معلومات شاملة حول بدء الدورة الشهرية
تُعرف الفترة الأولى للدورة الشهرية علميّاً ببدء الإحاضة (بالإنجليزية: Menarche)؛ وهي المرحلة التي تبدأ فيها الفتاة بظهور علامات البلوغ، وعادةً ما تبدأ هذه الفترة خلال المرحلة العمرية ما بين 11-14 سنة. ومع ذلك، قد تبدأ الإحاضة في بعض الحالات في عمر التسع سنوات، أو قد تتأخر حتى سن الخامسة عشرة. وفقاً لدراسة نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) في عام 2003، يُمثل عمر ال15 عامًا العمر الذي تكون فيه فترة بدء الإحاضة قد حدثت لدى ما نسبته حوالي 98% من الفتيات.
من المهم التنويه إلى أنه لا توجد طريقة دقيقة للتنبؤ بالموعد المحدد لحدوث الدورة الشهرية لأول مرة. في الواقع، لا يمكن للفتاة أن تفعل شيئاً لجعلها تحدث سوى الانتظار. وعلى الرغم من عدم وضوح العوامل المحددة لعمر البلوغ بدقة، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في ذلك، بما في ذلك صحة الفتاة الجسدية العامة، والحالة التغذوية، وأنواع التمارين الرياضية التي تمارسها، والعوامل الجينية، والظروف الاقتصادية والاجتماعية والعائلية.
تغيرات البلوغ والعوامل المؤثرة
خلال المئة عام الماضية، انخفض متوسط عمر البلوغ في الدول الصناعية من 16.5 سنة في عام 1840 إلى 13 سنة في عام 1995. ومع ذلك، يمكن القول إن هذا الانخفاض قد بدأ يقل تدريجياً، وقد يعود للارتفاع مجددًا. بشكل عام، يُنصح بمراجعة الطبيب في حال تأخر الدورة الشهرية عن 15 سنة، حيث قد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية.
تدخل الفتيات مرحلة مهمة من حياتهن مع بدء حدوث الدورة الشهرية، التي تُعد بداية لفترة طويلة تمتد حتى الأربعينات من العمر. بفضل هذه الفترة، تصبح الفتاة قادرة على الحمل والإنجاب بعد الزواج وممارسة العلاقة الزوجية. تُدرك الفتاة بدء الدورة الشهرية لديها عندما تظهر لطخات من الدم على لباسها الداخلي أو أثناء قضاء الحاجة، وتستمر هذه الفترة عادةً من 3 إلى 7 أيام. خلال هذه الفترة، يخرج الدم عبر المهبل، وعادةً ما يبدأ بشكل خفيف ثم يزداد كثافة خلال الأيام اللاحقة لليوم الأول من الدورة، ليعود بعد ذلك ويخف تدريجياً قبل أن تنتهي فترة الطمث.
من الجدير بالذكر أن لون الدم يختلف من أول يوم إلى آخر، حيث يتحول من البني الغامق في البداية إلى الأحمر الفاتح مع اقتراب نهاية فترة الطمث. قبل بدء الدورة الشهرية، يكون نمو الثديين غالباً هو العلامة الأولى الدالة على دخول مرحلة البلوغ. ومن الطبيعي أن تشعر الفتاة بالألم عند لمس براعم الثدي، كما أن نمو واحد من الثديين وزيادة حجمه قبل الآخر يُعد أمرًا طبيعيًا.
تأخر البلوغ
قد تبدأ التغييرات الجسدية المتعلقة بالدورة الشهرية في عمر متأخر في بعض الحالات، مثل عدم نمو الثديين حتى سن 13 سنة، أو أن تبلغ الفتاة 16 سنة من العمر دون بدء دورة الحيض. يُعرف هذا علميًا بتأخر البلوغ (بالإنجليزية: Delayed puberty). يُشير الخبراء إلى أن تأخر البلوغ يشيع في الذكور بصورة أكبر مقارنةً بالإناث.
يمكن بيان أسباب تأخر البلوغ على النحو التالي: تأخر النمو، والذي يعد السبب الأكثر شيوعاً لتأخر البلوغ. لا يعني ذلك بالضرورة وجود سبب مرضي أو أن الحالة تستدعي التدخل الطبي والعلاج، بل غالباً ما تُتم الفتاة نموها وتبلغ وتظهر عليها كافة علامات البلوغ كقريناتها ولكن في مراحل لاحقة. انخفاض مستوى الدهون في الجسم، حيث أن امتلاك جسماً نحيلاً قد يُحدث اضطراباً في عملية البلوغ الطبيعية. وقد يتمثل ذلك في الفتيات اللاتي يمارسن الرياضة بشكل دائم مثل السباحة والرقص والركض، أو اللاتي يعانين من سوء التغذية أو اضطرابات الأكل مثل النهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia) أو فقدان الشهية (بالإنجليزية: Anorexia).
أيضاً، يمكن أن تكون الإصابة بقصور الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Hypogonadism) سبباً لتأخر البلوغ، وهو ضعف إنتاج المبيضين (بالإنجليزية: Ovaries) للهرمونات أو عدم إنتاجها بالكامل. يحدث هذا عند وجود تلف في المبيضين أو مشاكل تعيق تطورها، أو نتيجة لعوامل وراثية أو صحية أخرى. من المهم أن تكون الفتيات على دراية بهذه التغيرات وأن يتحدثن مع أطبائهن إذا كانت لديهن أي مخاوف بشأن نموهن أو بدء الدورة الشهرية.
بشكل عام، يُعتبر بدء الدورة الشهرية علامة على دخول الفتاة مرحلة جديدة من حياتها، وهي فترة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية. من المهم أن تتلقى الفتيات الدعم والمعلومات اللازمة لفهم هذه التغيرات والتكيف معها بشكل صحيح.













