الإسلاميون والمستقبل
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : الإسلاميون مطالبون بالقفز فوق خطاب المظلومية، وفوق الخطاب القديم الذي يستجدي التعاطف الشعبي من خلال الإصرار على إقناع الشارع بأنهم ضحية مؤامرة خارجية او داخلية، وينبغي عدم الاستغراق في إثبات حقيقة العداء الذي تختزنه كثير من الأحزاب العلمانية من يسارية وقومية، ويجب عدم هدر الوقت في التركيز على التعسف الذي يمارسه أصحاب السلطة والنفوذ ضدهم.
هذه المطالبة لا تأتي من باب الجدال في صحة هذه المضامين, ولا تنطلق من الجدال في مقدار ما تحمل من صواب نسبي، أو إقتراباً وبعداً عن الحق، وإنما يأتي ذلك من باب الإقرار بمجموعة مسلمات وبـديهيات في العمل السياسي لا تحتاج إلى المزيد من البراهين والأدلة والمحاججة.
البديهية الأولى أن المنافسة على كرسي الحكم والوصول إلى مواقع السلطة والقرار أمر دونه حزّ الرقاب، وهو امر محفوف بالمخاطر من كل الألوان والمستويات، ولن يتورع الخصوم عن استخدام كافة الأسلحة المتوافرة لديهم، وكل ما يملكون من أوراق قوة، بغض النظر عن المعتقدات والأيدولوجيات والمضامين والمعاني، وبغض النظر عن مقدار الصحة والصواب فيها، فكل الأطراف ترى في نفسها الكفاءة وتزعم ملكية الحق وأنها على صواب، ومستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيلها ومن أجل تحقيقها، ولذلك لا بد من أن يكون مخاسر مادية ومعنوية محتملة، وإمكانية النجاح والفشل بالنسبة نفسها، وبعبارة أكثر وضوحاً لن يقدم لك أحد الحكم على طبق من ذهب، ولن يتنازل عن السلطة طوعاً لسواد عينيك، ولو كنت تقياً ورعاً تقوم الليل وتصوم صوم داوود عليه السلام.
البديهية الثانية أن الوصول إلى السلطة هو في حقيقته ثمرة وأثر لعمل دؤوب و جهد منهجي كبير، أو وسيلة وغاية وليس هدفاً بحد ذاته، بمعنى آخر أن الوصول إلى السلطة هو من أجل خدمة الجمهور وتحقيق رفاههم, وبسط العدل بينهم ومقاومة الظلم، وتجفيف منابع الفساد، والوقوف في وجه المافيات والحيتان والعصابات التي تريد العمل خارج دائرة القانون وتريد استخدام القوة في سلب مقدرات الأمة والاستئثار بالمال العام، فالأصل أن يكون الهدف وصول الأكثر قوة، والأكثر أمانة، والأكثر قدرة على بسط العدل ومقاومة الظلم ، وليس الهدف وصول شخص أو حزب أو فئة أو جماعة.
البديهية الثالثة تقول إن صاحب السلطة هو الشعب بمجموعة، ولذلك هو الذي يمنح السلطة ويمنعها، ما يستوجب على كل الأحزاب والقوى والجماعات السياسية والاجتماعية أن تعلن أن هدفها يتمثل بتمكين الشعب من حقه، وتمكينه من استرداد السلطة، وعندما يتحقق هذا الهدف فهو الانتصار الحقيقي، وليس الانتصار بوصول حزب محدد إلى إحكام قبضته على السلطة، أو إبعاد آخر عنها.
امام هذه الحقائق والبديهيات، نجد أن الخطأ الجوهري في مسيرة الربيع العربي يتمثل في التسرع والإستعجال والقفز فوق الغايات الحقيقية، وحرق المراحل، حيث لم يتم إنجاز استرداد الشعوب لحقها ولم يتم تمكينها الجمعي بفرض إرادتها، وشتان بين العمل على تمكين الحزب والعمل على تمكين الشعب.
