للتذكير.. ماذا فعلت السلطات الفرنسيّة عندما عبّر العرب عن رأيهم في تموز الماضي؟!
في هذه الأوقات، التي يتباكى بها البعض على "حرية الرأي والتعبير" ويعلنون تضامنهم مع مجلّة "تشارلي ايبدو" التحريضيّة، قد يكون من المفيد التذكير بما اقترفته السلطات الفرنسيّة ضدّ العرب الذين حاولوا التعبير عن رأيهم خلال العدوان الصهيوني على غزّة.
قوّة مفرطة غير مبرّرة، استخدمتها أجهزة الأمن الفرنسيّة، لمنع مسيرة دعا إليها نشطاء عرب وفرنسيّون في العاصمة باريس، بأواخر شهر تموز الماضي، تنديداً بالجرائم الصهيونيّة.
في ذلك الوقت قام البوليس الفرنسي بإطلاق الرصاص المطّاطي، والغاز المسيل للدموع، وقنابل القيئ على المشاركين في المسيرة، التي خرجت استنكارا لانحياز الإعلام الفرنسي للخطاب الصهيوني ومحاولة تشويه الحقائق.
أحد المشاركين تعرّض للإصابة برصاصة في ظهره، وهو ما ينفي مزاعم قيامه بمهاجمة رجال الأمن الفرنسي. كما اعتقل البوليس عددا من المشاركين، وآخرين صدف تواجدهم بالقرب من المسيرة دون المشاركة فيها.
وبعد قمع المسيرة، حمّل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المنظّمين مسؤوليّة العنف غير المبرّر الذي لجأت إليه قوّات الأمن لمصادرة حقّهم في التعبير. حيث جاء هذا في تصريحات صحفيّة استهجنها المنظّمون، منوّهين بأن حقّهم في التعبير لا يشكّل تهديداً يستدعي القمع الوحشي الذي تعرّضت له التظاهرة.
وقد يكون من المفيد التذكير بأن القانون الفرنسي يحظر التظاهر أو تنظيم المسيرات السلميّة دون نيل الموافقة من السلطات الأمنيّة، وهو ما تمّ إلغاؤه في الأردن –ذلك البلد الصغير الذي يعتبر من دول "العالم الثالث"- بعد تجاوز قانون الاجتماعات العامة.