة.
يؤكد بعض الأطباء المتشددين أن استئصال اللوزتين لن يمنع حدوث الحمى أو التهاب الكلى الحاد، حيث لا علاقة لهما بهذا الأمر. بل إن إبقاء اللوزتين قد يحمي الطفل من دخول الميكروبات إلى جسمه. يمكن أن يُعتبر استئصال اللوزتين ضروريًا فقط عندما تكون أنسجتهما مدمرة تمامًا، مما يؤدي لفقدانهما لوظيفتهما المناعية، وبالتالي تحولهما إلى مكان لتجمع الصديد والميكروبات. لذا، فإن الإسراع في استئصال اللوزتين لمجرد الإصابة بالالتهابات ليس قرارًا صائبًا، مما يسبب الحيرة والقلق لدى الأهل.
المضاعفات المحتملة
قد تحدث بعض المضاعفات عند إجراء هذه العملية للأطفال، مثل النزيف، وزيادة فرص الإصابة بالتهابات الحلق والبلعوم بشكل متكرر، بالإضافة إلى الحمى التي قد تكون شديدة. كما أن عدم قدرة جسم الطفل على تحمل التخدير قد يؤدي لمضاعفات خطيرة. إذا تم استئصال اللوزتين بشكل غير صحيح، فقد يسبب ذلك العديد من المشاكل الصحية المزمنة لدى الطفل. لذلك يجب على الأهل الاهتمام بالطفل عند إجرائه لمثل هذه العملية، وملاحظة أي مشاكل أو أعراض تظهر عليه، والتوجه إلى الطبيب للعلاج.













