الحوثيون يحكمون قبضتهم على اليمن
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : عندما نتحدث عن تقدم الحوثيين نحو الاستيلاء الكامل على اليمن بعد محاصرة «القصر الرئاسي» وإسقاطه باعتباره آخر رموز الدولة؛ ينبغي ألا يتم التركيز على هوية الحزب المذهبية أو الطائفية، لأن أتباع المذهب الزيدي كانوا طوال التاريخ المنصرم أصحاب الحكم والسيادة في اليمن، ويتوارثون قيادته كابرا عن كابر عبر أشكال مختلفة من أنظمة الحكم، ولمن لا يعلم فإن الرئيس السابق علي عبد الله صالح زيدي، وعائلة الأحمر من الطائفة الزيدية كذلك، ولذلك ليست المشكلة نابعة من هذا الانتماء بكل تأكيد.
المشكلة الحقيقة تتجلى بالضبط بالمؤامرة على انتفاضة الشعب اليمني، التي استطاعت عبر مسيرة سلمة خالية من استخدام العنف والقوة، وخالية من اسلوب الانقلابات العسكرية، أن تطيح بالنظام القبلي الاستبدادي الفاسد، وتهيئ لصيغة انتقالية كان من المؤمل أن تسعف اليمنيين بالتقدم نحو حكم ديمقراطي تشاركي يعبر عن الإرادة الشعبية الحرة، ويهيء لمبدأ تداول سلمي للسلطة بقبول جميع الأطراف.
وجوهر المشكلة السابقة يتلخص بتدخل بعض الأطراف العربية التي أزعجها التغيير الشعبي السلمي في اليمن، ورأت فيه تهديدا خطيراً قد ينشر العدوى إلى الآماكن القريبة، فسارعت إلى التحالف مع الحوثيين باعتبارهم القوة القادرة على إجهاض التجربة اليمنية لعدة عوامل وأسباب، بعضها يعود إلى القوة الطائفية المذهبية، وبعضها يعود إلى القوة التنظيمية المسلحة، وكذلك البعد التاريخي، مما يجعلهم قادرين على وقف الزحف الديمقراطي، والوقوف أمام القوى الإسلامية المعتدلة التي تعد أقوى المرشحين للقيام بالدور الفاعل والأكثر تأثيراً في إدارة الدولة في المرحلة القادمة.
بعض الأطراف العربية ذهبت بعيداً في التهويل من قوة الإسلاميين المعتدلين وخطورتهم على المنطقة ومستقبلها، وغفلت عن القوى الأخرى الأكثر تهديداً لهم ولغيرهم، وغفلت عن الارتباط القوي بين هذه القوة المحلية مع القوى الخارجية والإقليمية الصاعدة، وجانبهم الرشد الحقيقي وابتعدوا عن العلمية والموضوعية والحصافة في التقدير؛ عندما أخطاوا في ترتيب الأخطار وأولوية مواجهتها، وجعلوا «الإسلام المعتدل» هو العدو الأول قبل المتطرفين واصحاب الاتجاهات العنفية، وتغافلوا عن التمدد الحوثي الذي سينقل النفوذ الإيراني الى عمق الجزيرة العربية، وسيشكل التفافاً خطراً على مجلس التعاون الخليجي الهش، بعد نجاح إيران بإحداث اختراق ناجح بالتحالف مع عمان ايضا.
نجاح الحوثيين بالاستيلاء على اليمن، بالإضافة إلى التحالف الإيراني- العماني الجديد، سيشكل ورقة قوة إضافية لإيران بعد نجاحها في بسط نفوذها على العراق وسوريا، ولبنان وسيشكل هذا التغيّر الكبير عاملا مهماً من عوامل إخراج التوافق الأمريكي- الإيراني الى حيز التنفيذ حيث انه يحرز تقدماً ملحوظا كما يقول كثير من المراقبين.
ينبغي على العرب أن يعلموا يقينا، أنهم أمام خريطة سياسيةجديدة ،سيكونون أقل الأطراف وزناً فيها، وهو الأقل كسباً والأقل حظاً بكل تأكيد، لأنهم اشتغلوا في أضعاف أهم ورقة سياسية لديهم تتمثل في الانتقال الحقيقي نحو الحكم الديمقراطي الحقيقي المرتكز على المشاركة الشعبية الفاعلة، التي تتكفل بحمايتهم وحماية شعوبهم وبلادهم من النفوذ الأجنبي.
