نقص فيتامين ب6: الأسباب والأعراض
يُعتبر نقص فيتامين ب6 من القضايا الصحية التي قد تؤثر على العديد من الأشخاص، على الرغم من أنه ليس شائعًا كما هو الحال مع بعض الفيتامينات الأخرى. يرتبط نقص فيتامين ب6 عادةً بنقص أنواع أخرى من فيتامينات ب، مثل الفولات (فيتامين ب9) وفيتامين ب12. في هذا السياق، سنستعرض الأسباب المحتملة لنقص فيتامين ب6، بالإضافة إلى الأعراض التي قد تظهر نتيجة لهذا النقص.
أسباب نقص فيتامين ب6
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى نقص فيتامين ب6، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات تشمل الحالات المرضية، تناول بعض الأدوية، وحالات أخرى.
الحالات المرضية
تؤثر بعض الأمراض على قدرة الجسم على امتصاص فيتامين ب6، مما يؤدي إلى نقصه. من بين هذه الأمراض:
- اضطرابات المناعة الذاتية: مثل حساسية القمح (Celiac disease) والتهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) وداء كرون (Crohn's disease). هذه الحالات تؤثر على الأمعاء وتقلل من قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات.
- أمراض المناعة الذاتية الالتهابية: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) الذي قد يؤدي إلى استنزاف مستويات فيتامين ب6 في الجسم.
- بعض أمراض الكلى: التي قد تؤثر أيضًا على مستويات الفيتامين في الجسم.
تناول بعض الأدوية
هناك بعض الأدوية التي قد تقلل من امتصاص فيتامين ب6، مما يؤدي إلى نقصه. من بين هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للصرع: التي تستخدم لعلاج حالات الصرع قد تؤثر سلبًا على مستويات فيتامين ب6.
- دواء الآيزونيازيد: الذي يستخدم في علاج مرض السل، وقد يؤدي إلى نقص فيتامين ب6.
- دواء الهيدرالازين: الذي يُستخدم لتقليل ضغط الدم.
- الكورتيكوستيرويدات: التي تُستخدم لتقليل الالتهابات.
- دواء البنيسيلامين: الذي يُستخدم في علاج داء ويلسون.
حالات أخرى
هناك بعض الحالات الأخرى التي قد تؤدي إلى نقص فيتامين ب6، مثل:
- الإصابة بمرض البيلة الهوموسيستينية: وهو مرض وراثي يرتبط باضطراب الأيض للحمض الأميني المثيونين.
- زيادة معدل نشاط الأيض: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، وهي حالة نادرة قد تؤدي إلى استهلاك كميات أكبر من فيتامين ب6.
- سوء التغذية: الناتج عن نقص البروتين والطاقة، والذي قد يؤثر على مستويات الفيتامينات في الجسم.
- إدمان الكحول: الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على امتصاص الفيتامينات.
- خلال غسيل الكلى: حيث قد يتعرض المرضى لنقص فيتامين ب6.
علامات وأعراض نقص فيتامين ب6
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب6 إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تكون مشابهة لأعراض أمراض أخرى، مثل مرض الحُصَاف (Pellagra) الناتج عن نقص فيتامين ب3. من بين الأعراض الشائعة:
الشعور بالإرهاق
يؤدي نقص فيتامين ب6 إلى عدم تكوين عدد كافٍ من خلايا الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم. وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والوَهَن. قد يحدث فقر الدم أيضًا بسبب نقص الحديد أو نقص بعض الأنواع الأخرى من الفيتامينات مثل فيتامين ب12 والفولات.
جفاف وتشقق الشفتين
قد يظهر تقشر وتشقق في الشفتين وزوايا الفم، مما يزيد من خطر العدوى. قد يترافق ذلك مع انتفاخ الشفتين وتقرحهما، مما يسبب شعورًا بالألم.
ضعف جهاز المناعة
يؤدي نقص فيتامين ب6 إلى ضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الأمراض. في بعض الحالات، مثل الإصابة بالسرطان، قد يحتاج الشخص إلى استهلاك كميات أكبر من فيتامين ب6 لتعويض النقص.
الطفح الجلدي
قد يتسبب نقص فيتامين ب6 في حدوث التهاب الجلد الدهني (Seborrheic dermatitis)، مما يؤدي إلى احمرار الجلد وتقشره. قد يُظهر الجلد مظهرًا دهنيًا، وقد يتسبب في انتفاخ الجلد أو ظهور بقع بيضاء عليه. يمكن أن تظهر أعراض هذا المرض على قشرة الرأس والوجه والرقبة والجزء العلوي من الصدر.
التهاب اللسان
يُعرف التهاب اللسان (Glossitis) بأنه انتفاخ وتقرح اللسان. قد يظهر اللسان بملمس ناعم نتيجة نقص الحليمات اللسانية، مما يُسبب مشاكل في المضغ والبلع وحتى أثناء الحديث.
آلام في الأطراف
قد يُسبب نقص فيتامين ب6 اعتلال الأعصاب المحيطية (Peripheral neuropathy)، مما يؤدي إلى شعور بالحرقان والألم في الأطراف، مثل الذراعين واليدين والساقين والقدمين. قد تكون هذه الأعراض مشابهة لوخز القلم أو الإبرة.













