حصوات المرارة عند الأطفال: الأسباب والأعراض والأنواع
حصوات المرارة (بالإنجليزية: Gallstones or Cholelithiasis) هي أجسام صلبة تشبه الحصى تتشكل في المرارة، وهي حالة طبية تتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعتها وأسبابها وأعراضها، خاصة عندما تتعلق بالأطفال. تتفاوت هذه الحصوات في الحجم والشكل، حيث تتكون نتيجة لتجمع المواد المكونة للعصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile) في المرارة. لفهم هذه الحالة بشكل أفضل، يجب أن نعرف أن المرارة هي عضو صغير يقع تحت الكبد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وتقوم بتخزين العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد لتسهيل هضم الدهون.
انتشار حصوات المرارة بين الأطفال
على الرغم من أن حصوات المرارة كانت تُعتبر حالة شائعة بين البالغين، إلا أن معدل انتشارها بين الأطفال قد ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. هذا الارتفاع قد يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في نمط الحياة والتغذية، بالإضافة إلى العوامل الوراثية.
أنواع حصوات المرارة لدى الأطفال
توجد عدة أنواع من حصوات المرارة التي قد تظهر عند الأطفال، ومن أبرزها:
- حصى الصباغ السوداء: (بالإنجليزية: Black pigment stones) وهي الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وتتشكل نتيجة تراكم مادة البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) في العصارة الصفراوية. البيليروبين هو مادة تنتج من التحطم الطبيعي لكريات الدم الحمراء، وعندما يتزايد تركيزه، يمكن أن يؤدي إلى تكوين حصوات.
- حصى كربونات الكالسيوم: (بالإنجليزية: Calcium carbonate stones) وهي شائعة لدى الأطفال، بينما تعتبر نادرة بين البالغين. تتشكل هذه الحصوات نتيجة لزيادة مستويات الكالسيوم في العصارة الصفراوية.
- حصى الكوليستيرول: (بالإنجليزية: Cholesterol Stones) وهي النوع الأكثر شيوعًا بين البالغين، وتتكون نتيجة تفاعل العصارة الصفراوية مع الكوليسترول، مما يؤدي إلى تصلب الحصوات.
- الحصى المتكونة من البروتين: (بالإنجليزية: Protein gallstones) وهي أقل الأنواع شيوعًا بين الأطفال، وتتشكل نتيجة لزيادة مستويات البروتينات في العصارة الصفراوية.
أسباب حصوات المرارة لدى الأطفال
على الرغم من عدم وجود سبب مباشر لتكون حصوات المرارة لدى الأطفال، إلا أن هناك عوامل تزيد من خطر حدوثها، ومنها:
- الإصابة بأمراض الدم الوراثية مثل فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell disease) أو كثرة الكريات الحمر الكروية (بالإنجليزية: Spherocytosis)، حيث تؤثر هذه الحالات على تكوين خلايا الدم وتزيد من احتمالية تكوين الحصوات.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بحصى المرارة، مما يشير إلى وجود عوامل وراثية تلعب دورًا في هذا الأمر.
- الإصابة بالسمنة أو فقدان الوزن بشكل سريع، حيث أن التغيرات السريعة في الوزن يمكن أن تؤثر على مستويات الكوليسترول في العصارة الصفراوية.
- تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على تكوين العصارة الصفراوية.
- الجنس، حيث إن الإناث أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة مقارنة بالذكور، مما يشير إلى دور العوامل الهرمونية.
- وجود مشاكل في إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين.
- عدم تناول الطعام لفترات طويلة بسبب مرض ما، مما يؤثر على وظيفة المرارة.
- الحصول على التغذية عن طريق الوريد لفترات طويلة، وهو ما يعرف بالتغذية الوريدية، مما قد يؤثر على صحة المرارة.
- ولادة الطفل قبل الموعد المحدد وبوزن أقل من الطبيعي، حيث أن الأطفال المبتسرين قد يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية بما في ذلك حصوات المرارة.
- تعرض الطفل لإصابة في العمود الفقري، مما قد يؤثر على الأعصاب المسؤولة عن وظيفة المرارة.
- إجراء عمليات جراحية سابقة في البطن، حيث يمكن أن تؤثر هذه العمليات على وظيفة المرارة.
أعراض حصوات المرارة لدى الأطفال
قد لا تظهر أعراض على الأطفال المصابين بحصى المرارة، ولكن في حال ظهورها، فإنها تكون مفاجئة. يشعر الطفل بألم في الجزء العلوي من البطن، حيث تزداد حدته ويستمر لفترة ثلاثين دقيقة على الأقل، وقد تصل إلى عدة ساعات. قد يصعب على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 9 أو 10 سنوات وصف الألم الذي يشعرون به أو تحديد موضعه بدقة. أما الأطفال الأكبر سنًا فيصفون الألم بأنه يتركز في الجزء الأيمن أعلى البطن أو في أعلى وسط البطن، وقد ينتشر الألم إلى الظهر أو ما بين الكتفين. يمكن تشبيهه بألم المغص الحاد، ويحدث عادة بعد تناول وجبات الطعام مباشرة، وتزداد شدته بعد تناول الأطعمة الدهنية. يتكرر حدوثه بشكل دوري، مما قد يستدعي استشارة طبية لتحديد السبب الدقيق وراء هذه الأعراض.