الولايات المتحدة ستلتفت إلى من بيده القوة والنفوذ والقدرة والإمكانيات، وصنع الأحداث على الأرض، حيث لا قيمة للعواطف والصدقات الشخصية والعمل الخيري في العمل السياسي. ما يجعل العرب وقوداً وحطباً في معركة يقطف ثمارها الأكثر ذكاءً ودهاء، والأكثر قدرة على توظيف غباء الآخرين.
المشكلة الحقيقة تتجلى بالضبط بالمؤامرة على انتفاضة الشعب اليمني، التي استطاعت عبر مسيرة سلمة خالية من استخدام العنف والقوة، وخالية من اسلوب الانقلابات العسكرية، أن تطيح بالنظام القبلي الاستبدادي الفاسد، وتهيئ لصيغة انتقالية كان من المؤمل أن تسعف اليمنيين بالتقدم نحو حكم ديمقراطي تشاركي يعبر عن الإرادة الشعبية الحرة، ويهيء لمبدأ تداول سلمي للسلطة بقبول جميع الأطراف.
وجوهر المشكلة السابقة يتلخص بتدخل بعض الأطراف العربية التي أزعجها التغيير الشعبي السلمي في اليمن، ورأت فيه تهديدا خطيراً قد ينشر العدوى إلى الآماكن القريبة، فسارعت إلى التحالف مع الحوثيين باعتبارهم القوة القادرة على إجهاض التجربة اليمنية لعدة عوامل وأسباب، بعضها يعود إلى القوة الطائفية المذهبية، وبعضها يعود إلى القوة التنظيمية المسلحة، وكذلك البعد التاريخي، مما يجعلهم قادرين على وقف الزحف الديمقراطي، والوقوف أمام القوى الإسلامية المعتدلة التي تعد أقوى المرشحين للقيام بالدور الفاعل والأكثر تأثيراً في إدارة الدولة في المرحلة القادمة.
بعض الأطراف العربية ذهبت بعيداً في التهويل من قوة الإسلاميين المعتدلين وخطورتهم على المنطقة ومستقبلها، وغفلت عن القوى الأخرى الأكثر تهديداً لهم ولغيرهم، وغفلت عن الارتباط القوي بين هذه القوة المحلية مع القوى الخارجية والإقليمية الصاعدة، وجانبهم الرشد الحقيقي وابتعدوا عن العلمية والموضوعية والحصافة في التقدير؛ عندما أخطاوا في ترتيب الأخطار وأولوية مواجهتها، وجعلوا «الإسلام المعتدل» هو العدو الأول قبل المتطرفين واصحاب الاتجاهات العنفية، وتغافلوا عن التمدد الحوثي الذي سينقل النفوذ الإيراني الى عمق الجزيرة العربية، وسيشكل التفافاً خطراً على مجلس التعاون الخليجي الهش، بعد نجاح إيران بإحداث اختراق ناجح بالتحالف مع عمان ايضا.
نجاح الحوثيين بالاستيلاء على اليمن، بالإضافة إلى التحالف الإيراني- العماني الجديد، سيشكل ورقة قوة إضافية لإيران بعد نجاحها في بسط نفوذها على العراق وسوريا، ولبنان وسيشكل هذا التغيّر الكبير عاملا مهماً من عوامل إخراج التوافق الأمريكي- الإيراني الى حيز التنفيذ حيث انه يحرز تقدماً ملحوظا كما يقول كثير من المراقبين.
ينبغي على العرب أن يعلموا يقينا، أنهم أمام خريطة سياسيةجديدة ،سيكونون أقل الأطراف وزناً فيها، وهو الأقل كسباً والأقل حظاً بكل تأكيد، لأنهم اشتغلوا في أضعاف أهم ورقة سياسية لديهم تتمثل في الانتقال الحقيقي نحو الحكم الديمقراطي الحقيقي المرتكز على المشاركة الشعبية الفاعلة، التي تتكفل بحمايتهم وحماية شعوبهم وبلادهم من النفوذ الأجنبي.
الولايات المتحدة ستلتفت إلى من بيده القوة والنفوذ والقدرة والإمكانيات، وصنع الأحداث على الأرض، حيث لا قيمة للعواطف والصدقات الشخصية والعمل الخيري في العمل السياسي. ما يجعل العرب وقوداً وحطباً في معركة يقطف ثمارها الأكثر ذكاءً ودهاء، والأكثر قدرة على توظيف غباء الآخرين.