فوائد الكرياتين وتأثيره على الصحة والأداء الرياضي
الكرياتين (بالإنجليزية: Creatine) يُعتبر من المصادر الطبيعية الأساسية التي تساهم في إنتاج الطاقة الضرورية لانقباض العضلات. يتم إنتاج هذا المركب في الكبد والكلى والبنكرياس، ويُخزّن بشكل رئيسي في العضلات الهيكلية. يستخدم الجسم الكرياتين أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، كما يتم استخدام كميات صغيرة منه في القلب والدماغ والأنسجة الأخرى. من المهم أن نذكر أن الكرياتين يتواجد في اللحوم الحمراء والأطعمة البحرية، ويتحول إلى الكرياتينين الذي يُطرح من الجسم عبر البول. لذا، من الضروري الحصول على الكرياتين بشكل يومي للحفاظ على مستوياته الطبيعية في الجسم.
فوائد الكرياتين
يوفر الكرياتين مجموعة من الفوائد الصحية، ويُعتبر من المكملات الآمنة التي خضعت للعديد من الأبحاث على مدى أكثر من 200 عام. أُجريت دراسات متعددة تدعم سلامة استخدامه على المدى الطويل. إليك بعض فوائد مكملات الكرياتين:
زيادة إنتاج الطاقة في العضلات
تعزز مكملات الكرياتين مخازن فوسفات الكرياتين (بالإنجليزية: Phosphocreatine) في العضلات، مما يساهم في تكوين جزيء جديد من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو الجزيء الأساسي الذي تستخدمه الخلايا للطاقة وللعديد من الوظائف الحيوية الأخرى. من المهم أن نلاحظ أن جزيء الأدينوسين ثلاثي الفوسفات ينقسم لإنتاج الطاقة خلال ممارسة التمارين، لكن معدل إعادة تكوينه قد يحد من القدرة على الاستمرار في الأداء الرياضي بأقصى شدة. لذلك، فإن تناول مكملات الكرياتين يسمح بإنتاج المزيد من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات لتزويد العضلات بالطاقة خلال التمارين عالية الكثافة.
دعم وظائف العضلات
يمكن أن يُعزز الكرياتين تكوين البروتينات التي تُكوّن أليافًا عضلية جديدة، كما قد يرفع مستويات عامل النمو شبيه الإنسولين-1 (IGF-1)، مما يُعزز زيادة الكتلة العضلية. تناول مكملات الكرياتين يمكن أن يزيد أيضًا من محتوى الماء في العضلات، مما يؤدي إلى زيادة حجمها بشكل سريع. بعض الدراسات أظهرت أن الكرياتين يُقلل من مستويات جزيء يُعرف بالميوستاتين (Myostatin) الذي يُعيق نمو العضلات.
تحسين الأداء البدني
يُحسن الكرياتين العديد من العوامل مثل قوة العضلات وتحملها، ومقاومة الإعياء، بالإضافة إلى تحسين الكتلة العضلية واستشفائها، والأداء العقلي، والقدرة على السباق والطاقة. يُعتبر الكرياتين مفيدًا بشكل خاص للرياضيين الذين يمارسون تمارين عالية الكثافة، حيث يساعدهم على تحقيق أداء أفضل وزيادة القدرة على التحمل.
تأثير الكرياتين على الصحة العامة
بالإضافة إلى فوائده الرياضية، يُظهر الكرياتين تأثيرات إيجابية على بعض الحالات الصحية. على سبيل المثال، يُعتبر الكرياتين مفيدًا لمرضى باركنسون، حيث يتمثل هذا المرض بانخفاض مستويات الناقل العصبي الأساسي في الدماغ، الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine). وقد أظهرت الدراسات أن الكرياتين يمكن أن يحمي من انخفاض مستويات الدوبامين بنسبة تصل إلى 90%، مما يُساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالمرض.
علاوة على ذلك، يُظهر الكرياتين قدرة على مكافحة العديد من الأمراض العصبية. يُعتبر انخفاض مستويات فوسفات الكرياتين في الدماغ أحد العوامل المسببة للإصابة بالأمراض العصبية، لذا فإن رفع مستويات هذا المركب يمكن أن يساعد في تقليل أو إبطاء تطور هذه الأمراض. أظهرت الدراسات الحيوانية أن تناول مكملات الكرياتين قد يكون له تأثير إيجابي على حالات مثل الصرع والزهايمر.
تقليل الإعياء والتعب
أظهرت الأبحاث أن الكرياتين يمكن أن يقلل من أعراض الإعياء والتعب، حيث يُزوّد الدماغ بطاقة إضافية ويزيد من مستويات الدوبامين. هذا التأثير قد يكون له فوائد كبيرة للرياضيين والأشخاص الذين يعانون من التعب المزمن.
علاج الأضرار الناتجة عن الإصابات الرياضية
تشير الدراسات إلى أن تناول مكملات الكرياتين يمكن أن يساعد في الوقاية من الأضرار التي قد تتعرض لها العضلات نتيجة الإصابات الرياضية. كما يُعزز عملية الاستشفاء بعد التعرض لإصابة، مما يُساعد الرياضيين على العودة إلى نشاطهم بشكل أسرع. يُعتقد أن للكرياتين تأثيرًا مضادًا للأكسدة، مما يجعله مفيدًا في إعادة تأهيل الإصابات.
تنظيم مستويات السكر في الدم
أظهرت بعض الدراسات أن استخدام مكملات الكرياتين، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يُساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري. حيث أظهرت دراسة أن المشاركين الذين تناولوا مكملات الكرياتين قد تحسنت لديهم مستويات سكر الدم، ويُعزى ذلك إلى زيادة نقل ناقل الجلوكوز 4 (بالإنجليزية: Glut-4)، وهو بروتين ينقل سكر الجلوكوز إلى داخل وخارج خلايا الجسم.













