سرطان الفم: الأسباب، الأعراض، والعوامل المؤثرة

مقدمة حول سرطان الفم

سرطان الفم، المعروف أيضًا بسرطان التجويف الفموي، هو نوع من السرطان الذي يظهر في مناطق مختلفة من الفم، مثل اللسان، الشفتين، اللثة، بطانة الخدين، وسقف الحلق. يُعتبر سرطان الفم جزءًا من فئة أوسع من السرطانات تُعرف بسرطانات الرأس والعنق. ينشأ هذا النوع من السرطان نتيجة لتغيرات جينية في خلايا الفم، مما يؤدي إلى تكوين ورم سرطاني يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهو ما يُعرف بالانبثاث.

مدى شيوع سرطان الفم

تشكل السرطانة حرشفية الخلايا النسبة الأكبر من حالات سرطان الفم، حيث تُعتبر هذه النوعية من الأورام الأكثر شيوعًا في هذا المجال. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تختلف معدلات الإصابة بسرطان الفم حسب الموقع الجغرافي، حيث يُعتبر سرطان الفم ثامن أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم. ومع ذلك، فإن نسبة الإصابة بسرطان الفم في تزايد مستمر، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها التقدم في العمر، التدخين، ونمط الحياة غير الصحي.

عوامل خطر الإصابة بسرطان الفم

تحدث الإصابة بسرطان الفم نتيجة لطفرات جينية في الحمض النووي لخلايا الفم. هذه الطفرات قد تكون نتيجة لعوامل متعددة، منها:

• التدخين: يشمل جميع أنواع التدخين، بما في ذلك السجائر، السيجار، ومضغ التبغ. يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.
• شرب الكحول: الاستهلاك المفرط للكحول يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم، خاصة عند دمجه مع التدخين.
• ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، سواء بسبب حالات طبية معينة أو استخدام أدوية مثبطة للمناعة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم.
• التعرض المفرط لأشعة الشمس: التعرض المفرط لأشعة الشمس، خاصة على الشفاه، يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.
• عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): تعتبر عدوى HPV من العوامل المساهمة في زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم، حيث تنتقل هذه العدوى جنسيًا.
• التقدم في العمر: تزداد المخاطر بشكل ملحوظ بعد سن الخمسين، حيث تكون ذروة خطر الإصابة بسرطان الفم بين عمر 60-70 عامًا.
• العوامل العرقية: يُلاحظ ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الفم بين الرجال، وكذلك بين الأشخاص من أصل إسباني والأشخاص ذوي البشرة الداكنة مقارنة بالعِرق الأبيض.

أعراض سرطان الفم

تتضمن أعراض سرطان الفم علامات متعددة، وقد تتشابه مع أعراض حالات أخرى. من المهم مراجعة الطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض، حيث يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة صحية أكبر. من الأعراض الشائعة للإصابة بسرطان الفم:

• انتفاخ أو سماكة في أحد أجزاء الفم: قد يظهر انتفاخ غير مفسر أو زيادة في سماكة أحد أجزاء الفم، مما قد يكون علامة على وجود ورم.
• نزيف غير مفسر: قد يحدث نزيف في الفم دون سبب واضح، وهو عرض يجب الانتباه إليه.
• ظهور بقع حمراء أو بيضاء: قد تظهر بقع حمراء أو بيضاء في الفم، والتي قد تكون مؤشراً على وجود تغيرات غير طبيعية في الأنسجة.
• ألم في الأذن أو خدران في الوجه: قد يشعر المريض بألم غير مفسر في الأذن أو خدران في الوجه، مما قد يشير إلى انتشار السرطان.
• تقرحات مستمرة في الفم: ظهور تقرحات لا تلتئم خلال فترة طويلة، مثل أسبوعين، يمكن أن يكون علامة على الإصابة بسرطان الفم.
• صعوبة في البلع أو مضغ الطعام: قد يعاني المرضى من صعوبة في بلع الطعام أو مضغه، مما يؤثر على جودة حياتهم.

يجب على الأفراد الذين يعانون من أي من هذه الأعراض استشارة طبيب مختص للتشخيص المبكر والعلاج المناسب. الكشف المبكر عن سرطان الفم يمكن أن يكون له تأثير كبير على نتائج العلاج، مما يزيد من فرص الشفاء.