هذا يستوجب من الإسلاميين مغادرة مرحلة البكائيات والمظلوميات، والانطلاق نحو تجديد الآليات ن والانعتاق من القوالب الفولاذية، والكف عن إعادة تدوير الفشل عبر الإصرار على ممارسة أدوات المرحلة السابقة التي تغيرت قطعاً.الدستور
هذه المطالبة لا تأتي من باب الجدال في صحة هذه المضامين, ولا تنطلق من الجدال في مقدار ما تحمل من صواب نسبي، أو إقتراباً وبعداً عن الحق، وإنما يأتي ذلك من باب الإقرار بمجموعة مسلمات وبـديهيات في العمل السياسي لا تحتاج إلى المزيد من البراهين والأدلة والمحاججة.
البديهية الأولى أن المنافسة على كرسي الحكم والوصول إلى مواقع السلطة والقرار أمر دونه حزّ الرقاب، وهو امر محفوف بالمخاطر من كل الألوان والمستويات، ولن يتورع الخصوم عن استخدام كافة الأسلحة المتوافرة لديهم، وكل ما يملكون من أوراق قوة، بغض النظر عن المعتقدات والأيدولوجيات والمضامين والمعاني، وبغض النظر عن مقدار الصحة والصواب فيها، فكل الأطراف ترى في نفسها الكفاءة وتزعم ملكية الحق وأنها على صواب، ومستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيلها ومن أجل تحقيقها، ولذلك لا بد من أن يكون مخاسر مادية ومعنوية محتملة، وإمكانية النجاح والفشل بالنسبة نفسها، وبعبارة أكثر وضوحاً لن يقدم لك أحد الحكم على طبق من ذهب، ولن يتنازل عن السلطة طوعاً لسواد عينيك، ولو كنت تقياً ورعاً تقوم الليل وتصوم صوم داوود عليه السلام.
البديهية الثانية أن الوصول إلى السلطة هو في حقيقته ثمرة وأثر لعمل دؤوب و جهد منهجي كبير، أو وسيلة وغاية وليس هدفاً بحد ذاته، بمعنى آخر أن الوصول إلى السلطة هو من أجل خدمة الجمهور وتحقيق رفاههم, وبسط العدل بينهم ومقاومة الظلم، وتجفيف منابع الفساد، والوقوف في وجه المافيات والحيتان والعصابات التي تريد العمل خارج دائرة القانون وتريد استخدام القوة في سلب مقدرات الأمة والاستئثار بالمال العام، فالأصل أن يكون الهدف وصول الأكثر قوة، والأكثر أمانة، والأكثر قدرة على بسط العدل ومقاومة الظلم ، وليس الهدف وصول شخص أو حزب أو فئة أو جماعة.
البديهية الثالثة تقول إن صاحب السلطة هو الشعب بمجموعة، ولذلك هو الذي يمنح السلطة ويمنعها، ما يستوجب على كل الأحزاب والقوى والجماعات السياسية والاجتماعية أن تعلن أن هدفها يتمثل بتمكين الشعب من حقه، وتمكينه من استرداد السلطة، وعندما يتحقق هذا الهدف فهو الانتصار الحقيقي، وليس الانتصار بوصول حزب محدد إلى إحكام قبضته على السلطة، أو إبعاد آخر عنها.
امام هذه الحقائق والبديهيات، نجد أن الخطأ الجوهري في مسيرة الربيع العربي يتمثل في التسرع والإستعجال والقفز فوق الغايات الحقيقية، وحرق المراحل، حيث لم يتم إنجاز استرداد الشعوب لحقها ولم يتم تمكينها الجمعي بفرض إرادتها، وشتان بين العمل على تمكين الحزب والعمل على تمكين الشعب.
هذا يستوجب من الإسلاميين مغادرة مرحلة البكائيات والمظلوميات، والانطلاق نحو تجديد الآليات ن والانعتاق من القوالب الفولاذية، والكف عن إعادة تدوير الفشل عبر الإصرار على ممارسة أدوات المرحلة السابقة التي تغيرت قطعاً.الدستور