طرق موثوقة لمعرفة نوع الجنين
توجد العديد من الطرق الموثوقة التي يمكن من خلالها معرفة نوع الجنين، ويتم إجراء هذه الطرق أو الاختبارات في مراحل مختلفة من الحمل. من المهم أن نلاحظ أن معظم هذه الاختبارات تُجرى بهدف الحصول على معلومات إضافية تتعلق بالكشف عن احتمالية وجود بعض الاضطرابات الصحية لدى الجنين، حيث يكون الكشف عن نوع الجنين نتيجة ثانوية لهذه الاختبارات. كما أن هذه الطرق قد لا تناسب جميع النساء الحوامل، إذ قد يترتب على إجراء بعضها تعريض الحامل أو الجنين لبعض المخاطر.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يقوم الطبيب بإجراء تصوير للرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) المعروف أيضًا بالسونار في الثلث الثاني من الحمل، وذلك للحصول على صورة دقيقة للجنين وأعضائه الخارجية. يساعد هذا التصوير أيضًا على الكشف عن صحة الجنين وصحة الحمل، بالإضافة إلى تحديد موقع المشيمة. عادةً ما يتم إجراؤه بين الأسبوع 18-22 من الحمل، حيث يكون الطبيب قادرًا على رؤية الأعضاء التناسلية للجنين وتحديد نوعه في معظم الحالات خلال هذه المرحلة.
على الرغم من أن التصوير بالموجات فوق الصوتية قد يوفر نتائج صحيحة في الكشف عن نوع الجنين، إلا أنه لا يُعتبر دقيقًا بنسبة 100%. كما أنه لا يمكن الكشف عن وجود اختلافات غير طبيعية في الأعضاء الجنسية الداخلية للجنين من خلال هذه الطريقة. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يتمكن الطبيب من تحديد نوع الجنين في بعض الحالات من الجلسة الأولى للتصوير، مما يستدعي إجراء زيارة أخرى بعد عدة أسابيع لإعادة التصوير. من بين العوامل التي قد تؤثر على ذلك: صغر حجم الجنين، تموضع الجنين في موقع يخفي أعضائه التناسلية، ووجود شيء يعيق رؤية أعضاء الجنين.
تحديد نوع الجنين قبل الإخصاب في المختبر
يمكن لبعض الأزواج اختيار تحديد نوع الجنين قبل وضعه داخل الرحم عند إجراء عملية أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر (In vitro fertilization) واختصارًا IVF. في هذه الحالة، يقوم الطبيب بإجراء فحص جيني أو وراثي للأجنة قبل زراعتها في الرحم، ويُعرف هذا الفحص بالتشخيص الوراثي السابق للانغراس (Preimplantation genetic diagnosis). يساهم هذا الفحص في الكشف عن نوع الجنين بدقة تصل إلى حوالي 100%. خلال هذا الفحص، يتم الكشف عن وجود الاضطرابات الوراثية أو الصبغية لدى الجنين قبل وضعه داخل الرحم.
في بعض الحالات، قد يتم نقل أجنّة من كلا الجنسين إلى الرحم. وفي هذه الحالة، لا يمكن الكشف عن جنس الجنين الذي سوف يكون قادرًا على الانغراس في جدار الرحم. يعتمد نجاح هذه الطريقة على دقة الفحوصات الجينية ومدى قدرة الأطباء على تحديد الأجنة المناسبة.
اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي
يُعدّ اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي (Non-invasive prenatal test) واختصارًا NIPT أحد تحاليل الدم الآمنة على المرأة الحامل والجنين. يمكن إجراء هذا الاختبار منذ الأسبوع التاسع من الحمل. يسهم هذا التحليل في الكشف عن نوع الجنين بدقة قد تصل إلى 99%، بالإضافة إلى أنه يساهم في الكشف عن بعض الاضطرابات الصبغية. يتم إجراء هذا التحليل عادةً للنساء اللواتي ترتفع لديهن فرصة إنجاب طفل مصاب باضطرابات كروموسومية.
من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بذلك وجود تاريخ عائلي للإصابة، أو الحمل في عمر متأخر. من بين الاضطرابات الصبغية التي يساهم اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي في الكشف عنها: التثلث الصبغيّ 13 (Trisomy 13) أو ما يُعرف بمتلازمة باتو (Patau syndrome)، التثلّث الصبغيّ 18 (Trisomy 18) أو ما يُعرف بمتلازمة إدوارد (Edward syndrome)، والتثلّث الصبغيّ 21 (Trisomy 21) أو ما يُعرف بمتلازمة داون (Down syndrome).













