هل نحن على أبواب أزمات جديدة؟
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : الأزمات التي تعصف بالمنطقة ما زالت تسير نحو مزيد من التعقيد، وما زالت المنطقة العربية مستعدة لاستقبال عدد آخر من الأزمات التي ربما ستزيد الأمر سوءاً، ما يقتضي المزيد من الحذر، والمزيد من دقة القراءة والنظر، من أجل امتلاك القدرة على التعامل الذكي مع الأحداث.
بعض الدول في المنطقة مُقدِمة على مرحلة جديدة من التغييرات الحتمية التي تخضع لعوامل طبيعية وليست ثورية..
أما الأزمة الأخرى فهي تجري في فلسطين المحتلة، سواء على صعيد الحكومة «الإسرائيلية»، أو على صعيد السلطة الفلسطينية، وتشير بعض القراءات إلى رغبة ظاهرة بتغيير القيادتين تمهيداً لإرساء معالم المرحلة النهائية، ما يجعل الأطراف الدولية تبحث عن بدائل أكثر جرأة في الاستجابة لمقتضيات الحل المطلوب، فربما مجيء طرف «اسرائيلي» أكثر راديكالية وأشد تطرفاً، مع مجيء طرف فلسطيني أكثر استغراقاً في الاستسلام وأكثر جرأة في الاستجابة يمثل أحد المسارات المقترحة.
أما الوجه الأكثر خطورة لمعالم أزمة المنطقة ربما يتمثل في انضاج صيغة التوافق الأمريكي – الإيراني، الذي خطا خطوات كبيرة وفاعلة في هذا السياق، والذي يستوجب أن تنعكس آثاره على المنطقة بأسرها، وسيمسُّ أطرافاً عديدة وكثيرة، وسيمسُّ الترتيبات المتوقعة على مستقبل سوريا، ومستقبل العراق، وكذلك وضع حزب الله والعلاقة مع الأطراف الفلسطينية وعلى رأسها حماس، لأن إيران ستعمد إلى توظيف كل ما لديها من أوراق لانتزاع أكبر قدر من المكاسب المتعلقة بإيران الدولة والنفوذ والمستقبل، وسيكون اللعب على مبدأ الموازنات، بين مصلحة إيران من جهة، ومصلحة أمريكا «وإسرائيل» من جهة أخرى.
اللاعبون الكبار لا ينظرون إلى الآخرين إلّا بمنظار أحجار رقعة الشطرنج، وتقتضي طبيعة اللعبة التضحية ببعض القطع، وبعض الأحجار الكبيرة أحياناً في البحث عن تعظيم المكتسبات أو تحقيق نسبة أعلى من النصر على صعيد حسابات كل طرف، ولا يجوز أن يخطر على بال من جعل نفسه ورقة أنه محصن من الحرق، أو أنه فوق قرار الاستغناء عن الخدمات في اللحظات الحاسمة.
نحن في الأردن بحاجة ماسة إلى استراتيجية وطنية واضحة تهدف إلى حفظ بلادنا ودولتنا ومؤسساتنا وأن ننجو من المحرقة في هذه المرحلة، وألا نكون حطباً فيها، وهذا يقتضي المسارعة إلى جملة من الحوارات الوطنية المسؤولة التي تحقق أكبر قدر من المشاركة، وأوسع مساحة من التمثيل، من أجل تحقيق هذا الهدف.
بعض الدول في المنطقة مُقدِمة على مرحلة جديدة من التغييرات الحتمية التي تخضع لعوامل طبيعية وليست ثورية..
أما الأزمة الأخرى فهي تجري في فلسطين المحتلة، سواء على صعيد الحكومة «الإسرائيلية»، أو على صعيد السلطة الفلسطينية، وتشير بعض القراءات إلى رغبة ظاهرة بتغيير القيادتين تمهيداً لإرساء معالم المرحلة النهائية، ما يجعل الأطراف الدولية تبحث عن بدائل أكثر جرأة في الاستجابة لمقتضيات الحل المطلوب، فربما مجيء طرف «اسرائيلي» أكثر راديكالية وأشد تطرفاً، مع مجيء طرف فلسطيني أكثر استغراقاً في الاستسلام وأكثر جرأة في الاستجابة يمثل أحد المسارات المقترحة.
أما الوجه الأكثر خطورة لمعالم أزمة المنطقة ربما يتمثل في انضاج صيغة التوافق الأمريكي – الإيراني، الذي خطا خطوات كبيرة وفاعلة في هذا السياق، والذي يستوجب أن تنعكس آثاره على المنطقة بأسرها، وسيمسُّ أطرافاً عديدة وكثيرة، وسيمسُّ الترتيبات المتوقعة على مستقبل سوريا، ومستقبل العراق، وكذلك وضع حزب الله والعلاقة مع الأطراف الفلسطينية وعلى رأسها حماس، لأن إيران ستعمد إلى توظيف كل ما لديها من أوراق لانتزاع أكبر قدر من المكاسب المتعلقة بإيران الدولة والنفوذ والمستقبل، وسيكون اللعب على مبدأ الموازنات، بين مصلحة إيران من جهة، ومصلحة أمريكا «وإسرائيل» من جهة أخرى.
اللاعبون الكبار لا ينظرون إلى الآخرين إلّا بمنظار أحجار رقعة الشطرنج، وتقتضي طبيعة اللعبة التضحية ببعض القطع، وبعض الأحجار الكبيرة أحياناً في البحث عن تعظيم المكتسبات أو تحقيق نسبة أعلى من النصر على صعيد حسابات كل طرف، ولا يجوز أن يخطر على بال من جعل نفسه ورقة أنه محصن من الحرق، أو أنه فوق قرار الاستغناء عن الخدمات في اللحظات الحاسمة.
نحن في الأردن بحاجة ماسة إلى استراتيجية وطنية واضحة تهدف إلى حفظ بلادنا ودولتنا ومؤسساتنا وأن ننجو من المحرقة في هذه المرحلة، وألا نكون حطباً فيها، وهذا يقتضي المسارعة إلى جملة من الحوارات الوطنية المسؤولة التي تحقق أكبر قدر من المشاركة، وأوسع مساحة من التمثيل، من أجل تحقيق هذا الهدف.