jo24_banner
jo24_banner

رئيس جامعة الطفيلة.. لا يعرف أمجاد الجيش..؟

د. خالد سليمان الخلفات
جو 24 :

أنا لا أدري كيف يتم اختيار رؤساء الجامعات في الأردن؟ ومن الذي يختارهم؟ وما الأسس التي تعتمد في الاختيار؟ هل تدرس السيرة الذاتية لهذا أو ذاك؟ هل ينظر فقط إلى أبحاثه ومؤتمراته من خلال سيرته الذاتية؟ أم أن الواسطة والمحسوبية هي من يقرر من هو الرئيس القادم لهذه الجامعة أو تلك؟ هل يجب أن يكون وراء هذا الذي تم اختياره رئيس وزراء أسبق ..ابن خالته.. ابن عمته ..ابن عمه .. خاله.. صهره.. عديله ...إلخ؟ هل رؤوس الأموال في شركات التعليم والمساهمون فيها هم بيضة القبان الذين يقررون ذلك؟ هل هي العشائر الكبيرة مثلا؟

أين مجلس التعليم العالي ورئيسه -وزير التعليم العالي- وكيف يتم الاختيار وتشكيل اللجان أحيانا لمقابلة المتقدمين ومن هم؟ كيف يسمح لأي شخص أن يكون رئيسا لجامعة أردنية حكومية، وهو لا يعرف أن يتحدث بما يليق بكفاءة مؤسساتنا الوطنية. كمؤسسة الجيش العربي الأردني الذي أسس وأنشئ مع نشأة الدولة الأردنية عام 1921م؛ ليدافع عن الوطن ويحمي ترابه؟ هذا الجيش الذي حارب عام 1948م بقوته المتواضعة وحمى القدس من العدو الصهيوني واستبسل جنوده من أجل القدس، وحارب عام 1967م وبذل جنوده كل ما يملكون من طاقة من أجل ثرى فلسطين، وسقط شهداؤنا على هذا الثرى.. وفي معركة الكرامة عام 1968م، رسم هذا الجيش أسطورة النصر، وكسر نظرية الجيش الذي لا يقهر.. ودحر الجيش الصهيوني عن الأرض الأردنية...

هذه المعركة وبطولات جيشنا العربي علمناها لطلابنا في المدارس والجامعات.. وعلمناهم أبجديات الولاء والانتماء للوطن والأرض والجيش ... ولا يتقن أحدهم تعليم أبجدياتنا هذه كما ينبغي.. هذا الذي أتحدث عنه هو رئيس جامعة أردنية حكومية هي جامعة الطفيلة التقنية، التي تسكن في أحضان محافظة هاشمية.. هاشمية منذ ثورة العباس.. هذا الرئيس هو أ.د. شتيوي العبدالله الذي تلفظ بما لا ينبغي قوله حول الجيش خلال جلسة رسمية لمجلس العمداء السابق، يوم الثلاثاء 2/9/2014م، الساعة الحادية عشرة صباحا بحضور جميع أعضاء المجلس، فاعترضت مستغربا أن يصدر مثل هذا الكلام من رئيس جامعة... فسكت، وكانت هذه الجلسة آخر جلسة لمجلس العمداء السابق، وكان قد شُكِّل المجلس الجديد الحالي قبل هذه الجلسة بأسبوع تقريبا..

المأساة الكبرى في الشروط التي وضعت لاختيار هذا الرئيس من قبل مجلس التعليم العالي ،والشرط الأهم كان هو أن يكون المتقدم لهذه الوظيفة من ذوي التخصصات التقنية، ربما لاستبعاد أبناء الطفيلة من الاختيار ممن تقدم لهذه الوظيفة، وليتهم اختاروا من ينطبق عليه هذا الشرط، أضافوا للجنة الاختيار رئيس مجلس الأمناء السابق لتجميل القرار، فوقع الاختيار على هذا الأكاديمي الذي يحمل درجة الأستاذية في علم الأحياء ،من كلية زراعة في إحدى الجامعات الأمريكية، والتخصص الدقيق (علم وظائف الأعضاء)، ولا أدري هل هي أعضاء الجسم البشري أم الجسم الحيواني، وإذا كان الأخير فالاختيار مقصود ربما؛ لأنهم يروننا في الطفيلة من جنس غير بشري، ونحن كذلك، أسود.. نساؤنا لبؤات وأزواجهن أسود وأبناؤنا أشبال.

هذه المقالة أضعها بين يدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة، القوات التي يبدو هذا الرئيس لا يعرف أمجادها... واستغرب كيف صدر قرار مجلس الوزراء من خلال رئيسه وزير الدفاع بتعيين هذا الرئيس؟ وكيف يرفعه لجلالتكم ليوشح بإرادتكم السامية بتعيينه؟

كيف نعلّم أبناءنا الطلبة في هذه الجامعة الولاء والانتماء وحب الوطن ، وهي الجامعة التي كانت مكرمتكم لأبناء هذه المحافظة الهاشمية عام 2005م؟ ماذا ننتظر من أجيالنا وهم طلبة جامعات أن يفعلوا للوطن، وقادة مؤسساته التعليمية لا يحترفون تعليم نفس أبجديات الوطنية التي تعلمناها؟! هل الانتماء للوطن والجيش والعرش بإقامة الاحتفالات، بالمناسبات الوطنية تحت رعاية هؤلاء الرؤساء وإقامة الولائم ومآدب الطعام؟

هذا الوطن يا صاحب الجلالة ليس بحاجة إلى هؤلاء لحمايته... الله يحميه بقيادتكم لهذا الجيش، الذي لن تنحني له قامة بإذن الله، وسيبقى حرا أبيا مدافعا عن ثرى الأردن وفلسطين ؛ لأن دماء شهدائه روتْ هذا الثرى، ورسمت أجمل لوحة ستكون خالدة إلى يوم القيامة شاء من شاء وأبى من أبى .

هؤلاءـ- يا جلالة الملك –لا ينبغي بقاؤهم في مواقعهم، بل لا بد من استبدالهم بمن يعرف كيف يخرّج أجيالا من الأوفياء المخلصين والوطنيين الأحرار.


Khby961@yahoo.com - جامعة الطفيلة التقنية

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير