غذاء ما بعد عملية المرارة: نصائح وإرشادات
تعتبر عملية استئصال المرارة إجراءً جراحيًا شائعًا يُوصى به عند حدوث مشاكل في المرارة، مثل حصوات المرارة. بعد هذه العملية، من المهم أن يتبع المريض نظامًا غذائيًا مناسبًا لضمان التعافي السليم. يختلف هذا النظام من شخص لآخر، حيث قد يحتاج بعض الأشخاص إلى تعديل مؤقت في نظامهم الغذائي، بينما يحتاج آخرون إلى تغييرات دائمة. يعتمد ذلك على قدرة الجسم على التكيف مع الوضع الجديد بعد إزالة المرارة.
التوجيهات الغذائية بعد الجراحة
من الضروري اتباع تعليمات الطبيب المتعلقة بالنظام الغذائي بعد جراحة المرارة. عند دخول المريض إلى المستشفى، يقوم الفريق الطبي بمساعدته في الانتقال من النظام الغذائي السائل إلى النظام الغذائي الصلب مباشرة بعد العملية. في حال كان المريض في المنزل، فقد يحتاج إلى إدخال الأطعمة الصلبة تدريجياً، مع التركيز على تناول السوائل، والشوربات الصافية، والجيلاتين في البداية.
بعد عملية المرارة، يمكن إدخال الأطعمة الصلبة تدريجياً عند الشعور بالتحسن. ومع ذلك، هناك بعض الأطعمة التي ينبغي تجنبها لفترة من الزمن إذا كان المريض يعاني من الانتفاخ، والإسهال، والغازات. تجدر الإشارة إلى أن معظم الأشخاص يمكنهم العودة إلى نظامهم الغذائي الطبيعي خلال شهر من إجراء جراحة المرارة. يجب أن نوضح أنه لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب جميع الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة.
أطعمة مفيدة بعد عملية المرارة
على الرغم من عدم وجود نظام غذائي محدد بعد عملية المرارة، إلا أن هناك بعض الأطعمة التي يمكن أن تساعد في تقليل مشاكل الإسهال بعد الجراحة. من بين هذه الأطعمة:
- الفواكه والخضراوات: قد تساعد الألياف القابلة للذوبان الموجودة في البطاطا الحلوة والبروكلي في تقليل خطر الإصابة بالإسهال. كما تُعتبر الفواكه مثل: التفاح، والموز، والأفوكادو، والتوت، بالإضافة إلى شوربة الخضراوات، من الأطعمة المغذية وسهلة الهضم. ولكن يُفضل تجنب الحساء الكريمي لفترة قصيرة.
- منتجات الألبان قليلة الدسم أو بدائلها: قد يجد الجسم صعوبة في هضم منتجات الألبان كاملة الدسم، خاصة أثناء التعافي من الجراحة. لذا يُفضل اختيار الزبادي قليل الدسم، وبدائل الحليب الخالية من منتجات الألبان، وبعض الأجبان قليلة الدسم، مع الاعتدال في تناول هذه الأطعمة. كما يمكن اختيار الجبن الخالي من منتجات الألبان، والمصنوع من الكاجو أو التوفو.
- الحبوب: عند العودة إلى النظام الغذائي الاعتيادي، يُنصح بالتركيز على زيادة كمية الألياف المستمدة من الحبوب الكاملة، بما في ذلك الأرز البني، والشعير. يُفضل اختيار الخبز المُحمّص والمقرمشات المصنوعة من الحبوب الكاملة بدلاً من تلك المصنوعة من الدقيق الأبيض المُكرّر.
- البروتينات: لا تقوم المرارة بهضم البروتين، ولذلك من غير المُحتمل أن تُسبّب الأطعمة الغنيّة بالبروتين مشاكل صحيّة ما لم تكن غنيةً بالدهون. لذا يُنصح بالتخلُّص من الدهون الزائدة الموجودة في الدجاج، ولحم البقر، واللحوم الأخرى.
- المكسرات والبذور: تُعدّ المكسّرات، والبذور، والزبدة المصنوعة من المكسرات مصدراً غنياً بالبروتين النباتي؛ إلّا أنّها تحتوي على كمياتٍ عاليةٍ من الدهون. كما تُعتبر الفاصولياء، والبقوليات، ومنتجات الصويا خيارات صحية، إذ إنها لا تُسبّب اضطراباً في الجهاز الهضمي.
أطعمة يجب تجنبها بعد عملية المرارة
بينما توجد أطعمة مفيدة، هناك أيضًا أطعمة يُنصح بتجنبها بعد إجراء عملية استئصال المرارة. من بين هذه الأطعمة:
- الأطعمة الدهنية: يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون، مثل الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض مثل الإسهال والانتفاخ.
- الأطعمة الحارة: قد تسبب الأطعمة الحارة تهيج الجهاز الهضمي، لذا يُفضل تجنبها خلال فترة التعافي.
- الأطعمة الغنية بالألياف غير القابلة للذوبان: مثل الحبوب الكاملة غير المطبوخة، والخضروات النيئة، قد تسبب مشاكل في الهضم في البداية.
- المنتجات الألبانية كاملة الدسم: يُفضل تجنبها حتى يتمكن الجسم من التكيف بشكل أفضل مع النظام الغذائي الجديد.
في النهاية، من المهم أن يتبع المريض نظامًا غذائيًا متوازنًا بعد عملية استئصال المرارة، مع مراعاة احتياجات جسمه الخاصة. يُفضل دائمًا استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على نصائح مخصصة تناسب الحالة الصحية الفردية.













